الخبر وما وراء الخبر

اتفاق بكين.. انتصار سياسي لإيران وهزيمة مدوية للمشروع الصهيو أمريكي.

32

تقرير|| أمين النهمي

بعد ما يقارب سبعة أعوام من الجمود والقطيعة، وبعد خمس جولات سابقة من المفاوضات في مسقط وبغداد، أعلنت امس الجمعة كل من إيران والسعودية في بيان مشترك، الاتفاق على استئناف الحوار والعلاقات الدبلوماسيةـ وإعادة فتح السفارتين في البلدين في غضون شهرين.

وعقب عدة أيام من المفاوضات المكثفة بين أمين المجلس الأعلى للأمن القومي الإيراني ونظيره السعودي في بكين، تم التوصل امس الجمعة إلى اتفاق لاستئناف العلاقات بين البلدين، وذلك خلال حفل بتوقيع بيان مشترك بين إيران والسعودية والصين رسميا..، ووفق البيان أكدتا طهران والرياض على مبدأ احترام السيادة وعدم التدخل في الشؤون الداخلية للبلدين، وتنفيذ اتفاقية التعاون الأمني الموقعة عام 2001.

نصر للسلام

اتفاق استئناف العلاقات الدبلوماسية السعودية الإيرانية لاقى ردودا عربية وإقليمية واسعة، حيث أشار وزير الخارجية الصيني تشين وانغ يي، كبير الدبلوماسيين الصينيين، امس الجمعة، أن “استئناف العلاقات الدبلوماسية بين السعودية وإيران «نصر» للحوار والسلام.

ونقلت وزارة الخارجية الصينية عن وانغ قوله في اختتام الحوار بين السعودية وإيران إن استئناف العلاقات “أنباء طيبة عظيمة” في العالم المضطرب حاليا، مضيفا أن الصين ستواصل لعب دور بناء في التعامل مع القضايا الشائكة في العالم اليوم وستظهر تحليها “بالمسؤولية” بصفتها دولة كبرى.

عودة العلاقات تعزز الاستقرار

وأشار وزير الخارجية الإيراني حسين أمير عبداللهيان، الى أن “عودة العلاقات الطبيعية بين إيران والسعودية توفر قدرات كبيرة للبلدين والمنطقة والعالم الإسلامي”، لافتاً الى أن “سياسة الجوار، باعتبارها المحور الرئيسي للسياسة الخارجية للحكومة الثالثة عشرة، تتحرك بقوة في الاتجاه الصحي، ويعمل الجهاز الدبلوماسي بنشاط وراء إعداد المزيد من الخطوات الإقليمية”.

فيما أكد الأمين العام للمجلس الأعلى للأمن القومي الإيراني علي شمخاني، أن “عودة العلاقات الدبلوماسية مع السعودية تعزز الاستقرار والأمن الإقليميين”، لافتا الى أنه “وفق الاتفاق سيتم تبادل السفراء بين طهران والرياض في غضون شهرين”، مشيدا بالصين لدورها في إعادة العلاقات بين طهران والرياض.

مصير واحد وقواسم مشتركة

من جهته أوضح وزير الخارجية السعودي فيصل بن فرحان إنّ “استئناف العلاقات بين الرياض وطهران ينطلق من رؤيتنا القائمة على تفضيل الحلول السياسية”.، مضيفاً أنّ دول المنطقة يجمعها “مصير واحد وقواسم مشتركة تجعل من الضرورة أن نتشارك سوياً لبناء أنموذج للازدهار والاستقرار”.

وقال مستشار الأمن الوطني السعودي مساعد العيبان إنّ السعودية ترحب بمبادرة الرئيس الصيني لتطوير العلاقات بين المملكة وإيران، مشيراً إلى أنّ “الاتفاق السعودي الإيراني تتويج للمباحثات التي أجريت خلال الأسبوع الحالي”، مشدداً على أنّ الرياض حرصت على أن يكون الاتفاق مع إيران في إطار الروابط الأخوية، كما حرصت على فتح صفحة جديدة والالتزام بالمواثيق الدولية.

نصر لإيران وهزيمة مدوية للكيان الغاصب

فيما اعتبر رئيس وزراء كيان العدو الصهيوني السابق نفتالي بينيت، أن اتفاق عودة العلاقات بين إيران والسعودية ” نصر سياسي لإيران” وهزيمة مدوية وفشل ذريع لحكومة كيانه الغاصب.
وبحسب إعلام العدو الصهيوني، قال بينت، امس الجمعة: “إن تجديد العلاقات بين السعودية وإيران تطور خطير وخطير “لإسرائيل” وانتصار سياسي لإيران، وهذه ضربة قاتلة لجهود بناء تحالف إقليمي ضد إيران”.، معتبرا أن الاتفاق فشل ذريع لحكومة نتنياهو ونجم عن مزيج من الإهمال السياسي والضعف العام والصراع الداخلي في البلاد.

لن يكون على حساب اليمن

وأكد الأمين العام لحزب الله، سماحة السيد حسن نصر الله، ان التقارب الإيراني السعودي لن يكون على حساب الشعب اليمني ولا على حساب سوريا ولا المقاومة، داعياً العرب لعودة تطبيع علاقاتها مع سوريا.

وأشار السيد نصرالله خلال كلمة له في أسبوع القائد أسد صغير، إلى أن توقيع اتفاق استئناف العلاقات الدبلوماسية بين الرياض وطهران تحوّل جيد ونحن سعداء لأنه لدينا ثقة أنه سيكون لمصلحة شعوب المنطقة، لافتا إلى أن الاتفاق السعودي الإيراني إذا سار في المسار الطبيعي سيفتح آفاقا بكل المنطقة ومن جملتها لبنان.

المنطقة بحاجة لعودة العلاقات الطبيعية

فيما أكد رئيس الوفد الوطني المفاوض محمد عبدالسلام، الجمعة، أن ‏المنطقة بحاجة لعودة العلاقات الطبيعية بين دولها، مشيراً في تغريدة له على تويتر إلى أن عودة العلاقات بين دول المنطقة ستسترد بها الأمة الإسلامية أمنها المفقود نتيجة التدخلات الأجنبية وعلى رأسها الصهيوأمريكية التي عملت على الاستثمار في الخلافات الإقليمية واتخذت الفزاعة الإيرانية لإثارة النزاعات وللعدوان على اليمن.

الاتفاق يسقط أزعومة الخطر الإيراني

وعلق عضو الوفد الوطني المفاوض عبدالملك العجري، بالقول: رغم أن إتفاق إستئناف العلاقات الايرانية السعودية يخص العلاقات الثنائية بينهما لكنه قد يمثل فاتحة خير نحو تبريد الصراعات الإقليمية، منوهاً إلى أن أزعومة الخطر الإيراني كانت حجر الزاوية للعدوان على اليمن، والإتفاق يسقط حجتهم ويوجب الاعتذار لليمن وتسريع إنهاء العدوان والحصار و إعادة الاعمار.

معركتنا مع دول العدوان مستقلة

فيما اعتبر عضو المكتب السياسي لأنصار الله محمد البخيتي أن اتفاق السعودية وإيراني على إعادة العلاقات فيما بينها قرار شجاع ومحسوب للطرفين، وعودة العلاقة ما بين الرياض وطهران قبل عودتها ما بين صنعاء والرياض يؤكد أن معركتنا مع دول العدوان معركة مستقلة ولن تنتهي إلا بإستعادة سيادة وإستقلال اليمن، ولكن من المتوقع أن ينعكس ذلك التطور بشكل إيجابي ليس فقط على العلاقات اليمنية السعودية بل على مجمل علاقات الدول العربية والاسلامية بعضها ببعض نظرا للثقل الذي تمثلة كلا من السعودية وإيران، مرحباً بأي تقارب بين الدول الإسلامية لأن هذا يصب في صالحها ويزعج أمريكا وإسرائيل.

الاتفاق سيغير مستقبل المنطقة

وأشار محللون إلى أن الاتفاق السعودي الإيراني سيغير مستقبل المنطقة وسيؤدي لحل معظم ازماتها في اليمن وسورية والعراق.. لماذا الفرح في طهران والرياض واللطم في تل ابيب؟ ومن يحتاج لأمريكا عندما تكون الصين وروسيا وايران ومنظومة البريكس حلفاؤه؟.

ويرى المحللون أن الصين أدركت جيداً أنه لا يمكن بناء شراكة اقتصادية متينة مع السعودية دون غطاء إيراني واضح، فسعت خلال الأشهر الماضية للتقارب بين إيران والسعودية خدمة لمشروعها الاقتصادي الكبير الذي تشكل منطقة الخليج الفارسي نقطةالوصل المركزية فيه، لافتين إلى أن الأهم لدى الصين ضمان أمن الممرات وإيران أساس بالموضوع.

ضرب للمشروع الصهيو أمريكي

وأكد المحللون أن الخاسر الأكبر من عودة العلاقات الدبلوماسية بين طهران والرياض هو الكيان الصهيوني الذي كان يرمي لحشد دول المنطقة نحو العداء مع إيران، مشيرين إلى أن التقارب الايراني السعودي سيضرب المشروع الاميركي الصهيوني، الهادف للحيلولة دون بناء علاقات بناءة بين قوتين اقليميتين سياسيا واقتصاديا وعسكريا، لأن في هذه العلاقة خطرا على هيمنة الكيان الصهيوني، وهذا الكيان الغاصب، هو جزء لا يتجزأ من الأمن القومي الأمريكي.