الخبر وما وراء الخبر

طب القلوب

18

بقلم / صفاء السلطان

يأتي مولد خير البرية ويطلع البدر الإلهي والرسالي ليزود أرواحنا بالطاقة المعنوية التي ننطلق بها في بقية العام حتى ينقضي العام لتعود دورة الحب وعقارب ساعة الروح إلى ربيع الأول وتحين ساعة البهجة والسرور ؛ حيث ترتجف القلوب شوقا لصاحب المقام الأعلى محمد صلوات الله عليه وعلى آله.
فيأتي المولد النبوي الشريف في اليمن مغايرا لكل الاحتفالات في العالم كيف لا وهم أهل المحبة والنصرة منذ بداية التاريخ وليس بالرسالة المحمدية فقط فهم من آووا ونصروا نبي الله اسماعيل منذ آلاف السنين
فكيف لا يكونون أهل السند والمدد لخاتم الأنبياء والمرسلين وسيد البشرية محمد صلوات الله عليه وآله ؟!
وهم أساسا ما سكنوا يثرب إلا ليكونوا خير ناصر ومحب ومقاتل بين يدي النبي محمد وآله ، فهناك في يثرب حيث تكون مستقبلا مهاجر نبي آخر الزمان .

قلوب تتسارع نبضاتها شوقا وعشقا ، وعيون تفيض بالدمع وهي تستقبل منقذ البشرية ونور الدياجي صلوات الله عليه وآله حيث يهاجر نبي الله متألما مما لحقه من أهله في مكة من تكذيب وسب وشتم وإيذاء ، حتى يصل الحال بهم إلى محاولة قتله وتصفيته !
، وأخيرا يأذن الله بأن يحتوي اليمانين مجددا النور الإلهي ، والرسالة الإلهية ؛ فهاهم أرق قلوبا يستقبلون نبيهم بكل لهفة وبكل شوق وبكل محبة بقلوب تسابق الخطى حتى تحتضن نبي الله بين نبضاتها باستقبال لم يوجد له مثيل في التاريخ بأن تم استقبال أي من أنبياء الله بهذا الأسلوب الجميل والراقي ؛ بل إنما قام به أجدادنا الأنصار من استقبال عظيم لخير المرسلين قد أوصل الفرحة إلى أعماق مشاعر سيدنا محمد بل إنها أنسته ما لاقاه من أهل مكة من قسوة وتجبر وظلم ، وكما كان في السابق من استقبال عظيم من قبل أنصار النبي فهاهم أنصاره من جديد يحيون مولده بطريقة غير معهودة في العالم ففي هذا البيت ترى الأنوار وهذا ينشغل أهله بالتزيين بالأقمشة الخضراء وذاك المسجد يتم تلوين قبته بالأخضر كما هي قبة المسجد النبوي الشريف يسابق الجميع الزمن كي لاتأتي المناسبة إلا وقد تحولت مدينة صنعاء إلى صنعاء النور المنورة بأنوار سيدها ومنقذها محمد صلى الله عليه وآله .

إن الكثير ممن لا يعرف أنصار رسول الله في الماضي والحاضر يتعجب بحجم هذا الشوق والتلهف ليوم المولد ، فليعرف جميع من جهل الأنصار أنهم من وصفهم الله في كتابه : (ويؤثرون على أنفسهم ولو كان بهم خصاصة ) فنرى من مظاهر المحبة والابتهاج في اليمن العجب العجاب فهذه المرأة تنفق كلما في جيبها كي تزين دارها محبة في رسول الله ، وتلك المرأة تخيط الثياب ناذرة لها في محبة رسول الله وتلك الأخرى تنفق كل ماتدخره احسانا وانفاقا في محبة رسول الله، فكثير ممن لايجدون قوت يومهم هم أكثر الناس تسابقا على إظهار البهجة والسرور بمولد رسول الله ، فأي شعب هذا الذي لاتجد فيه مواصفات البشر العادية ؛ بل تراهم عبارة عن قلوب نابضة بحب الله ورسوله؟!

بل إنا نرى أن الاستمرار بالاحتفال بمولد خير البرية محمد صلوات الله عليه وآله في اليمن وبصورة أبهرت كل العالم شجعت كثير من الدول على الاحتفال بالمولد النبوي والتنافس على من يظهر بصورة أجمل وأرقى ، كما أن للاحتفال بالمولد النبوي على صاحبه وآله أفضل الصلوات والتسليم له من الثمرات العظيمة التي بتنا نلمسها في واقعنا كيمنيين ويشع صداها لكل العالم ومن أهم هذه الثمرات :
-أن ارتباطنا بالنبي محمد وبسيرته السوية العطرة تجعل منا أمة عزيزة لاتقبل بأن يذلها الآخرين فمانراه اليوم من انتصارات عظيمة في كل الميادين ماهو إلا ثمرة صغيرة من ثمرات هذا الارتباط ، وما نراه من جرأة في مواجهة الطواغيت حتى من الطفل الذي مازال طفلا في اليمن تجده يرفع صوته ويتحدى كبار طواغيت العالم ، فهذه الشخصية العزيزة والشجاعة والمجاهدة ماهي الا جزء يسير من شخصية رسول الله التي عادت إلينا بعودتنا لرسول الله .

– كما أن من هذه الثمرات أنها أنشأت جيلا محمديا يهتف بلبيك يارسول الله لبيك عزا ونصرا لبيك ثباتا وتمسكا لبيك علما وجهادا .

وكما أن لكل نور أعلام يسعون لنشر النور للعالم فإن للظلام قادته وشياطينة الذين يسعون لإطفاء نور الله لكن أعمالهم ليست إلا كمن ينفخ لإطفاء الشمس ، فالمولد النبوي الشريف قد تعرض للكثير من الاشاعات التي تحرك بها أعداء الأمة للحد من نشر سيرة رسول الله وشد الناس الى الشخصية العظيمة لرسول الله، منها من تحرك لتبديع الاحتفال المولد النبوي وأنه شرك متناسين مايقومون به من بدع بتحليل المحرم وتحريم المحلل ، وكثير من الشائعات، أيضا التحرك في مسار آخر وهو تشويه سيرة رسول الله وإظهاره كشخصية لاتليق بأن تكون قدوة ، إلا أن في الميدان رجال لا يهدأون بداية بالسيد القائد -حفظه الله- و أبقاه والذي تحرك بكل جهده لتصحيح الثقافات المغلوطة التي امتلأت بها سيرة رسول الله صلوات الله عليه وآله ، فتلقاها الكثير من الناشطين الثقافيين الذين تحركوا للجم أولئك الغربان المشؤومة التي

استهدفت شخصية رسول الله ولا ننسى الدور العظيم للناشطات الثقافيات في اليمن اللاتي تحركن بدورهن في كل مدارس وجامعات

ومؤسسات العاصمة والمحافظات لتعريف الناس بسيرة رسول الله صلوات الله عليه وآله السيرة الصحيحة وليس ما وضعه لنا أولئك المعتدون على سيرة خير الرسل ، فهذا التحرك العظيم كان له النتائج العظيمة بالحشود المليونية التي تمتلئ بها العاصمة اليمنية بل إن الكثير من الدول الاسلامية والعربية عندما تشاهد هذه الحشود تطلق عليه يوم الحشر ، فتحتشد الجموع المليونية لتوصل رسالة واحدة لكل العالم شرقا وغربا وشمالا وجنوبا أنا لن نتخلى عن لقبنا كأنصار لله وأنصار لنبيه وسنستمر حتى نلقاه يوم القيامة، ونقول لرسول الله :
يا رسول الله لن يخب ظنك فينا أبدا عندما قلت أن الإيمان يمان والحكمة يمانية .