الخبر وما وراء الخبر

شيخوخة أمريكا.. والنظام العالمي الجديد

9

بقلم// أمةالملك قوارة

ما وراء عصر أمريكا وهيمنتها، حين تغيب أشرعتها وتدخلاتها في خضم تغيرات كبيرة في العالم كالاتفاق الذي حصل ما بين إيران والسعودية والذي يمهد الطريق للكثير من الأحداث القادمة قطعاً ! نراها تخرج لتعلن عن صياغة نظام عالمي جديد ويبرز جماحها جليا في أن تكون هي المهيمنة بمفردها عليه سواء بطرق شرعية أو غير شرعية ؛ كي تكون هي المحددة لمسار العالم وهي تظن الآن أن لا منافس لها؛ فروسيا منشغلة بحربها مع أوكرانيا وعن الصين إنها مهددة بالعقوبات وما إلى ذلك، إلا إن الاحتمالات تقول أن كل من الدول العظمى تسعى جميعها وبقوة لرسم ذلك النظام ووقائع اليوم تجعل من أحداث الأمس غبارٌ تذروه الرياح في تعاقب للأحداث بسرعة فائقة ..

إن أمريكا التي لطالما فشلت في حروبها في العالم ونشرت الكثير من الذعر والفساد والحرب، وجرت أمم بأكملها بدعوى السلام إلى هاوية السقوط والموت وحققت إرهاباً لا مثيل له ولم يكن ليحصل لولا تواجدها وإيجادها له فلم تحقق أي هدف يجعل العالم يعترف بأنها تدعو للسلام بقدر ماحقتت من شواهد تشهد لها بأنها صانعة الفساد والدمار وفوق كل ذلك هي الآن راغبة في حكم العالم وعلها اشتهت فقط أن تحول بحار العالم من اللون الأزرق إلى اللون الأحمر !
لكن الجدير بالذكر أن هنالك الكثير من الدلائل التي توحي بأن أمريكا تتقدم نحو الشيخوخة فهل هذا البيان مجرد مكابرة لما حصل ! للفت الأنظار عن النجاح الذي حققته كل من الصين وإيران ؟ ولنفترض أن تصريحها كان صحيحا حول النظام الجديد فهي بحاجة إلى حلفاء والكثير من الدول الداعمة والمتحركة معها قد فقدت ثقتها بها؟ وعن الحرب الباردة والناعمة هل ياترى حققت هدفها حتى تطلق أمريكا العنان لانتهائها؟ إن ماتصرح به يوحي بشيء من الغموض وله تبعاته وخطورته عليها وعلى الكثير من دول العالم ..

تسعى الكثير من الدول إلى تحديد النظام العالمي الجديد والتحدث عنه ورسم مكاناً لها على خريطته وبالمقابل نجد أن الدول العربية والإسلامية بمنأ عن ذلك ولا تكاد تذكر بين كل تلك التفاصيل باستثناء الدولة الإسلامية إيران ؟ والتي استطاعت أن تصنع الكثير من التغيرات الاستراتيجية التي أجبرتهم على الاعتراف بها، بينما هناك دول عربية تمتلك ثروات هائلة ومواقع جغرافية استراتيجية إلا أنها ومع كل ذلك تعيش على هوامش الأحداث ويبقى الذكر الآن للدولة التي واجهت تحالف عالمي وصمدت قرابة عقد من الزمن في وجهة حرب وعدوان وحصار وبينما هي تعيش تلك الأحداث لم تكتفِ بالصمود فقط فانتقلت إلى مرحلة الدفاع والهجوم والتصنيع والنهضة وانطلقت بقوة تحمل بين أحشائها مشروع قرآني عالمي الرسالة والهدف، فهل ستكشف لنا الأحداث بأن اليمن جديرة بأن تكون ضمن تلك الخريطة التي تحدد النظام العالمي وهل ستكشف تلك الدولة البكر للعالم عن تغيرات استراتيجية تجعلها قوية بما يكفي للاعتراف بها ؟ هناك دلائل توحي بذلك إن القادم يخفي الكثير من المفاجآت التي نستنشق رائحتها من على بعد والقادم هو نفسه الكفيل بأن يكشف تفاصيلها؟!