الخبر وما وراء الخبر

شعراء القدس والمقاومة في اليمن الحلقة 2.. إعداد حسن المرتضى

45

سلسلة شعراء القدس والمقاومة في اليمن نختار فيها نبذة من قصائد شعراء اليمن الذين كتبوا عن القدس والمقاومة
في جمعته صلى القدس

أحمد العجري

في جمعته صلى القدسُ

وصلاة القدس لها جرسُ

لكن المؤتمّين به

صمٌ عميٌ بكمٌ خرسُ

صلّى بجماعته جهرا

والجهر بحضرتهم همسُ

واللاقط إما مزروع

في الصف وإمّا مندسُ

القدس بكى القدس شكى

القدس أحاط به الرجسُ

لم يسمع أحد جمعته

والسبت مصائده خمسُ

الدول الخمس الدائمة الــ

عضوية في المجلس ترسو

والجمعة صيد السبت وما

فيهم من أحد لا يقسو

لن يسعد جمعتنا أحد

والسبت طوالعه نحسُ

فمتى للقدس مسامعنا

تصغي ومتى يصحو الحس ُ

اليائس ليس له أمل

والآمل يقتله اليأسُ

ودروس الماضي حاضرة

ولنا في كل غد درسُ

مغبون من قد يتساوى

يوماه الحاضر والأمسُ

الماضي غرس يجنيه الــ

مستقبل طبعا لا العكسُ

القدس شكى وبكى لكن

هل سمع الجن أو الأنسُ

الأدنى ما سمع الأقصى

والأقصى والأدنى نفسُ

زعم الجنسين لفرقتنا

بابٌ تدخل منه الكنسُ

ولأجراس الكنس دويٌّ

لا يخرسه إلا الكَنسُ

والمبكي مكتظٌ دوما

بيهود ضحكتهم عرسُ

فمتى سيكون الكَنس؟ أما

للشيطان الأكبر خنسُ؟

….

(ابشر ياقدس)

أحمد العجري

آت كالبركان الثائر

آت كالإعصار العاتي

لك يا بيت المقدس مني

أسمى باقات سلاماتي

ولشعبك من شعب اليمن الـ

ميمون أزف بشاراتي

ابشر يا قدس الله فذا

موكب نصر الله الآتي

هذا شبل علي فينا

رايته أهدى الراياتِ

هذا ابن الفاتح خيبر في

بابك يا حطة زلاتي

وسيفتح ما شاء الله

أن يفتحه في الميقاتِ

سنسوق الهدي ونشعره

نحوك يا قبلة آهاتي

وسأستثمرها ما دامت

لله حياتي ومماتي

الهدي أيقظ جمعتنا

من طول رقاد وسباتِ

واصطاد أمان السبت وما

من أحد ينكر إثباتي

إن شئت سلاما فاطلبه

من ربك كل الأوقات

واحمل أسلحة الردع فلن

تردعهم غير الغاراتِ

القدس قضيةُ إسلامٍ

لا أرض أو قومياتِ

والإسلام أتى بحلول

لم يأت بأي اشكالاتِ

الإشكالاتُ نتاجُ هوىً

وهوايات وعمالاتِ

والبعد عن القربى سر

يفضح أسباب المأساةِ

لا تطلب سلما من باغٍ

لا تتمسك بخيالاتِ

لا تركن يوما لظلوم

تصبح في تيه وشتاتِ

يا فاتح خيبر فليبدأ

ابنك من خيبر بالذاتِ

فلقد عاد البهت إليها

في غزو لا كالغزواتِ

هدموا آثاركم العظمى

وبدعوى هدم الثاراتِ

اعتقلوا الـكعبة واجتاحوا

بلحاهم تلك العرصاتِ

اجتاحتها أصحاب لحَى

وعمامات وعقالاتِ

واحتفظوا بتراث يهود

يا للإخوة والأخواتِ

ما زالت خيبر ماثلة

لتذكرنا بالمثلاتِ

سنذل البهت بأجمعهم

ونحقق كل الغاياتِ

صلاة الروح

أحمد المعرسي

والتينِ والقدسِ والزيتونِ واليمنِ

إني أرى اللهَ في عينيكِ يسألني

القدسُ بيتي وأسمائي نوافذُها

وفجرُها الزمنُ القدسي في الزمنِ

فهل تنسمت في أحيائِها وطنًا؟!

أنا رضعتُ هواها العذبَ في اللبنِ

وهل؟! وتسقطُ من عرشِ الهوى لغةٌ

عذراءُ بالوجدِ والأحوالِ تطحنني

أنا اليماني سجني داخلي، وطني

جمرُ الجراحاتِ، أشواكُ المنى كفني

أتيتُ أحملُ من صنعاءَ بسملةً

إلى بلادٍ بكفِّ الغيبِ تنقشني

إلى بلادٍ إلهُ الكونِ قالَ لها:

كوني فكانت صلاةَ الروحِ في البدنِ

سبحانَ من ضمَّخَ الأقصى بعزَّتِه

فكانتِ القدسُ مسرى كافةِ المدنِ

يا غربةَ المسجدِ الأقصى على قدرٍ

أتيتُ لكن على سيلٍ من الحزنِ

أتيتُ أحملُ قلبًا بعثرتْ دمَه

نارُ التناهيدِ في سِرّي وفي عَلني

وقادةُ العربِ أصنامٌ منصَّبةٌ

على عروشٍ من الأوحالِ والعفنِ

همُ المباطيحُ لا ذمٌّ يليقُ بهم

لأنهم دونَ معنى القبحِ والوهنِ

القادةُ العربُ صنَّاعُ الخنوعِ بنو

أبغى العمالاتِ باعونا بلا ثمنِ

باعوا بلادًا يدُ الرحمنِ تربتُها

والغيبُ طائرُها المسجونُ في الفننِ

لكنّ للثورةِ الكبرى بأنفسِنا

سيوفَها وخيولَ الآهِ والشجنِ

وتحتَ كلِّ فؤادٍ خنجرٌ ويدٌ

تبايعُ اللهَ في زنزانةِ المحنِ

بأن نموتَ زغاريدًا مدوِّيةً

بالنصرِ والفتحِ لا نخشى من الفتنِ

يا قادةَ العربِ يا ليلٌ يطاردُنا

في كلِّ أرضٍ بوجهٍ تافهٍ نتنِ

أنتم سجونُ شعوبٍ لا ملاذَ لها

أجلُّكم غصَّةٌ في هيئةِ الوثنِ

إن تطلبوا المجدَ تخزوه وإن أحدٌ

منكم تسامى يُداوِ السلَّ بالدرنِ

أنتم وصهيونُ وجْها كلِّ معتقلٍ

فذاك يغزو وأنتم سجنُنا الوطني

غدًا ترون إذا جُنَّ الهجيرُ وفي

جراحِنا ألفُ سيفٍ مثقلٍ “يَزَنِي”

نفوسنا في يدِ الأهوالِ ضاحكةٌ

إن المنايا هباتُ اللهِ ذي المننِ

يا قدسُ يا قدسُ لي عذري إذا سكبتْ

عيني الدموعَ، وسالَ القلبُ في الوجنِ

فقدْ حملتُ همومًا أنتِ أعظمُها

فهل ترى القلبُ بعدَ اليومِ يحملني؟!

البحر الميت 16/11/2012م

يـوم القـدس يجمعـنا

أحمد درهم المؤيد

يـا قـدسُ لبـيِّـنـا الــنــــدا

كلُ النفـوس لك الـفـدی

جــئـنـا ورايــة نـصـــرنــا

يحدوا بها حادي الهدی

جئنـا جميعا في سبيل

الـلـه صـــفــا واحـــــدا

لنحرر الأقصى الشريف

ونستعيدُ الـمـســـجـــدا

مـا زلت نبضـا فـي قـلـوب

الـمـؤمنين عـلی الـمـدی

وبمنهج الأحـرار تـبـقـی

للـقـضــيـة شــــاهـــــــدا

ولأنـت عـنوان الـشـعـوب

تخــطُّ فـيـك الـمـوعــدا

يـــا أمــتـي فــلـتـكـتبــي

للـقـدس عـهــدا خـالــدا

ثـوري عـلی مـن عـاث فـي

مسرى الرسول وأفسدا

ولـتـسمـعي الأعــداء بالـ

صرخـات صـوتا مـزبـدا

مـوتـا لأمـريكـا وإسرائيل

نــســـقــيــهـا الـــــــــــردی

ولـيـعـلـم الأشــــرار أنّ

جهودهم ضاعت سـدی

احضر حظائر قدسنا يا غائب

للشاعر الكبير أحمد بن علوان

احـضـر حـظـائـر قـدسـنـا يـا غائبُ

واطـلـع صـوامـع عـزنـا يـا راهــبُ

وانـفـخ بصور علومنا فـي صـورنـا

يـبـعـث بـنـفخك مـا أمــات الـكـاذبُ

قــم فــي الأنـام مـقـامـنـا يـا سـامـنـا

يـأتـيـك حــام ويــافــث وتــنــاســبُ

قــم فــي الـدوائـر واجـدًا فـي ديـرنا

أنـت الـسـريـر لملـكـنـا والصـاحـب

أنـت الـسـعـيـد بـنـا ومـن أسـعـدتــه

فـهـو السعـيـد ومـن أبـى فـالصاحب

يـا سبط سبط السبط مــن أسـبـاطـنـا

يـا جــار دار جــوارنــا يــا كــاتــبُ

اكـتـب بـأقـلام الصـفـاء علـى الصفا

يـبـدو لـك الـسـر الـذي هـو غـائــبُ

واكـتـب بـأقـلام الـوفـاء علـى الجفا

فـإذا المـصـر علـى الكـبـائـر تـائـبُ

بـاتـت تـراجعـك الـعـلـوم بما جـرى

فــأبـيـت إلا أن يــحــد الـغــاصـــبُ

فـأطـاعـك الأمـر الـذي هــو أمـرنـا

والسـيـف والسهم الـذي هـو صـائبُ

فـانـبـذ بحجتك السويّ علـى الـورى

وأمطر فـأنـت بمـا تـشـاء سـحـائـبُ

جـازت بـأسـبـاطـون مـنـك قــوائــم

وعـلـت بأسطاسون مـنـك مـــراتـبُ

هـــذا خـطــاب أنــت كعـبـة أهـلـــه

والـرزدكـاش وسـيـفهـم والـضـاربُ