الخبر وما وراء الخبر

اليوم الوطني للإعلام اليمني.. معركتنا مستمرة

207

بقلم / جمال الظاهري

تأتي مناسبة اليوم الوطني للإعلام اليمني 19 مارس هذا العام في ظل وضع صعب وضاغط وظروف استثنائية غاية في الدقة, حيث يخوض رجالات (الإعلام الوطني الحق) معركة شرسة مع أعلام الباطل المجوقل بترسانة هائلة من المنابر العربية والإقليمية والعالمية مسنوداً بإمبراطورية مالية لا وجه للمقارنة بين ما تمتلكه ويمتلكه إعلامنا الوطني إطلاقا من حيث الإمكانيات والعدد ومساحة الانتشار والتأهيل للكادر الإعلامي.
كان العدو ومن قبل أن يبدأ عدوانه يعرف أهمية الإعلام وخطورة الكلمة وأثر الرسالة الإعلامية على بقية مسارات الصراع الذي كان قد عزم على خوضه وأعد له العدة ولم يتبق إلا تحديد الوقت والضوء الأخضر من قبل سيد البيت الأبيض كي يصدروا الأمر بمباشرة العدوان, لا أقول ذلك اعتباطا لأن الشواهد والأدلة كانت حاضرة وملموسة وإن غابت عن إدراكنا حينها الغايات الخبيثة التي كان يخطط لها.
استهداف بعض المنابر الإعلامية (قناة اليمن اليوم) بالقصف الجوي والاقتحام والتدمير لمحتوياتها أو نهبها ومصادرتها وترويع العاملين فيها بحجج واهية وإن كانت عناوينها التي رفعت وطنية وتنفيذ الجريمة مسوغ بحماية الأمن والسلم المجتمعي وتجنيب البلاد الفتنة.
قبل قناة اليمن اليوم كان سدنة المعبد الطاغوتي (الوهابي) قد سبقوا الخائن هادي في تنفيذ ما طلب منهم, فالأجهزة الإعلامية الرسمية كانت قد فرغت من كل العناصر التي قد تعيق أو تفضح مشروعهم الخبيث .
لم يكتف العدوان بذلك بل عمد إلى تغييب القنوات الإعلامية اليمنية الرسمية والخاصة – فضائية اليمن والإيمان وسبأ وقنوات المسيرة واليمن اليوم والساحات – مستخدماً النفوذ والمال من أجل حذفها من القمرين عربسات ونا يلسات.
مع هذا وبعد مرور عام كامل من العدوان والتدمير لكل ما طالته أحقادهم وحنق وحقد العدو السعودي الصهيوني على مقومات هذا الجهاز الضعيف أصلا في إمكانياته وأدواته وموارده الشحيحة إلا أن الأوفياء من رجال الجهاز الإعلامي اليمني بكل تفرعاته اثبتوا بما بقي لهم من منابر وأجهزة بث وإرسال ومطابع وكادر إعلامي وصحفي فشل جميع حساباتهم .
قلب أبناء المؤسسات الإعلامية المعادلة في ميدانهم وفعلوا ما فعله ذاك الجندي الحافي الذي ابهر العالم بشجاعته وإقدامه وعدم اكتراثه بما حشده الأعداء من العدة والعتاد الأحدث على المستوى العالمي, خابت حسابات السيطرة المطلقة على الفضاء الإعلامي, حين انبرت الكلمة النقية للكلمة الخبيثة فأزهقتها, يقول الله تعالى (بل نقذف بالحق على الباطل فيدمغه فإذا هو زاهق ولكم الويل مما تصفون ).
بالخبر الصادق والموقف الشجاع والصبر ينفذ الله قدره وينصر عباده المؤمنين, هذه هي مفردات الحسابات اليمنية التي هزمت حساباتهم وهذه هي ذخيرة سلاح الإعلامي اليمني الذي خاض بها معاركه التي لا تقل أهمية عن معارك المقاتلين في الميادين وذخائرهم ودباباتهم وصواريخهم وخنادقهم في ميادين القتال, وبالأخص إن كان هدف المعتدي تدنيس التربة اليمنية وتركيع الشعب اليمني.
صحيح إن حساباتهم قد خابت وأن المعادلة في الميدان الإعلامي لم تسر لصالحهم ولكنهم لم ييأسوا ولن يسلموا بسهولة ولذا نقرأ ونشاهد عملهم الدؤوب الذي غابت فيه المهنية والحقيقة وحتى إنسانيتهم ووصل بهم الحال إلى أن يبرروا لكل الفظائع التي يتعرض لها الشعب اليمني.. بل إن هذه المسوخ تجتهد وتعمل ما تستطيع عقب كل جريمة وتحث على ارتكاب المزيد من القتل والتدمير لأبناء الشعب اليمني ولكل مقدرات بقائه على قيد الحياة, ما يعني أن الحرب بين من صمد وبين ما حشده العدو مستمرة إلى أخر ثانية وأن الحرف والكلمة الأخيرة هي من ستعلن انتهاء المعارك كما أعلنت بدايتها.