الهيئة العامة للزكاة أنموذجًا للتمكين والتنمية المستدامة
بقلم// وفاء الكبسي
الشعب اليمني يعيش كارثة إنسانية وصحية واقتصادية ومعاناة صعبة جراء العدوان والحصار على مدى أكثر من ثمان سنوات وكل يوم للأسر اليمنية الفقيرة حكايات ألم وبؤس ومعاناة مع الحاجة والفاقة لعدم قدرتهم الحصول على الغذاء و الماء والمأوى والصحة والتي هي أبسط مقومات الحياة، وإزاء ذاك الوضع الإنساني الكارثي الصعب برز دور الهيئة العامة للزكاة من خلال مشاريع متنوعة تقوم بها لصالح الفقراء ضمن المصاريف الشرعية للزكاة في مختلف المحافظات لتوفير مايمكن أن يسد حاجتهم من الغذاء والدواء والكساء والافراج عن الغارمين والمعسرين وكفالة العاجزين عن العمل ورعاية الايتام وأبناء الشهداء ودعم الأسر المنتجة ولكن مع كل ذلك كنا نتسائل كيف ستسهم الزكاة في تحويل الأسر الفقيرة من الاحتياج إلى الاكتفاء؟
وجواب هذا التساؤل نجده اليوم حين اتجهت الهيئة العامة للزكاة من العمل الاغاثي الطارئ إلى العمل التنموي الاستراتيجي المستند إلى التخطيط وفتحت أبواب الأمل أمام الفقراء بهدف تحويلهم إلى منتجين ، حيث بدء مشروع التمكين المهني لـ500شاب في أمانة العاصمة وتمويل مشاريعهم الصغيرة والذي يعد لبنة أساسية في مجال التمكين في الجانب المهني بالرغم من أن هذه الهيئة حديثة الإنشاء إلا أنها أبهرت العدو قبل الصديق من خلال مشاريعها العظيمة بمد يد العون للفقراء والمساكين القادرين على العمل عن طريق تدريبهم وتأهيلهم كلا حسب ميوله ومن ثم تمويلهم ليتمنكوا من الاعتماد على أنفسهم والإكتفاء ذاتيًا، وقبل كل هذا هي تحفظ ماء وجههم وتغنيهم عن سؤال الناس من خلال دعم وتمويل مشاريعهم الصغيرة الفردية والجماعية.
فكلنا يعرف بأن الزكاة هي ثالث دعامة من دعائم الإسلام الخمس، وتمثل الركن المالي والاجتماعي، وبها – مع التوحيد وإقامة الصلاة – يدخل المرء في جماعة المسلمين، ويستحق أُخوتهم والانتماء إليهم، كما قال الله تعالى : {فَإن تَابُوا وَأَقَامُوا الصَّلاةَ وَآتَوُا الزَّكَاةَ فَإخْوَانُكُمْ فِي الدِّينِ}، وهي كذلك رسمًا واجبًا يدفعه الغني ليس فقط لسد جوع الفقير وقضاء حاجة المسكين الذي يعيش في مجتمعه، بل هي الوسيلة الحقيقية لمعالجة أوضاع الأسر المعدمة التي تعاني من الفقر الشديد وإخراجها من حالة الاغاثة والاعتماد على الغير إلى حالة التنمية والإكتفاء الذاتي.
الهيئة العامة للزكاة قدمت نموذجًا مشرفًا من المشاريع التي جسدت عظمة إقامة ركن من أركان الإسلام، فما أنجزته هيئة الزكاة ليس هينًا ولا قليلًا، وفي نفس الوقت لم نشهد نشاطًا لهيئة من هيئات الزكاة والواجبات في أي بلد إسلامي كما هو حال هيئة الزكاة حاليًا في اليمن وهذا ما افتقدناه خلال النظام السابق، حيث كان وضع الزكاة قبل إنشاء الهيئة يعبث بها الفاسدون دون أن يستفيد منها فقيرًا واحدًا، واليوم في ظل القيادة الربانية الحكيمة المتمثلة بالسيد القائد هبدالملك الحوثي-حفظه الله- تعرفنا على بركات الزكاة وثمارها العظيمة وكيف أستطاعت خلال الخمس سنوات من إنشائها أن تدخل السرور في قلوب البائسين وتشيع السعادة والطمأنينة وتؤلف القلوب، وتحمي المجتمع وتقيه من الانحرافات السلوكية كما ساهمت في النهوض بالمجتمع وتنمية الاقتصاد وخفض نسبة البطالة ودمج الأسر المحرومة المعدمة في العملية الانتاجية التنموية، وبكل يقين وثقة القادم مليء بالخير والبركات إن شاء الله.