الخبر وما وراء الخبر

جامعة ذمار تحتفي باليوم العالمي للغة العربية

16

كتب / أمين النهمي

نظم قسم اللغة العربية بكلية الآداب – جامعة ذمار اليوم احتفائية بمناسبة اليوم العالمي للغة العربية (18 ديسمبر) بحضور رئيس الجامعة الأستاذ الدكتور طالب طاهر النهاري، وعدد من الأكاديميين وأعضاء هيئة التدريس وطلاب كلية الآداب بجامعة ذمار.

وفي الاحتفالية التي أدارها أستاذ الأدب الحديث بكلية الآداب بجامعة ذمار الدكتور نجيب الورافي، أشار عميد كلية الآداب الأستاذ الدكتور عبد الكريم البحلة إلى أن اللغة العربية تواجه وعدد من اللغات البشرية الأخرى تحدياً كبيراً في ظل العولمة الذي تسعى الدول الإمبريالية الغربية بقيادة أمريكا إلى القضاء عليها وإحلال الإنجليزية محلها، لتتمكن تلك الدول من السيطرة الفكرية والثقافية على أبناء تلك اللغات بعد سيطرتها العسكرية والاقتصادية.

وأضاف: “فكم هو مؤسف أن نجد بعضاً من أبناء العربية يتخلون عنها، ولا يعتزون بها كونها اللغة القومية والدينية المقدسة، فلا تجدهم ينافحون عنها ويعملون على إعلائها وهي الأجدر؛ بل والأحق أن تكون هي اللغة العالمية، فقد دخلت تأريخها الكوني منذ نزول الوحي على خاتم الأنبياء والمرسلين محمد بن عبد الله صلى الله عليه وآله وسلم.

ولفت إلى أن اللغة العربية هي أطول اللغات البشرية عمراً وأزخرها مكنوناً، وأوسعها تراثاً، وأدقها بياناً ، وأكثرها ثباتا ولكل ذلك فهي الأجدر والأحق بأن تكون اللغة العالمية.

من جهته أوضح نائب عميد كلية الآداب للشؤون الأكاديمية الدكتور أمين الجبر، أن اللغة العربية، تاريخيا، مرت بعدة تطورات تبعا لتطور الزمن ومستجدات الأحداث، وواكبت عصور أدبية وثقافية عديدة.

ولفت إلى أن معجزة اللغة العربية وسر حيويتها وديمومة حضورها يكمن في معاصرتها وتعاطيها الإيجابي والمرن مع المصطلحات والمفردات العلمية الحديثة، مؤكدا حاجتنا نحن الناطقين بها، إلى استشعار أهميتها ومحاولة التجديد والتحديث لمضامينا، حيث المصطلحات الحديثة تفرض واقعا لغويا مغايرا ومتجددا يتطلب الاستيعاب والمواكبة، وحيث العولمة الثقافية تعج في مختلف مناحي الحياة.

من جانبها أكدت رئيس قسم اللغة العربية بكلية الآداب الدكتورة أنيسة الهتار أهمية الاحتفاء باليوم العالمي للغة العربية، اللغة التي كتبت أجمل وأروع الحضارات الإنسانية، واصطفاها الله تعالى لتكون لغة كتابه الكريم.

بدوره استعرض أستاذ اللسانيات وتحليل الخطاب بكلية التربية جامعة ذمار الدكتور علي حفظ الله محمد؛ أهمية العربية والعولمة في إطار غرس روح التنافس والتآزر لخدمة الناطقين بها وبغيرها.

ونوّه إلى أهمية افتتاح مجلس وطني للغة العربية في وطننا؛ قصد تمثيل العربية بين الأمم بشكل رسمي؛ إضافة إلى قيام المجلس الوطني للعربية بمهام عديدة لا سيما المراجعة اللغوية للأطاريح العلمية والمناهج التعليمية؛ وصناعة المعاجم اللغوية والتأريخية والمصطلحية.

وأكد على ضرورة حوسبة المناهج الدراسية لمواكب وسائل تقديم المعرفة في العصر المعاصر لما لها من تأثير مهم في توصيل المعلومة إلى أذهان المتعلمين من الناطقين بها وبغيرها..

فيما أشار أستاذ الأدب القديم بكلية الآداب بجامعة ذمار الدكتور عصام مقام، في ورقته إلى بعض مظاهر العولمة الداخلية التي تهدد اللغة العربية، المتمثلة في المناطق الحرة، وما تحدثه من ولاء للشركات والمؤسسات العاملة بعكس الولاء للوطن الأم، واشتراط اللغة الإنجليزية معيارا للتوظيف، منوهاً إلى خطر اللوحات الإشهارية المكتوبة باللهجة العامية، وخطر تهديدها للهوية اللغوية.

كما ألقيت في الفعالية كلمات لكل من الدكتور أحمد الفراصي، والدكتورة إفهام القباطي، والدكتور محمد مقبل عامر، والدكتورة عائشة المزيجي، والدكتور فهد الضلعي، ورئيسة فرع نادي القصة بذمار نبيهة محضور، وأمة اللطيف الأكوع، وسارة السنباني، وريم العمري، وفواز السالمي، احتفت جميعها باللغة العربية في يومها العالمي.

وخرجت فعالية الاحتفاء باليوم العالمي للغة العربية بتوصيات عدة أهمها: دعوة شُعب اللغة العربية وأقسامها وكافة أعضائها إلى تشكيل لجنة تقوم بصياغة لائحة تنظيمة متينة لافتتاح مجلس وطني للغة العربية في اليمن كممثل رسمي بين الأمم على غرار مجالس اللغة العربية في الأقطار العربية؛ يقوم بمهمات متعددة كصناعة المعاجم اللغوية والتأريخية ومعاجم المصطلحات لتوحيدها بين الشرق والغرب في إطار ثورة المعلومات والتعريب المتواصل من اللغات الأجنبية.

وأكدت توصيات الفعالية على ضرورة السلامة اللغوية في جميع الكتابات العلمية والأدبية لاسيما الأطاريح العلمية في الدراسات العليا في جميع التخصصات.

ونوّهت الفعالية إلى رفع مستوى الوعي الوطني في اختيار أسماء الشوارع والمحلات والشركات والفنادق باللغة العربية وترك الأسماء الأجنبية المنتشرة على مستوى الوطن.

وحثّت توصيات الفعالية على الاهتمام بجميع الأنشطة والفعاليات والندوات التي تزيد من نشر العربية والمحافظة على سلامتها بين الأمم؛ وزيادة الإقبال عليها بين الشعوب لاسيما من الناطقين بغيرها.

تخلل الفعالية قصائد شعرية للشعراء الحسين الشوكاني، وعبدالرحيم البازلي، وشريف النعضي، معبرة عن المناسبة، كما تم توزيع شهادات تقديرية على المشاركين.