الخبر وما وراء الخبر

ذنب مروة الصبري أنها يمنية أبية

33

بقلم د.// تقية فصائل

قضية مروة الصبري المعتمرة اليمنية التي رفضت الإهانة المتعمدة من إحدى مسؤولات الأمن في بيت الله الحرام ، هي في الحقيقة قصة تحكي ما نعانيه نحن _اليمنيين _كل يوم مع جارة السوء السعودية منذ تأسيسها من استكبار وتعدي وهمجية واضطهاد وظلم وتزوير ومصادرة الحقوق والحريات، والجميع يعلم أن سجون آل سعود تعج باليمنيين ظلما .

مروة عندما واجهت ودفعت الإساءة بقولها الصريح والصادق ( أنتم السعوديين دمرتم بلادنا) سارعوا إلى اقتيادها ومحاكمتها وسجنها بعدتلفيق التهم الباطلة إليها, لأنهم يعلمون أنها لم ترتكب جرما ولم تأت باطلا يذكر حتى تعامل بهذه الطريقة، ولكن استكبارهم وتعاليهم وسياستهم القمعية الظالمة تملي عليهم إسكات كل صوت حر يواجه طغيانهم، ويسمعهم قول الحق. وهو ذات السبب لما نتعرض له من مكرهم وتحالفهم العدواني وحصارهم و تدميرهم لأرضنا و قتلهم لشعبنا ، لأنهم وجدوا من يقول لهم قفوا عند حدكم وكفوا أيديكم عن شعبنا وأرضنا.

من جهة أخرى يؤكد هذا الموقف الظالم _مما لا يدع مجالا للشك _أن من يدعون أنهم يحافظون على أمن الحرمين ويخدمون ضيوف الرحمن هم في حقيقة الأمر يمثلون أكبر خطر على الحرمين وعلى الحجاج والمعتمرين وقصص مضايقاتهم واعتقالهم ، بل وقتلهم للحجيج والمعتمرين من شتى البلاد الإسلامية ماثلة للعيان وهي ملفات يحرصون على إبقائها في طي الكتمان ، ولكنهم لا يدركون أنهم لابد أن يدفعوا ثمن ذلك مهما طال الزمن .

ولا ندري لماذا لم تتحرك السفارة المحسوبة على اليمنيين لمتابعة الموضوع والوقوف مع مروة والدفاع عنها بحكم أنها مواطنة يمنية تتعرض للظلم ومصادرة حقوقها وحريتها وهذا من أوجب الواجبات على السفارة، كما تقوم سفارة أي بلد يتعرض مواطنوها للاضطهاد في أي بلد آخر . وهذا يؤكد ما نعرفه جميعا أن هؤلاء لا يمثلون اليمن ولا يمثلون اليمنيين، وإنما هم مجرد أدوات في أيدي أولياء نعمتهم ، ولا يهمهم إن فرطوا بكرامة مروة أو كرامة اليمنيين وأرضهم وسيادتهم وكل شيء في سبيل إرضاء عنجهية أسيادهم، وهذا الموقف يضاف إلى خياناتهم الكثيرة للوطن والشعب.

أما المرتزقة من حكومة الفنادق بكامل طاقمها وحاشيتهم وناشطوهم الذين يملؤون الدنيا ضجيجا بحقوق اليمنيين التي يزعمون الدفاع عنها، فلا أظن أحدا يتوقع منهم أن يحركوا ساكنا ، لأنهم حريصون على الحفاظ على مكاسبهم المادية التي جمعوها من بيع اليمن واليمنيين ، كما أنهم قد تجردوا من كل القيم والمبادئ التي تدفعهم لنصرة مروة أو غيرها.

وما أعظم موقف أنصار الله الذين وجهوا خطابا ينددون بإقدام الحكومة السعودية على سجن مروة و يطالبونها بإطلاق صراح المواطنة اليمنية ويذكرونها بأن ما أقدموا عليه
يعمق الفجوة بين البلدين ويزيد مواجع اليمنيين وآلامهم من سوء تعامل جارة السوء ويوغر صدورهم أكثر وأكثر. كما أن هذا يتنافى وحقوق الإنسان والأعراف والتقاليد والدين.
وجدير بالذكر أن هذا الخطاب لم يوجه للسعودية للقائمين عليها منذ مطلع العصر الحديث .

أتوقع في قادم الأيام خروج مروة مرفوعة الرأس شامخة مادام رجال الله يطالبون بحريتها بكل قوة.