تشكل خطرًا استراتيجيا عليه.. العدو الصهيوني يتجه لعملية عسكرية واسعة ضد المقاومة بالضفة
المراقب للساحة الفلسطينية يرى بوضوح أن مدن الضفة الغربية المحتلة تشهد منذ عدة أشهر تصعيدا كبيرا في إجرام العدو الصهيوني، حيث لا يمر يوم إلا وتقتحم القوات الصهيونية المدن والقرى الفلسطينية وتعتقل عددا من الشبان، وتطلق النار على كل من يتحرك في المناطق المستهدفة، ما يؤدي لسقوط عدد من الشهداء والجرحى.
في حين تتصدى بعض الخلايا العسكرية التابعة للمقاومة الفلسطينية وفي مقدمتها كتيبة جنين التابعة لحركة الجهاد الإسلامي للقوات المتوغلة، ما يربك تحركاتها ويَحُول دون تحقيق بعض أهدافها.
الكاتب والمحلل السياسي د. ثابت العمور أكد أن هذا التصعيد الحاصل في الضفة المحتلة من اعتقالات واغتيالات وهدم ومداهمات سيُفضي إلى تسريع حالة الاشتباك وحالة المشاغلة للعدو.. معربا عن اعتقاده أن المشهد الفلسطيني سينتقل من حالة الاشتباك المحدود بواسطة كتيبة جنين وكتيبة طولكرم وكتيبة نابلس إلى حالة من الانتفاضة الشعبية.
وقال العمور في حوار خاص مع وكالة الأنباء اليمنية (سبأ): إن المشهد في الضفة الغربية ذاهب إلى التدحرج صوب اندلاع انتفاضة فلسطينية شاملة، في ظل أن رئيس حكومة العدو يائير لابيد لا يستطيع القضاء على المقاومة ووقف حالة الاشتباك من خلال العملية التي أطلق عليها إسم “جز العشب”، كما لم يستطع رؤساء الوزراء السابقين بنيامين نتنياهو ونفتالي بينيت فعل ذلك.
وأشار العمور إلى أن تمدد الفعل المقاوم سيصبح خطرا استراتيجيا على وجود الكيان إذا إلتحق الداخل الفلسطيني المحتل بهذا العمل.
وأضاف: “إن واحدة من أهم النتائج التي تحققت مؤخرا هي وحدة الساحات الفلسطينية في وجه العدو، وما يرعب العدو الآن هو الانتقال من سيناريو وحدة الساحات لوحدة الجبهات بمعنى أن تدخل للمواجهة المباشرة جبهة لبنان وجبهة سوريا والجبهة العراقية والجبهة اليمنية والجبهة الإيرانية بالإضافة لجبهة غزة وجبهة الضفة”.
في حين يؤكد المختص في الشأن الصهيوني حسن لافي أن العدو يفكّر فعلا بعملية عسكرية واسعة شمال الضفة الغربية، لعدة أسباب، منها أن استراتيجية “كسر الأمواج” التي انتهجها العدو خلال الأشهر الماضية لم تأت بثمارها ولم تستطع وقف تمدد المقاومة.
وتابع لافي قائلاً: “تنفيذ العدو هذه العملية الآن له أبعاد وتداعيات خطيرة على المشهد الصهيوني بسبب قرب إجراء الانتخابات الصهيونية، إلى جانب انشغال العدو بسخونة الجبهة الشمالية واحتمال اندلاع مواجهة مع حزب الله، إضافة إلى تهديدات المشروع النووي الإيراني”.
وأشار المختص في الشأن الصهيوني إلى أن كل الأسباب السابقة تسبب الخوف والخشية الصهيونية من بدء العملية الواسعة في شمال الضفة الغربية وتمدد المواجهة لجبهات أخرى.
وأردف: “السيناريو الذي يخشاه الاحتلال هو أن تؤدي العملية الواسعة شمال الضفة الغربية إلى توسع المقاومة في كل أنحاء الضفة، وبدلا من وقف المقاومة سكب الزيت على نارها المشتعلة، بما يجعل الضفة تتحول إلى انتفاضة جماهيرية شعبية وعسكرية، تنضم إليها جبهات أخرى مثل قطاع غزة”.
وقال لافي: “يَشغل التفكير الصهيوني سؤال عن كيفية تعاطي السلطة الفلسطينية مع العدوان الواسع، فاذا لم تشتبك السلطة مع الاحتلال ستفقد مصداقيتها وشرعيتها بالأساس، وإذا اشتبكت ستخرج من الحسابات الأمنية الصهيونية وينتهي دورها مطلقا”.
وأوضح لافي أن كيان العدو يفكر فعلا بعملية عسكرية واسعة في ظل ازدياد وتيرة العمل الفدائي، وعدم وجود خيار آخر لطمأنة المستوطنين، حيث يتواجد أكثر من 800 ألف مستوطن في مناطق الضفة الغربية والقدس.
وختم الكاتب لافي بالقول: إن أكثر ما يقلق قيادة العدو هو أن تتحول الضفة إلى ساحة مواجهة من شمالها إلى جنوبها، وتتحول إلى رافعة للمشروع الفلسطيني، تنضم إليها باقي الجبهات ضد العدو، وهو عكس ما يريده الأخير الذي يسعى لتمزيق الجبهات والاستفراد بالضفة الغربية.