تهريب وبيع الآثار في مزادات أجنبية يبرز بشكل فاضح
تقرير|| إسماعيل المحاقري
تاريخُ اليمن معروضٌ في مزادات أمريكا وكذلك لندن ثاني أكبر سوقٍ للآثار في العالم، ومن له القدرةُ على الشراء تُشرّعُ له الأبواب، والمفارقةُ أن أسعار التحف الاثرية اليمنية تُباعُ بمبالغ زهيدةٍ من قبل لصوص الآثار في الداخل ليجني مشغلّوهم منها الأموال الطائلة.
سرقةٌ علنيةٌ وتنافسٌ محمومٌ بين المتاحف الغربية وهواة جمع التحف والقطع النادرة من اليمن.
قطعٌ جرت سرقتُها سابقًا وأخرى يتمُّ تهريبُها بغطاءٍ سعوديٍّ إماراتيّ، من الجوف ومارب وشبوة مرورا بحضرموت وغيرها من المدن التي لا تزالُ المواقعُ الأثريةُ فيها عرضة لعلميات نهبٍ وسرقةٍ وتنقيبٍ عشوائيٍّ من قبل تجارٍ وسماسرةٍ يدعمُهم ويموّلُهم تحالفُ العدوان.
خلال الأيام الماضية شهدت لندن مزاداتٍ لبيع الآثار، وكان من بين التحف المعروضة ثمثالٌ أنثى من البرونز بجسمٍ دائريٍّ تقف على قمة قاعدةٍ مسطحةٍ متكاملة، وذراعُها الأيسرُ مستقرُّ على جسدها، بينما يدُها اليمنى مرفوعةٌ وممدودة، ممسكةً بزهرةٍ من خمس بتلات.
وسواءٌ أكان هذا التمثالُ يعودُ إلى الحضارة اليمنية أو غيرها نظرًا لتضارب أراء الباحثين والمختصين في مجال الآثار، إلا أن ذلك لا يُخفي حقيقة التحرّك البريطاني على خُطى أمريكا للسطو على الآثار اليمنية.
ومن المنقولات المعروضة للبيع في لندن لوحةٌ برونزيةٌ أثريةٌ تحوي اثني عشر سطراً منقوشةً بخط المسند من القرن الأول الميلادي، كانت من مجموعةٍ خاصة ألمانية، قبل بيعها في مزاد كريستيز، بنيويورك عام 2008، وتُعرضُ حالياً للبيع في مزاد بونهامز في السادس من يوليو 2023 للميلاد.
وفي المزاد ذاته تُعرضُ تحفةٌ أخرى، عبارة عن تمثالٍ مجسّمٍ لأنثى من الحجر الجيري ويعودُ تاريخُه إلى القرن الثالث قبل الميلاد.
وفي مزاد جاسبر بالولايات المتحدة سيُعرضُ في الأول من يوليو 2023 تمثالٌ عبارة عن “رأس أنثى ذات وجهٍ بيضاويٍّ، وفمٍ مبتسمٍ، وظهر آخر مرة في مزاد فندق دي فينتيس دي مونت كارلو عام 2019.
وفي محاولةٍ لتبرئة ساحتها من جريمة العبث بتاريخ اليمن وشرعنة سطوها على الآثار المنقولة سلمت لندن أربع قطع أثرية لحكومة المرتزقة بيدٍ قبل أن تستردها باليد الأخرى تحت مُسمى استعارتها وتأجيرها وهذا ما فعلته واشنطن وتفعلُه مع كثيرٍ من الدول.