الخبر وما وراء الخبر

إن سكت المسلمون عن حرق المصاحف فما اليمنيون ساكتون

12

بقلم// عدنان علي الكبسي

تتكرر وبشكل مستمر عملية الحرق لنسخ من القرآن الكريم، وتتكرر الإساءات وبشكل مستمر إلى المقدسات الإسلامية في المجتمعات الغربية، ولكن هل إحراق المصاحف بشكل مستمر ستوقظ الأمة الإسلامية من سباتها العميق؟!، هل ستصحوا الأمة من غفلتها وهي تُستهدف في أقدس مقدساتها؟!.

‏أمام حرق نسخة من المصاحف في السويد سمعنا الإدانات الواسعة من بعض الدول العربية والإسلامية، ولكن هل من هذه الدول ستقطع علاقتها مع السويد؟!، هل ستطلب هذه الدول سفراءها في السويد وتطرد سفراء السويد من بلدانها؟!، وهذا أضعف التعبير عن الإدانات الصادقة.

‏أولئك الذين يصدرون الفتاوى في تكفير الكثير من المسلمين، هل سنسمع لهم فتوى تكفر من يحرق القرآن الكريم؟!، أولئك العلماء الذين أباحوا دماء الكثير من أبناء أمتهم، هل دماء الذين أحرقوا المصاحف مباحة أم لا؟!.

‏الطائرات التي قتلت نساء وأطفال اليمن وسوريا والعراق وغيرها، هل سنراها تقتل الذين أحرقوا كتاب الله؟!، القنوات الفضائية ومواقع التواصل الاجتماعي التي حرضت على قتل اليمنيين، هل سيحرضون على قتل من يستهزؤا بآيات الله ويحرقها؟!.

‏لو رأوا مصحفًا سقط سهوًا من رجل يمني لهللوا وكبروا وتأوهوا وولوا وصرخوا وصاحوا وتباكوا وضجوا وحرضوا، ولأباحوا الدماء والأموال والأعراض.

‏يُحرق المصحف في السويد لا تسمع للعلماء الأجلاء حتى همسًا، أصواتهم ترتفع للجهاد في اليمن وسوريا والعراق وإيران وليبيا، ولا جهاد في السويد، تباكوا بدموع التماسيح غيرة على الصحابة، وكتاب الله يُمزق ويُحرق ولا يغارون، يتباكون على أمهات المؤمنين زوجات رسول الله (صلوات الله عليه وعلى آله)، ولا يزعلون من إحراق كتاب أمهات المؤمنين (القرآن الكريم)، يتباكون على سنة رسول الله ولا يستاءون من إحراق كتاب الله.

‏ولكن مهما الأمة تغط في نومها العميق فإن رجال الإيمان والحكمة عيونهم لا تنام، إن غفلت الأمة فاليمنيون في صحوة حقيقية، إن تخاذل الزعماء وسكت العلماء وجبن الأبطال وأُخرست الألسن، فأصوات اليمنيين صادعة بالحق، صارخة في وجه الأعداء، محذرة ومنذرة للغرب وقادته من العواقب الوخيمة والعقوبات الإلهية في الدنيا والآخرة على لسان قائدها العظيم السيد المولى عبدالملك بدرالدين الحوثي -رضوان الله عليه- في مناسبة المولد النبوي الشريف: (أدعو قادة الغرب، والمجتمع في الدول الغربية، إلى الكف عن الإساءة إلى الله تعالى، وإلى أنبيائه، وخاتم أنبيائه وسيد رسله محمد بن عبد الله.

وأدعوهم إلى الكف عن العداء للأنبياء، والكف عن العداء لكتاب الله وكلماته (القرآن الكريم)، وإلى الكف عن إحراق المصاحف، والكف عن محاربة تعاليم الله المباركة العظيمة، والكف عن مساعيهم الشيطانية في محاربة الأخلاق والقيم، ونشرهم للرذائل والمفاسد، وسعيهم لإفساد الشعوب.

وأدعوهم أن يتأملوا في واقعهم، وما قد نتج عن ذلك من مفاسد ومشاكل رهيبة: اجتماعية، ونفسية… وفي كل المجالات.

وأحذرهم مما حذَّر الله منه في كتابه الكريم، وعن طريق أنبيائه ورسله، من العواقب الوخيمة، والعقوبات الإلهية في الدنيا والآخرة.

وأدعوهم إلى التحرر من الصهيونية اليهودية، التي سيطرت عليهم، وأضلتهم، وأفسدتهم، ولعبت بهم، واستحكمت سيطرتها عليهم بشكلٍ تام، واستعبدتهم إلى حدٍ رهيب).

إن سكت المسلمون عن حرق المصاحف فما اليمنيون ساكتون، فزوال أولئك الذين يسيئون إلى المقدسات الإسلامية بات قريبًا بإذن الله، وليعذبنهم الله بأيدي المؤمنين ويخزهم ويخزِ قومًا تولوهم أو سكتوا عن جرائمهم.