محور المقاومة أفشل مشاريع الإرهاب والعدوان، وإحياء يوم القدس العالمي هو جزء من المعركة التي تخوضها أمتنا من أجل تحرير فلسطين
تحل مناسبة يوم القدس هذا العام غدا الجمعة، إذ ستحيي جموع المسلمين في أقطار العالم يوم القدس العالمي للتعبير عن تضامنهم مع القدس، فيما دول وأنظمة وممالك عربية في مقدمتها السعودية والإمارات والبحرين ودول خليجية آخرى صارت حليفا معلنا لكيان العدو الصهيوني ، وفي زمن خيانتهم المعلنة حشدوا كل جيوشهم ومرتزقتهم وأموالهم لقتل الشعب اليمني وفرض الحصار عليه، واتجهوا لمد جسور العلاقات وتشكيل التحالفات والإصطفافات مع الصهاينة، بهدف تصفية القضية الفلسطينية.
وفي زمن أرادوا فيه تغييب القضية الفلسطينية من وجدان الشعوب العربية والإسلامية حتى لا يبقى لها في الوجدان حضور أو شعور ، يأتي الاحتفال بيوم القدس العالمي ليجعل الأمة الإسلامية وأجيالها الشباب يرتبطون بالقدس وبالمسجد الأقصى ويتعلقون بها ، وبما يكرس الحق والواجب الجهادي والديني والإسلامي والإنساني في تحريرها، ويعكس يوم القدس العالمي حقيقة يجب أن يعرفها الصهاينة بأن كيانهم غير مشروع، وأنه مرفوض وغير مقبول في جسد الأمة.
وكان قادة محور المقاومة أكدوا أن القدس لن تبقى وحدها بل سوف تتحرر، مؤكدين أن القدس هي قضية ثابتة ولن تموت ما دام هناك رجال يؤمنون بها، كما بات جليا في هذه المرحلة أن خطوات العد التنازلي لنهاية الكيان الصهيوني قد بدأت بالفعل.
وخلال فعالية “منبر القدس”، اليوم، جدد قادة محور الجهاد والمقاومة التأكيد على خيار المواجهة والقتال لتحرير فلسطين من كيان الاحتلال الإسرائيلي، داعين أبناء الأمة الإسلامية لإحياء يوم القدس العالمي.
القدس عنوان يختصر فلسلطين
وأكد الأمين العام لحركة الجهاد الإسلامي، زياد النخالة إنّ “القدس عنوان يختصر فلسطين وها نحن نحتفل بهذا اليوم ونحيي مناسبة عظيمة نؤكد فيها وحدة أمتنا حول القدس ومسجدها، مجددا العهد بالاستمرار بالقتال حتى تحرير الأرض، وتطهير القدس من رجس الاحتلال الإسرائيلي، مشيراً الى أنّ الشعب الفلسطيني المجاهد ومقاتليه الأبطال الذين ينتشرون على مدى فلسطين وضفتها المباركة وكتائبها المقاتلة، يمثلون اليوم درع القدس،مؤكدا أن أمتنا واحدة ورسالتها واحدة والقدس موعدها وستبقى القدس موعدنا مع النصر إن شاء الله”.
الأزمات لا تشغل شعب البحرين عن فلسطين
وأكّد المرجع الديني البحريني، الشيخ عيسى قاسم، أنّ المسجد الأقصى والمسجد الحرام يتغلغلان في أعماق مشاعر الأمة وكل المذاهب الإسلامية تُجمع على تعظيمهما، مجددا التأكيد أن “شعب البحرين يدرك أن قضية فلسطين قضية المسلمين وأن النصر فيها رحمة للإنسانية جميعاً رغم أنه مستغرق في الأزمات”، مشيراً إلى أنّ “الأزمات لا تشغل شعب البحرين عن كل ما يمسّ مصلحة الفلسطينيين وقضايا الحق والعدل”.
التأكيد على استراتيجية المقاومة
وقال نائب الأمين العام للجبهة الشعبية لتحرير فلسطين جميل مزهر إنّ “يوم القدس مناسبة تتجسد فيها وحدة الشعوب العربية والإسلامية وأحرار العالم والتفافها حول قضية القدس”، مؤكدا على استراتيجية المقاومة انطلاقاً من الضفة وهذا يتطلب جهود الجميع، لافتاً إلى أنّ دعم فلسطين يبعث فينا الثقة بأن فلسطين ستتحرر من بحرها إلى نهرها.
نصيحة للحكام العرب
هذا ووجه مفتي العراق الشيخ مهدي الصميدعي، نصيحةً للحكام العرب، وهي أن يتّقوا الله في شعب فلسطين المظلوم، مضيفاً “نتمنى أن يكون لديهم ضمير وشجاعة أسوة بشباب فلسطين”.
القدس محور فلسطين والعالم الإسلامي
من جهته، قال رئيس الهيئة الإسلامية العليا في القدس الشيخ عكرمة صبري، إنّ هذا اليوم هو يوم القدس التي يجب أن تُوجّه له البوصلة بشكل ثابت ودائم، والتي هي محور فلسطين ومحور العالم الإسلامي، مشيرا إلى أن هذه المناسبة هي للتأكيد على ان هذه القضية هي قضية ثابتة ولن تموت ما دام هناك رجال يؤمنون بها.
فلسطين ستكون بخير
بدوره، قال الأمين العام لعصائب أهل الحق الشيخ قيس الخزعلي إنّه تبيّن جلياً أن كل محاولات الإستكبار العالمي لدعم الكيان الغاصب ومن بينها التطبيع لم ولن تنفع، مضيفا أنّ الفلسطينيين اليوم باتوا يمتلكون الصواريخ الذكية والطائرات المسيّرة بدلاً من الحجارة.
صدى يوم القدس في فلسطين
وأكّد الأمين العام للجبهة الشعبية لتحرير فلسطين – القيادة العامة، طلال ناجي، أنّ يوم القدس العالمي يلقى الصدى لدى أهلنا في فلسطين المحتلة الذين يكابدون جرائم العدو يومياً، لافتاً إلى أنّ “الأوضاع في الضفة مشتعلة وأهلنا في الضفة يقدمون الشهداء ويتصدون للمستوطنين”، لافتا إلى أنه من خلال هذه الذكرى نتذكر الإمام الخميني الذي بالرغم من جثامة المسؤوليات التي كانت ملقاة عليه بعد انتصار الثورة، إلا أنَّ فلسطين كانت من أولى اهتمامته، مشيراً إلى أن ما تشهده الضفة الغربية من هبّة هو بفضل الشهيد القائد قاسم سليماني”.
مشاعر الجهاد ورفض إسرائيل حية في نفوس المسلمين.
وفي السياق نفسه أكد السيد القائد السيد عبد الملك الحوثي إنّ يوم القدس يأتي كي تبقى مشاعر الجهاد ورفض “إسرائيل” حية في نفوس المسلمين، ومن أجل يقظة الشعوب الإسلامية، لافتا إلى أنّ “يوم القدس يساهم في بحث الشعوب عن الرؤية الصحيحة للوصول إلى النتيجة المحتومة في الوعد الإلهي بتحقيق النصر الحاسم”.
وأكد السيد القائد إنّ الشعب اليمني يسعى عملياً للمشاركة مع أحرار الأمة في المعركة الحاسمة، مضيفاً أنّ “الجهاد ضد العدو الصهيوني والهيمنة الأميركية يعدّ مرتكزاً أساسياً في مشروعنا”.وتابع”لقد ظهر جلياً خوف الصهاينة وقلقهم الكبير من نهضة شعبنا وعمله الدؤوب لبناء قدراته العسكرية، كما بات جلياً في هذه المرحلة أن خطوات الزوال والعد التنازلي لنهاية الكيان الصهيوني قد بدأت بالفعل، داعياً أبناء الأمة الإسلامية لإحياء يوم القدس العالمي.
فلسطين كلها عرينٌ للأسود
بدوره قال رئيس المكتب السياسي لحركة حماس، إسماعيل هنية، “نُحيي من جديد يوم القدس العالمي الذي رسخه الإمام الخميني وتحركت به جحافل أمتنا لتجدد العهد مع مسرى رسول الله”، مشيرا إلى أنّ المسجد الأقصى المبارك يقف شامخاً في وجه العتاة الذي يريدون تغيير معالمه وفرض التقسيم الزماني والمكاني، مردفاً أنّ “الصهاينة يستبيحون قدسية المسجد الأقصى أمام عدسات الكاميرا”.
وأوضح هنية أنّ المقاومة ترصد 3 متغيرات مهمة تؤكد لنا مستقبل هذا الصراع وحسمه لصالح شعبنا وأمتنا، لافتاً إلى أنّ المتغيّر الأول هو أنّ “الضفة منتعشة بالمقاومة المباركة والشعب الفلسطيني في الداخل والخارج هو الخندق المتقدم في حماية القدس والأقصى المبارك”.، وأردف أنّه بناءً على هذه المتغيرات نقول إننا في موقع متقدم و”إسرائيل” ستخرج من كامل فلسطين، مسدداً على أنّ قرار المقاومة هو الرباط والثبات والمقاومة والصمود مهما كانت التضحيات ومهما علت الأثمان.
الضفة اليوم بحق هي درع القدس
وأوضح الأمين العام لحزب الله السيد حسن نصرالله، في كلمته “إنّ يوماً بعد يوم يتأكد أن إحياء يوم القدس العالمي هو جزء من المعركة التي تخوضها أمتنا من أجل تحرير فلسطين، مشيراً إلى أنّ العالم يسير بثبات نحو نظام عالمي متعدد الأقطاب أي انتهاء هيمنة القطب الواحد المتمثل بالولايات المتحدة الأمريكي.
وأوضح السيد نصرالله أنّ خلال هذا العام شهد محور المقاومة فشل مشاريع الإرهاب والعدوان وبداية انفتاح دول المنطقة على خيارات التهدئة والحوار، وشهد خروج محور المقاومة من محنة السنوات الماضية قوياً ومتماسكاً، لافتا إلى أنّ الاتجاه لحل المشاكل البينيّة وهذا سيساعد في سد أبواب الفتن والصراعات الداخلية التي كان يراهن عليها العدو، مضيفاً أنّ “هذه التفاهمات ستؤثر على مشاريع التطبيع”.
وأكّد السيد نصر الله أنّ تنامي قدرات المقاومة في قطاع غزة والتفاف الفلسطينيين حولها يضع محور المقاومة في دائرة اليقين بنتائج الصراع، مشدداً أيضاً على أنّ الضفة اليوم بحق هي درع القدس وأهلها ورجالها وصغارها وكبارها يشكلون الخط الأمامي للدفاع عن المقدسات، مشيرا إلى ان “ما يجب أن يشغلنا في محور المقاومة هو كيف نقدم المساندة والدعم لتستمر المقاومة في الضفة وفلسطين”.
*نقلا عن موقع 21 سبتمبر.