لقاءات الصلح القبلي… جهود مهمة ونتائج مثمرة في ترسيخ أواصر الإخاء والتسامح
تقرير|| أمين النهمي
تتواصل الجهود السياسية ولقاءات الصلح القبلي في عدد من المحافظات والمناطق اليمنية لإنهاء قضايا الثأر وحل الخلافات والنزاعات وترسيخ أواصر الإخوة والتسامح، وتوحيد الصف الداخلي لمواجهة العدوان الصهيوأمريكي السعودي الإماراتي.
ثمرة من ثمار ثورة الـ21 من سبتمبر
وتأتي هذه الجهود المباركة ترجمة لتوجيهات قائد الثورة السيد عبدالملك بدر الدين الحوثي (يحفظه الله)، وثمرة من ثمار ثورة الحادي والعشرين من سبتمبر المجيدة التي أعادت للقبيلة اليمنية قيمها وأعرافها الأصيلة ودورها الفاعل في تعزيز اللحمة والإخاء ووحدة الصف عبر لقاءات وجهود توجت بإصدار وثيقة الشرف القبلي، وتفعيل دور مجلس التلاحم القبلي والهيئة العامة لشؤون القبائل.
قضايا الثأر أولوية لدى قائد الثورة
ويتصدر موضوع إنهاء قضايا الثأر وحل الخلافات أولوية كبرى ومهمة لدى قائد الثورة السيد عبدالملك بدر الدين الحوثي (يحفظه الله)، والذي دائما ما يؤكد في أكثر خطاباته وتوجيهاته بضرورة الحفاظ على وحدة الصف الداخلي في مواجهة العدوان، وهذا يستلزم العمل على حل جميع القضايا والمشاكل الحاصلة بين فئات المجتمع والتي تؤثر على تماسكه ووحدته وأهم هذه القضايا المؤثرة في وحدة الصف قضايا الثأر التي تعمق الهوة بين فئات المجتمع وقبائله ومناطقه.
ولا يخفى أن قضايا الثأر هي من القضايا التي جرى توظيفها من قبل الأنظمة السابقة لإلهاء الشعب عن قضاياه المهمة والأساسية وإشغالهم بها وبالتالي فإن التوجه الصادق لحل قضايا الثأر يعد أهم مدخل لتقوية الجبهة الداخلية ووحدة الصف في مواجهة العدوان الغاشم.
اتفاقات صلح عديدة
ومن هنا شهدت الأعوام الـ8 الماضية اتفاقات صلح قبلية عديدة رعتها القيادة الثورية والسياسية ضمن تكاتف الشعب من أجل الثورة، وفي ما بعد من أجل مواجهة العدوان، وهي جهود أنهت قضايا ثأر عالقة منذ عشرات السنين أودت بحياة آلاف المواطنين وعطلت التنمية الريفية وقد نجحت هذه الجهود بمتابعة حثيثة من قبل قائد الثورة، ومازالت مستمرة وبدوافع دينية ووطنية.
رهان العدو على قضايا الثأر
ويشير عضو المجلس السياسي الأعلى محمد علي الحوثي إلى أن قضايا الثأر من أكثر القضايا التي يراهن العدو عليها لزرع الفرقة والخلاف بين أبناء الوطن، لهذا تحرص القيادة الثورة ممثلة بالسيد عبدالملك بدرالدين الحوثي، على حل مختلف قضايا الثأر بما يساهم في تعزيز التماسك المجتمعي وحقن الدماء، مشددا على ضرورة التحرك الواعي لحماية المجتمع لاسيما أن العدو يستهدف كل أبناء الشعب اليمني دون استثناء.
تحويل بوصلة العداء نحو العدوان
ومنذ قيام ثورة الحادي والعشرين من سبتمبر 2014م، هدأت قضايا الثأر بالمطلَق في عموم محافظات الجمهورية، وتغير الواقع تماما بعد أن تصدرت قضايا الثأر اهتمامات القيادة في إحياء مبدأ التسامح بين القبائل اليمنية، وتحويل بوصلة العداء نحو العدوان الأمريكي السعودي، بدلاً من الاقتتال الداخلي وتعيق الانقسامات، ولهذا نجحت هذا الجهود، وارتفعت وتيرتها من عام إلى آخر.
تعزيز أواصر الإخاء
ولقد أثمرت الجهود المباركة التي يقوم عضو المجلس السياسي الأعلى محمد علي الحوثي، ومعه عدد من الوجاهات والشخصيات الاجتماعية الفاعلة في المحافظات اليمنية برعاية لقاءات الصلح وحل قضايا الثأر عن طريق العفو لوجه الله تعالى واصلاح ذات البين وتعزيز أواصر الإخاء والتسامح بين أبناء اليمن، هذه الجهود التي تترجم يومياً بشكل عملي.
حيث شهدت الفترة من 26 أبريل 2019 حتى 3 سبتمبر 2020، حل 26 قضية تتوزع ما بين قضية ثأر وقضية قتل راهنة وقضية قتل عالقة، منها قضية ثأر مدتها 70 عاماً تنطوي على 30 قضية اقتتال ونزاع، قتلاها 150 وجرحاها 1000، وصولاً إلى قضايا مدتها مدتها عشرات السنوات.
وشهد النصف الأول من العام 2022م حل ما لا يقل عن 66 قضية ثأر، والتي جاءت تتويجا للجهود السابقة التي طوت الكثير من هذه القضايا والنزاعات، ورسخت التسامح بين القبائل اليمنية، لتواصل بعد ذلك المشوار حتى القضاء التام على كافة قضايا الثأر في الجمهورية اليمنية.
وخلال شهر ديسمبر الفائت من العام 2022 نجحت جهود عضو المجلس السياسي الأعلى محمد علي الحوثي خلال زيارته لمحافظة إب، ومعه محافظ المحافظة وعدد الشخصيات الاجتماعية في إنهاء وحل أكثر من 35 قضية ثأر في محافظة إب.
حلول عادلة وسليمة
وأوضح عضو السياسي الأعلى محمد علي الحوثي خلال لقاءاته لإنهاء قضايا الثأر في محافظة إب، أنه بفضل الله تعالى وبفضل تلك الدماء نعمل على حل القضايا التي حصلت في هذه المناطق ولازال هناك كثير من القضايا التي يجب ان تتوفر فيها الجهود وأن يتعافى فيها القبائل وأن تتراحم وأن تُعلي من شأن الحل فيما بينها وأن تنبذ الثأر وتنبذ الخلاف وتعمل على وحدة الصف الداخلي، داعيا جميع الأخوة ممن لديهم قضايا ثأر في محافظة إب إلى نبذ الثارات
والخلافات وإلى توحيد الجبهة الداخلية وإلى الحلول العادلة والسليمة وإلى مراعاة مشاعر الجميع واحترام ساحات الجميع والتآخي بما يرضي الله ورسوله.
جهود متواصلة
ومع بداية شهر يناير للعام الحالي تتواصل جهود عضو المجلس السياسي الأعلى محمد علي الحوثي، في محافظة ذمار، ومعه مستشار المجلس السياسي الأعلى محمد حسين المقدشي، ومحافظ المحافظة البخيتي، وعدد من الشخصيات الاجتماعية بالمحافظة، والتي أثمرت هذه الجهود في إنهاء 11 قضية ثأر، وحلحلة الكثير من الخلافات والنزاعات، وما تزال متواصلة.
خطوات كبيرة في التصالح
ويؤكد عضو السياسي الأعلى الحوثي خلال لقائه الأول بقيادات ومشائخ وابناء ذمار، إلى أن هذه المحافظة بقدر همّة أبنائها، بقدر حضارتها وآثارها، سيكون بإذن الله لها دور مشرّف في حلحلة القضايا والقضاء على الثأر، وهذه هي ركيزة أساسية أننا نعمل على تحصين المجتمع أمنياً والقضاء على الثأر، خصوصاً أن هناك بعض القبائل الثأر فيها له فترة طويلة، بعضهم لها أربعين سنة، بعضهم عشرين سنة، بعضهم عشرات السنوات، لكن بجهود الجميع وبجهودكم أيضاً سنخطو خطوات كبيرة في التصالح بين أبناء المجتمع، مثمناً جهود مشايخ وقبائل ذمار وكل من يسهم في تقريب وجهات النظر وتعزيز قيم الصفح والعفو والسلام بين أبناء المجتمع، مؤكدا أن هذه المبادرات والخطوات الفاعلة، يجب أن تستمر ولا تتوقف حتى يتم إنهاء المشاكل والصراعات ويعم الأمن والاستقرار أبناء المجتمع، داعيا كافة القبائل إلى المبادرة في إصلاح ذات البين وحل القضايا المجتمعية لينعم الجميع بالأمن والاستقرار والطمأنينة بعيدا عن الضغائن والفتن.
ذمار سباقة في حل قضايا الثأر
من جهته ثمن مستشار المجلس السياسي الأعلى محمد المقدشي اهتمام القيادة الثورية والمجلس السياسي الأعلى في حل القضايا المجتمعية وطي صفحة الصراعات، مؤكدا الحرص على أن تكون محافظة ذمار هي الأولى والسباقة في حل قضايا الثأر استجابة لله تعالى في الصلح وإصلاح ذات البين واستجابة لدعوة قائد الثورة السيد عبدالملك بدر الدين الحوثي وتقديراً لجهود عضو السياسي الأعلى محمد علي الحوثي في هذا الجانب، داعيا مشايخ وقبائل ذمار خاصة واليمن بصورة عامة إلى الاقتداء بمثل هذه المواقف المشرفة التي تعزز من وحدة الصف وترسل رسائل قوية للعدو بتوحيد صفوف الشعب اليمني وإدراكه أن عدوه من يعتدي على اليمن واليمنيين.
ختاما
فإن معالجة وإنهاء قضايا الثأر وحل النزاعات في عدد من المحافظات تمثل خطوة عظيمة وحققت نتائج مثمرة وآثار إيجابية في لم الشمل وتعزيز قيم التسامح والإخاء ونشر الخير والصلاح المجتمع وتوحيد الجهود من أجل البناء والتنمية والتفرغ لمواجهة العدوان الصهيو أمريكي السعودي الإماراتي، ترجمة للمشروع الوطني الذي اطلقه الشهيد الرئيس صالح علي الصماد في احتفائية العام الثالث للصمود «يدٌ تبني…. ويدٌ تحمي»، «وعلى فليتوكل المؤمنين ».
*نقلاً عن موقع يمني برس.