الخبر وما وراء الخبر

نفاوض .. واليد على الزناد

80

بقلم / علي جاجز


 

لا يعنيني الخوض في أي تفاصيل ، لكن من المهم الاشارة الى أن من الواضح أن ثمة مشروع تفاوض يمني سعودي ، بخصوص التوصل الى صيغة اتفاق بين قطبي المعركة الدائرة حاليا ” اليمن جيشا وشعبا والسعودية جيشا ومرتزقة ” في مكان ما وبتمثيل ما .

وبما أن اللغط  والقيل والقال والتكهنات  والتخرصات قد ملأت الصحافة ومواقع التواصل ، ينبغي أيضا الإشارة إلى أن من الطبيعي في كل الحروب والنزاعات بين طرفين عدوين أن تنتهي عادة بمفاوضات بين قطبيها بناء على وساطة طرف ثالث ، حتى و إن كان ثمة حسم وانتصار من قبل طرف فإن الحرب لا تنتهي الا باتفاق.

وعلاوة على كون الواقع يقول أن الشعب اليمني يقاتل بجيشه ولجانه تحت إمرة قيادة حكيمة جرى تفويضها والتسليم لها ، فإن تلك القيادة نفسها لم تغلق باب التفاوض ، وكان من ضمن المآخذ على جولات المفاوضات السابقة انها كانت تجري بين ممثلي اليمن وبين ممثلي مرتزقة السعودية الذين لا يمتلكون قرارا في الواقع ، وكان المطلب الطاغي ان يتم التفاوض مع السعودية مباشرة فهي صاحب القرار وإن كان القرار الأخير أمريكياً.

ولهذا فإن من الطبيعي أن تجري مفاوضات بيننا و بين العدو المباشر السعودية ، وفي الواقع فإن العبرة بما سيجري الاتفاق عليه إن كانت مشرفة ومقبولة وتمثل انتصارا لليمن واليمنيين ودماء الشهداء ، أو كانت غير مشرفة وتنتقص من حقنا وحق الشعب وتعطي العدو انتصارا .

من المبكر الخوض في تفاصيل لم تحدث ، والحديث عن تفاؤل او تشاؤم .. هزيمة أو انتصار .. ، فالاستعجال في طرح ما لم يطرح وتحليل ما لم يقع ، خطأ كبير ، يجب أن نعي جيدا أن كل جولات المفاوضات لا قيمة لها حتى تظهر النتيجة .

أما الهيستيريا في اختراع الاشاعات وتلفيق الحكايات وتوظيف الصور القديمة ، واطلاق التهم والأحكام والتخرصات والتوصيفات من قبل كتاب وإعلام طرف ما ، فهو دليل خوف وتوتر من الاتفاق وعدم ثقة في أن تأتي النتيجة لصالحه ، ان لم يكن من يقين أن النتيجة ليست لصالحه ، وهو ما يظهر في إعلام العدوان ومرتزقته خلال اليومين الماضيين .

والمضحك الذي يثير الشفقة ، هو ذلك الذي قد سخر نفسه وكتاباته ومواقفه لإباحة دماء اليمنيين وأعطى طائرات العدوان المبررات لتقتل اليمنيين وتقصف البيوت والاسواق والبنى التحتية والطرق والمصانع ووو… الخ طوال عام كامل ، ثم يأتي اليوم ليتحول وكيلاً لأسر الشهداء يشتعل غضبا وغيرة على دماء الضحايا واسرهم ، ويصرخ بعالي الصوت متحسرا على دمار البلد ، معتبرا التفاوض تفريضا فيها .

هذا النوع انما يبكي خيبته ويحكي قبح نهايته ، فهو يرى أن وقف القتل و الدمار وانتصار الشعب اليمني و جيشه ولجانه باتفاق او تفاوض خيانة ، بينما لا يرى وقوفه مع العدو وتبريره لجرائمه و مشاركته في بيع بلده و شعبه لصالح العدوان خيانة ، بل ويعتقد ان انتصار العدو مكسب كبير له حتى و ان داس على ملايين الجثث .

مثل هذا النوع نقول له التفاوض مع العدو الرئيسي هو المفترض ان يكون ، لا مع مرتزقته الذين يلهثون وراء بارقة امل في القبول بالتفاوض معهم وإعطائهم ولو مكسبا صغيرا في مستقبل اليمن .

لنترك المفاوض يفاوض نجح أم لم ينجح ، وفي كل الاحوال يجب ان نبقى يقظين يدنا على الزناد  ورهاننا على الله ناصرنا و معيننا ، وعلى قوتنا وصمودنا وسلاحنا.

لسيد_المقاومة :

حسن .. أنت وما تقول

ونصر .. حيث تقف وتومئ ..

والله .. يوقد الصدق بوجهك ليشع ..

ونحن .. وفاء لسيد الوفاء .

* نقلا عن صحيفة الثورة