الهجرة النبوية بداية التاريخ الإسلامي
بقلم// أم وهيب المتوكل
لم تكن الهجرة إلى المدينة رد فعل لاضطهاد قريش بل كانت فعلاً خطط له
النبي صلى الله عليه وعلى آله وسلم ؛ لتكون المدينة قاعدة ارتكاز للدعوة.
أهم الدوافع التي أدت للهجرة هي : إن مكة لم تعد مكاناً صالحاً للدعوة ؛ فقد حصل النبي منها على أقصى ما يمكن الحصول عليه ولم يبقى بعد أي أمل في دخول فئات جديدة في الدين الجديد في المستقبل القريب على الأقل ، خصوصاً بعد ما نجحت قريش في وضع الحواجز والعراقيل الكثيرة أمام تقدم هذا الدين وانتشاره ، لذلك كان لابد من الانتقال إلى مكان أخر ينطلق الإسلام فيه بحرية بعيدا عن ضغوط قريش ، وفي منأى عن مناطق سيطرتهم ونفوذهم .
إن الإسلام دين كامل ونظام شامل يعالج في تشريعاته جميع جوانب الحياة وهو للبشرية جمعاء ، وما حصل عليه النبي – صلى الله عليه وعلى آله وسلم – في مكة بعد ثلاث عشرة سنة لا يمكنه من تطبيق كافة تشريعات الإسلام على البشرية كلها ، وتحقيق كامل أهدافه ، ولا سيما بالنسبة إلى ذلك الجانب الذي يعالج مشاكل الناس الاجتماعية و السياسية وغيرها ، مما يحتاج إلى السلطة في مجال فرض القانون والنظام ، فكان لا بد من الانتقال إلى ساحة أخرى يستطيع النبي فيها إقامة الحكومة التي تضمن تطبيق النظام الإسلامي في الحياة وتحقيق أهدافه الكبرى ونشره في كافة البلاد وإبلاغه إلى جميع العباد .
مناسبة الهجرة وضرورة الاستفادة من عطائها الواسع ، لأن هذه الهجرة أتت بسبب فقدان مجتمع مكة لصلاحية أن يكون هو الحاضن للرسالة الإلهية ،والحامل لرايتها فقد صلاحية هذا الدور المهم والعظيم وهذا الشرف الكبير في مقابل أن مجتمع يثرب ( الأنصار) كان قد تهيأ لهذا الشرف الكبير ولهذه الفضيلة العظيمة.
لذا نجد دروس وعبر مهمة جداً ؛ ينبغي أن تكون محط اهتمام الجميع ، كيف حظى أهل يثرب الأوس والخزرج القبيلتان اليمانيتان أن يكونوا هم الذين اختارهم الله لحمل هذه الرسالة بدلاً من قريش ومكة التي عصت وأبت وتمردت ، وتركت رسول الله صلوات الله وسلامه عليه وعلى آله ، مكة رغم قداستها وبرغم أهميتها برغم وجود بيت الله الحرام فيها ، وأصبح خادم الحرم – الذي يتزعم الوضع في مكة ويزعم أنه الأولى بالله وببيته وبدينه وبكل شيء – أصبح أبا جهل وأبا سفيان ومن معهم وأبالهب وغيرهم من المشركين ، وترك الرسول مكة ببيتها الحرام وبكل ما فيها وذهب إلى المدينة ،بنى في المدينة مسجداً مركز تتحرك منه رسالة الإسلام .
نجد تربية الباطل والغدر والظلم والفساد والأطماع والكذب نقض العهود والمواثيق إلى غيرها .. قائمة طويلة مفردات كثيرة يمكن أن يحشدها الإنسان ويتحدث بها ليُعبر عن واقع خادم الحرم اليوم المتمثل بالنظام السعودي فيما وصل إليه في الأعم الأغلب وقد تجلت كثير من ذلك كله في الأحداث التي عصفت بالأمة في عهدهم لا يقتصر جرائمه واستمراره في حربه وعدوانه الغاشم على الشعب اليمني ..
بل على العكس من ذلك اصبح استهدافه للمقدسات الإسلامية في مكة والمدينة من الركائز الأساسية لديهم وزعزعت أمن المنطقة لصالح الكيان الصهيوني وأمنه على حساب شعوب الأمة الإسلامية.
وفي هذا درس لكل أبناء شعبنا اليمني العزيز ، علينا ألا نألوا جهداً كشعب يمني في الدفاع عن كرامتنا عن حريتنا عن استقلالنا في التصدي لهذا العدوان ، أمام هذه الاستباحة من الأعداء أمام هذا الامتهان أمام هذا التعامل الوحشي والممارسات الإجرامية اليومية على كافة الأمة الإسلامية
انتماؤنا للإسلام هذا الدين العظيم ، دين الحرية والكرامة دين العزة هويتنا الإيمانية الإيمان يمان ، والله يقول عن المؤمنين ( ولله العزة ورسوله وللمؤمنين)
كذلك هويتنا الإيمانية وقيمنا التي تربينا عليها جيلاً بعد جيل كشعب يمني تأبى لنا أن نقبل أو نتجاهل ما يسعى له النظام السعودي ومن دار في فلكهم بل يجب أن تشكل كل هذه الانتهاكات والجرائم اليومية حافزاً ودافعاً بشكل مستمر
في إحباط أهداف هذه القوى الشيطانية المعتدية .
وأن نحافظ على ما خصنا الله سبحانه وتعالى في حمل الرسالة الإلهية .
# الهجرة _ النبوية 1444