رصاصةُ الرحمة
بقلم// إقبال جمال صوفان
العدوان الصهيوأمريكي السّعودي لطالما تردد هذا العنوان على مسامعنا ولَكم تجرّعنا آلآمهُ وحقده وغاراته الخبيثة الدّموية، السّادس والعشرين من شهرِ مارس يوم لا يُنسى هو ومابعده من الأيام ، كان بداية لحربٍ متوحشة اكتظت فيها عدة دولٍ على بلدنا اليمن فقط لأنه أراد لنفسهِ التّحرر من الوصاية والعبودية الّتى فرضتها عليه الأنظمة السّابقة .
كافحنا صمدنا تحملّنا أزحنا الكثير والكثير ، تألمنا توجّعنا عانينا كابدنا صنوف الخوف والحرمان، سَهِرنا فارقنا تأذينا ودّعنا الأحباب والأصدقاء، لم نهنئ عيشنا ولم نعد كما كُنا لقد فَقَدَ كُلّ مِنا عزيز قلبه سواء كان قريباً أم بعيداً ، ماتت الآمال فينا وبهُتت الحياة في أعيننا، تركنا ماكنّا نحلم به ، مضينا دون شغف ، واستمرينا رغم أنف الدّموع ، خارت قِوانا بفرِاق أحبتنا وفلذاتِ أكبادنا ، كُلّ ذلك بسبب عدوان وحشي لم يرحم بشراً أو حجراً .
تحمّلنا مُختلف الأوجاع جميعنا ظناً مِنا أنَّا سواسية نُعاني، نتألم ،نُقصف، نُشتت، ونقفُ في وجهِ ذلك العدوان ولكن فوجئنا بأن هُناك حيّةٌ تسعى للخيانة من الداخل، و ما أبشع تلك الخيانة وذلك الشعور فعلاً طعنةٌ كانت في الخاصرة ليس عجباً من أفعالها المدسوسةِ والمسمومة ولكن التوقيت كان مُفاجئٌ وصادم ، أما الفعل فواردٌ متوقعٌ لا محاله.
فتنةُ عفاش الّتي جمعينا يتذكرها جيداً وفيها ظهرت الإتفاقاتُ مع الدول الغربيّة والعربيّة، لقد تكشّفت وأُعلنت من عفاش شخصياً غير ما وُجد في بيوتهِ من وثائق ومخططاتٍ إن دلّت على شيئٍ فإنما تدلُ على الخُبث المُبطّن والحقيقية المُخبئة في مُستنقعٍ خطيرٍ وعميق ، أشياءٌ لم تكن بالحُسبان رأيناها وأطّلعنا عليها ، وقد حاولت طائرات العدوان مُساندة عفاش إلى آخر لحظات هروبه ، فقامت بالقصف حتّى يتسهل له الهُروب وقامت بقصف منزلهِ حتّى يتخلّصوا مما فيه من أوراقٍ يبلغ عمرها سنين وسنين ولكن حكمة الله وعنايته كانت هي المُتصدّرة ، سيطر الأنصار على جميع منافذ العاصمة صنعاء بالرغم من هجوم قوات عفاش عليهم ، تشدّق بالوطنية لمدة 33 سنة ومن ثمّ أزاح ستارها في آخر خطابٍ له ليُعلن للملأ أنهُ اليد اليُمنى للعدوان على بلده والمُتعاون الرئيسي بل الدّاعم الرسمي من قبل العدوان وبعده ، جرّع مُحافظة صعدة ستة حروب مُتتالية دون أدنى رحمة وكأنهُ يمحي جماداتٍ وليس بشر ، عاث في سجون المظلومين فساداً قَتل ، عذّب ، أخفى ، قطّع، أحرق ، وصفّى لم يبقَ شيئاً لم يفعله .
ثلاثةُ أيامٍ في ديسمبر كانت فيها الجريمةُ العُظمى الّتي سُفكت فيها الدماء دون أدنى مُبرر أو خوف ، راح ضحيتها أكثر من 270 قتيلاً وجريح خلال ساعاتٍ معدودة فقط ، خلّفت ضحايا وأضرار مهولة كأنها حربٌ استمرت لسنوات ، وكل ذلك كان بسبب الحقد الدفين والعُدّة المُجهزة والخطة الفاشلة ، جميعنا يتذكر تلك الأيام المُخيفة بحقنا وحق أطفالنا ، فلا سامح الله المُعتدين،وعفى الله عن الُمغررين وأدام الله الشُّرفاء المُخلصين الذين تولّوا الحسم خلال 72 ساعة، كانت كفيلة بإطلاق رصاصة الرّحمة لشعبٍ بأكمله من فرعون العصر ثقةً وتمسُّكاً بقولهِ تعالى :(وَلَیَنصُرَنَّ ٱللَّهُ مَن یَنصُرُهُۥۤۚ إِنَّ ٱللَّهَ لَقَوِیٌّ عَزِیزٌ)