بالمختصر المفيد الإصلاح بين الإجتثاث وتقليم الأظافر
بقلم// عبدالفتاح علي البنوس
يعيش حزب الإصلاح هذه الأيام تهديدات خطيرة غير مسبوقة منذ تأسيسه في العام ١٩٩٠تتهدد الحزب ككيان وقيادات ومليشيات من قبل الإمارات في سياق مخطط يهدف لإجتثاث الحزب والقضاء عليه وعزله سياسيا بعد تصنيفه ضمن الكيانات والتنظيمات الإرهابية ، كرة النار تتدحرج صوب حزب الإصلاح وعناصره بعد أن سقط آلاف من عناصره صرعى في عدد من جبهات المواجهة ، والعديد منهم تمت عملية تصفيتهم بواسطة طيران العدوان والنيران الصديقة ، حيث لوحظ أن مليشيات حزب الإصلاح المندفعة تحت تأثير فتاوى الزنداني والديلمي والحزمي واستجابة لتوجيهات الحزب ووفاء للقسم الحزبي الذي أقسموه ، شكلت نسبة كبيرة من قتلى مرتزقة العدوان ، حيث تم استخدامهم وقودا للحرب منذ بداية العدوان وحتى اليوم تحت يافطة الدفاع عن الشرعية المزعومة ، واسطوانة استعادة الدولة ، وغيرها من العناوين والشعارات الزائفة التي كانوا يروجون لها في أوساط أتباعهم من أجل حثهم على القتال تحت راية السعودية .
وما هو حاصل اليوم في حضرموت وعدن ولحج والمهرة ، وما حصل في شبوة وأبين ؛ كل ذلك يشير إلى الحالة التي عليها حزب الإصلاح ، ويكشف عن المخطط الذي يستهدف وجوده كحزب سياسي وخصوصا في المحافظات الجنوبية المحتلة ، حيث تعمل الإمارات على قصقصة أجنحته وتصفية قياداته وسحب البساط من تحت أقدامه من خلال إقصاء قياداته واغلاق وحرق مقراته وتمكين المليشيات الموالية لها من السيطرة والتحكم في إدارة شؤون المحافظات الجنوبية المحتلة وأعينها على مأرب التي تسعى الإمارات جاهدة لنقل كافة الوزارات والمؤسسات التابعة لحكومة الفنادق منها إلى عدن والذهاب نحو رفع يد الإصلاح عن مأرب من خلال سلسلة تغييرات لقيادات إصلاحية هناك واستبدالها بقيادات تابعة لها ، وذلك في سياق مخطط يهدف إلى نزع مأرب من يد وهيمنة وتسلط الإصلاح الذي يتعامل معها على أنها عاصمة للدولة الإخوانية التي سعى جاهدا لإقامتها عقب تولي عبدربه منصور هادي مقاليد الحكم وهيمنة الحزب على حكومة باسندوة .
والمشكلة أن حزب الإصلاح رغم الأخطار المحدقة به والتي تتهدد وجوده ككيان سياسي ما يزال يتعامل برعونة مع هذه الأحداث ويصر على المضي في حماقاته حتى النهاية ، غير مدرك عواقب ونتائج ذلك ، وخصوصا عقب أحداث شبوة وأبين ، والقيود المفروضة على قياداته المقيمة في السعودية ، وكانت لديه فرصة سانحة للرد على المخطط الإماراتي الذي يستهدفه من خلال خلق قنوات تواصل مع سلطة صنعاء من أجل إيجاد أرضية مناسبة يتم من خلاها تشكيل تحالف وطني يقف في وجه السعودية والإمارات ومخططاتهما ومشاريعهما التآمرية الإستعمارية الإستغلالية ، وتلافي ما يمكن تلافيه قبل أن يقع الفأس على الرأس ، ووضع نهاية للحماقة والسياسة العدائية التي ينتهجها الحزب تجاه القوى الوطنية ، والتي تصب في مصلحة السعودية والإمارات .
على الإصلاح أن يعي ويدرك جيدا بأن رهانه على العدوان رهان خاسر ، ولا يمكن أن تسمح الإمارات له بالهيمنة في المحافظات الجنوبية المحتلة ولا حتى في مأرب ، خسر من عناصره الكثير ، وإذا لم يتدارك نفسه ويسارع بالعودة إلى جادة الحق والصواب وإعلان البراءة من العدوان وتقديم الإعتذار للشعب وإعلان الإلتحام مع الوطن في مواجهة قوى الغزو والإحتلال ، فإنه سيخسر نفسه ومكانته وموقعه كحزب سياسي ، وسيجد نفسه مضطرا للإنسحاب القسري من المشهد السياسي اليمني والعودة لعمل التنظيمات السرية ، وحينها سيكون هو الخاسر الوحيد ، ولن يكون بإمكانه القيام بأي تحركات لتفادي السقوط .
بالمختصر المفيد على الإصلاح أن يخرج من مستنقع العمالة والخيانة مهما بلغت الخسائر والأضرار التي قد تترتب على ذلك ، فمهما بلغت فإنه محدودة ومحصورة جدا بالمقارنة مع الخسائر والأضرار التي سيتكبدها في حال إصراره على مواصلة الإنغماس في مستنقع العمالة والخيانة والإنتظار للحظة الإنقضاض عليه من قبل الإمارات وأدواتها وكتابة آخر السطور في تاريخه ، بنهاية مخزية ومهينة هو من أرادها لنفسه بحماقته وخيانته وعمالته واعتماده على شعار ( الغاية تبرر الوسيلة ) .
قلت قولي هذا وأستغفر الله لي ولكم ووالدينا ووالديكم وعاشق النبي يصلي عليه وآله .