الخبر وما وراء الخبر

الروح الجهادية ومدونة السلوك الوظيفي

13

بقلم// أم وهيب المتوكل

عندما نأتي إلى النص في القرآن الكريم ، وهو يربينا على أن نكون في وعينا وإداركنا لقيمة التحمل للمسؤولية ، وماله من نتائج وآثار مهمة وعظيمة في الدنياء والآخرة، إلى درجة أن نحب هذه المسؤولية ،أن نتعلم بها ،أن نتجه فيها بكل رغبة بكل انشداد نفسي ووجداني يقول الله سبحانه وتعالى (قل إن كان آباؤكم وأبناؤكم وإخوانكم وأزواجكم وعشيرتكم وأموال اقترفتموها وتجارة تخشون كسادها ومساكن ترضونهآ أحب إليكم من الله ورسوله وجهاد في سبيله فتربصوا حتى يأتي الله بأمره والله لا يهدي القوم الفاسقين )
هذه الآية تتضمن موضوعًا مهمًا جدًّا، تدُّولنا تعرفنا تبين لنا ،كيف يجب أن نصل في مستوى وعينا بأهمية القيام بالمسؤولية ،وننطلق بهذه الفريضة بهذه المسؤولية : بآدبها ،بمادئها ،بقيمها بأخلاقها بتشريعات الله فيها ،هذا هو الجهاد في سبيل الله.

وهذه هي الروح الجهادية التي ينبغي أن تُترجم بمدونة السلوك الوظيفي، وأن يدرك الجميع في جميع مؤسسات الدولة، والقطاع الإداري من خلال وزارة الخدمة المدنية، قيمة هذه المسؤولية فيما يترتب عليها من نتائج في الدنيا ،وفيما لها من نتائج في الآخرة.

فنحن عندما نعود إلى النص القرآني : قل إن كان آباؤكم وأبناؤكم وإخوانكم وأزواجكم وعشيرتكم ، كل من تربطنا بهم أواصر القرابة، هذه الأواصر والروابط الإنسانية وهم أغلىٰ الناس عندنا ،والأحب إلى قلوبنا وأنفسنا، ثم بقية الإمكانات المادية أهم ما ترتبط به في هذه الحياة في محيطك بكله : أقرباؤك ،مالك منزلك … كل هذا لا ينبغي أن تكون أحب إليك من اللّه ؛ وبالتالي في الاستجابة للّٰه ،أنت تستجيب للّٰه – سبحانه وتعالى- وتجعل استجابتك للّٰه فوق كل اعتبار آخر ،ولا أحب إليك من رسوله -صلوات الله عليه وعلى آله وسلم- ولا أحب إليك من الجهاد في سبيلة .

ولهذا الروح الجهادية ، إن عُطٍّلت نتج عن تعطيلها أن تمتلىء حياتنا بالظلم ،والهوان والذل ،والقهر والمسكنة ،وأن تتحول حياتنا هذه إلى جحيم ،أن تتحول بيئة مفتوحة لتلعبات وإجرام قوىٰ الطغيان والإجرام والظلمة والمفسدين ، ولم تحظى مدونة السلوك الوظيفي وأخلاقيات العمل في وحدات الخدمة العامة ، بكل محتوياتها ، من أول فصل وهو التسمية ، إلى السادس وهو أحكام ختامية.

وبذلك نصبح كباقي، الدول السابقة ، والأمم السابقة والحاضرة، التي ضيعت أهم واسمى مبدأ، الجهاد ألم يقل الله عزوجل عن الجهاد: – ذلكم خير لكم إن كنتم تعلمون-

إذاً فنقول لمن يقعدون : عن الجهاد أو يعملون في أي مسؤولية ولم ترافقها ، روح جهادية ، هم بالتأكيد لن ولم ، يعملون بما جاء بالمدونة الوظيفية ، التي هي بمثابة توجيهات ربانية، لأنها لم تأتي من فراغ بل هي أحد ثمار ثورة الواحد والعشرين من سبتمبر المباركة.

لا تفكرون أبداً بأنكم ستسلمون ،إنكم عندما تقعدون أو تخلو في مسؤولياتكم ستهيئون أنفسكم لأعدائكم، وفي نفس الوقت ستهيئون الله سبحانه وتعالى أن يضربكم …
ماكان الله ليذر المؤمنين على ما أنتم عليه حتى يميز الخبيث من الطيب وماكان الله ليطلعكم على الغيب ولكن الله يجتبي من رسله من يشاء فآمنوا بالله ورسله .