الخبر وما وراء الخبر

حزب الله يحرّك صواريخه والعدو الصهيوني يبحث عن الحل السياسي

14

تتواصل التحليلات السياسية حول أبعاد تهديدات الأمين العام لحزب الله اللبناني، السيد حسن نصر الله، بشأن حقل “كاريش” والرسائل التي حملها المقطع المصور الذي نشره الإعلام الحربي للمقاومة الإسلامية كاشفا عن إحداثيات منصات استخراج الغاز على ساحل فلسطين المحتلة.

المحلل السياسي الفلسطيني حسن عبدو أكد أن القدرات العسكرية التي أظهرها حزب الله في الفيديو الأخير هي قدرات كبيرة وقوية، وتفيد بأن المقاومة تملك إمكانية فرض حصار بحري على كافة الموانئ الصهيونية، ما دفع العدو الصهيوني للحديث عن رغبته بالوصول لحل سياسي من خلال وساطة الولايات المتحدة الأمريكية التي طالبها بالإسراع في الوصول لاتفاق.

وقال عبدو في حوار خاص مع وكالة الأنباء اليمنية (سبأ): إن “رسالة حزب الله لم تكن محلية فقط وإنما إقليمية، وذات بعد مهم جدا فيما يتعلق بالمسطحات المائية، ومحاولة الاحتلال السيطرة عليها في المنطقة العربية، حيث يخشى العدو أيضاً امتلاك أنصار الله في اليمن مثل هذه القدرات في منطقة بالغة الحساسية كمضيق باب المندب”.

وأضاف: “أيضا الاحتلال يقترب من إيران من خلال التطبيع مع الدول الخليجية، وهذا الاقتراب يماثل اقتراب حلف الناتو من التواجد الاستراتيجي الروسي الذي أدى في النهاية لاشتعال حرب مستمرة حتى الآن في أوكرانيا، في ظل أن إيران تمتلك قدرات كبيرة جدا وواسعة في الرد على أي عدوان في منطقة الخليج”.

وحول جهوزية العدو للحرب، ذكر عبدو أن الكيان الصهيوني غير جاهز للحرب ولا يعرف المدى الجغرافي الذي يمكن أن تصل إليه، خاصة إذا انضمت لها قوى مقاومة أخرى خارج جغرافيا لبنان.

وتابع قائلاً: “لا يمكن أن يخوض الكيان حربا مع حزب الله بما يمثل من قوة تشمل أكثر من 100 ألف مقاتل، بينهم ما يزيد عن عشرة آلاف مقاتل هجومي تلقوا تدريبات ممتازة في الاقتحام والهجوم”.

وأشار المحلل السياسي إلى أن قدرات حزب الله تخيف العدو أكثر من الدول النظامية، فضلا عن أن الكيان لا يمكن أن يذهب لمواجهة بدون موافقة أمريكية، وأمريكا لا يمكن أن تذهب لحربين في وقت واحد، ما يجعل اختيار السيد حسن نصر الله هذا التوقيت للضغط على العدو تقدير موقف سليم 100 في المائة لأن الاحتلال لا يملك خيارا عسكريا يمكن تفعيله ضد حزب الله في هذا التوقيت.

واختتم عبدو بالقول: إنه من المؤكد أن حزب الله سيحصل على ما يريد فيما يتعلق بمطالب لبنان باستخراج النفط والغاز في ظل هذه الرسائل القوية، بعد أن كان ذلك متعذرا قبل هذا الضغط واختيار الوقت المناسب له.

في حين يرى المختص في الشأن الصهيوني عمر جعارة، أن حقل كاريش مهم جدا لكيان العدو، وهذه الأهمية مرتبطة بترويج قادة العدو لفكرة أن الكيان يمكن أن يكون بديلا عن روسيا في توفير الغاز لأوروبا، لذلك هم بحاجة لاستخراج الغاز بأقصى سرعة.

ومن خلال متابعته لإعلام العدو الصهيوني قال جعارة في حوار خاص مع وكالة (سبأ): “يعتقد كيان العدو أن تهديدات السيد نصر الله بضرب ما بعد ما بعد كاريش هو مثل التهديد بضرب ما بعد ما بعد حيفا الذي لم يفعله الحزب، وأيضا إعلام العدو يتناقل مقطع فيديو يقول فيه السيد نصر الله إنه نادم على خطف الجنديين الصهيونيين عام 2006 لأن العملية قادت لعدوان صهيوني واسع على لبنان”.

وأضاف جعارة: “قادة الاحتلال يروّجون للجمهور الصهيوني أن تهديدات السيد نصر الله ليست حقيقية كون سلاح الجو الصهيوني كان يخترق الأجواء اللبنانية مئات المرات قبل التواجد الروسي في المنطقة دون اندلاع حرب أو تحرك الصواريخ الدقيقة لحزب الله ومنع هذه الاختراقات الجوية للسيادة اللبنانية”.

ويؤكد الخبير في الشأن الصهيوني أن قادة الاحتلال يُصرّحون دائما بالجهوزية لأي حدث بما يشمل حربا بعيدة بالإشارة إلى إيران، لكن تثبت المواجهات السابقة أن هذه التصريحات غير صحيحة، ويعترفون بعد ذلك بوجود إخفاقات وأنه لم تكن هناك جهوزية خاصة على مستوى الجبهة الداخلية في الكيان.

واختتم جعارة بالقول: إن جنرالات الجيش الصهيوني أكدوا مرارا أن سلاح الجو لا يحسم الحرب، وإنما القوات البرية هي التي تحسم الحرب، في حين أن الجيش البري الصهيوني غير مؤهل للحرب.

وكان الإعلام الحربي للمقاومة الإسلامية في لبنان قد نشر مقطعاً مصوراً يظهر فيه إحداثيات منصات استخراج الغاز على ساحل فلسطين المحتلة، وحملت المشاهد عنوان: “في المرمى… واللعب بالوقت غير مفيد”.

وأكّد السيد نصر الله في “حوار الأربعين” مع شبكة “الميادين” قبل أيام، أن “ما تريده الدولة اللبنانية يمكنها أن تحصل عليه الآن، وليس غداً”.. مضيفاً: إنّه “لا يوجد هدف إسرائيلي في البحر أو في البر لا تطاله صواريخ المقاومة الدقيقة”.