الخبر وما وراء الخبر

الزراعة هي أهم عوامل التنمية الاقتصادية

17

بقلم / زيد الشُريف

معروف لدى البشر جميعاً أن أهم مقومات التنمية الاقتصادية المستدامة هي الزراعة، لأن الزراعة في متناول الجميع ويمكن العمل فيها على المستوى الرسمي والشعبي وتشمل مختلف أنواع المحاصيل والخضروات والفواكه في كل فصول السنة، ولأن الزراعة هي التي تغذي الأسواق بمختلف أنواع المنتجات الزراعية التي يستهلكها الناس بشكل دائم، فهي بالنسبة للإنسان من الضروريات التي لا يمكن الاستغناء عنها، حيث يحتاج إليها الغني والفقير والتاجر والفلاح، بل وحتى المزارع نفسه لا بد أن يقتات منها بشكل شبه يومي، لهذا تعتبر الزراعة أهم مصدر للتنمية الاقتصادية الشاملة وتحقيق الاكتفاء الذاتي والنهوض بالجانب الاقتصادي، بما يخدم مصلحة الوطن والمواطن خصوصاً أننا كشعب يمني نعاني من الحصار الاقتصادي الظالم الذي تفرضه دول تحالف العدوان علينا وهذا ما يجب أن يدفعنا للاهتمام بالجانب الزراعي والنهوض به على أرقى مستوى.

خلال هذه الأيام- ومنذ أكثر من شهر- أنعم الله على الشعب اليمني في مختلف المحافظات بنعمة الغيث وعمَّت رحمته جميع المديريات والمناطق بالكثير من مياه الأمطار التي تعد المصدر الرئيسي للحياة بشكل عام وللزراعة بشكل خاص، اليوم الكثير من السدود والحواجز المائية ممتلئة بالماء والأرض نفسها في حالة ارتواء ولديها قابلية للإنبات، ولهذا يجب استغلال هذه النعم العظيمة والتوجه لتفعيلها بشكل عملي كواجب ديني ووطني وكحاجة ضرورية نحن بأمسّ الحاجة إليها لتأمين غذائنا كأولوية ملحة وكسر الحصار الاقتصادي علينا ولو بشكل نسبي، ولا شك أنه لو يحصل تضافر للجهود على المستوى الشعبي والرسمي للاهتمام بالزراعة لاستطعنا .. بالتوكل على الله والاعتماد عليه.. أن نحصد الكثير من المحاصيل الزراعية ونخلق حالة اقتصادية ضخمة تغيِّر واقعنا المعيشي بشكل كبير جداً ونأكل مما نزرع وننفض عن كواهلنا الكثير من أعباء الحصار والاحتكار وغلاء الأسعار.

اليوم بفضل الله ورحمته نستطيع القول إن عوامل ومقومات الجانب الزراعي متوفرة ومتاحة بين أيدينا، الماء والتربة والتنوع المناخي والجغرافي الذي يتيح لنا زراعة أنواعاً مختلفة من المحاصيل بشكل كبير جداً وبما يلبي حاجة الشعب اليمني لسنوات عديدة، وما يجب علينا اليوم هو التحرك العملي الجاد والتوجه الصادق الذي ينبع من حالة الشعور بالمسؤولية والحاجة، خصوصاً أننا في حالة صراع شامل مع دول تحالف العدوان التي تستغل الحصار الاقتصادي الذي تفرضه علينا بهدف تحقيق أهدافها الاستعمارية وبهدف الوصول بالمواطن اليمني إلى حالة الفقر والجوع والمعاناة وهي تفعل ذلك منذ أكثر من سبع سنوات، وبما أن الله تعالى هو ملك هذا الكون ورحمته وسعت كل شيء، فقد منحنا من رحمته ما هو كفيل بأن يجعلنا نقهر الطواغيت المستكبرين ونتغلب عليهم اقتصادياً، ونحقق لأنفسنا الاكتفاء الذاتي من خلال الزراعة التي تتطلب منا أن نبادر إليها شكراً لله واستغلالاً لنعمه علينا، لنأكل من خيرات بلدنا وننهض به وبأنفسنا تنموياً واقتصادياً.

النهوض بالجانب الزراعي ليس صعباً ولا مستحيلاً، بل هو ممكن ومتاح وضروري، وعندما تتوفر الإرادة والعزيمة والمسؤولية والتوجه العملي الجماعي لزراعة أكبر قدر من المحاصيل الزراعية المتنوعة ومنها وفي مقدمتها الحبوب والخضروات والفواكه ومختلف أنواع المحاصيل الضرورية، فلا شك أننا كشعب يمني سنخرج بفائدة كبيرة ونغيِّر واقعنا الاقتصادي والمعيشي بشكل كبير، فهذه سنَّة إلهية مؤكدة، قال الله تعالى {إِنَّ اللَّهَ لَا يُغَيِّرُ مَا بِقَوْمٍ حَتَّى يُغَيِّرُوا مَا بِأَنفُسِهِمْ}، وتغيير واقعنا مرهون بالتوجه الجماعي الجاد النابع من حالة الشكر العملي لله تعالى على نعمه باستغلال هذه النعم وتأمين قوتنا الضروري وكسر الحصار الاقتصادي المفروض علينا من قبل تحالف العدوان، ومعلوم لدينا جميعاً أن الزراعة بالنسبة لنا، أصبحت أمراً ضرورياً لمواجهة الحصار والاستمرار في التصدي للعدوان وموقفاً عملياً جهادياً في سبيل الله تعالى، وإذا لم نفعل فنحن نستحق الجوع والفقر ونمكِّن أعداءنا من تحقيق أهدافهم ومن وإحكام قبضتهم علينا بتقصيرنا وعدم اهتمامنا بالزراعة، ومن لا يستغل رحمة الله ويشكر نعمه، فقد حكم على نفسه بالهلاك .. والمسؤولية في هذا المجال كبيرة جداً على الجهات الرسمية.