الخبر وما وراء الخبر

ندوة لرابطة علماء اليمن بمناسبة ذكرى الهجرة النبوية

55

عُقدت بالجامع الكبير بصنعاء، اليوم السبت، ندوة دينية بعنوان (الهجرة النبوية وسنة الله في الاستبدال)، نظمتها رابطة علماء اليمن في ذكرى الهجرة النبوية الشريفة على صاحبها وآله أفضل الصلاة وأزكى التسليم.

وفي الندوة أشار مفتي الديار اليمنية رئيس رابطة علماء اليمن العلامة شمس الدين شرف الدين، إلى أن المناسبة جديرة بالتذكير والإحياء، لما مثلته هجرة المصطفى صلى الله عليه وآله وسلم من إعادة بناء الدولة الإسلامية وترسيخ أركانها.

وتطرق إلى حالة الناس قبل مبعثه عليه الصلاة والسلام، من الكفر والفسق والشرك والفجور والخمور، قائلاً: “جاء النبي الكريم فاستبدل الله به الأمن والنور من الضلال ودولة وسلطان الحق من الجور والطغيان، وأمن الناس على أرواحهم وأعراضهم”.

وأوضح أن الرسول صلى الله عليه وآله وسلم، أخذ بالأسباب وتحرك بعد جهره بالدعوة لـ 13 عاماً بالرغم مما تعرض له وأصحابه من أذى ومعاناة، مشيراً إلى أن الله تعالى أذن لرسوله بالهجرة إلى المدينة المنورة من أجل الفرار بالدين الذي أصبح ضرورياً وإيجاد أرضية صلبة لنشر الدين وتعاليمه في أرجاء المعمورة.

ولفت العلامة شرف الدين، إلى أن المصطفى عليه الصلاة والسلام، عمل بعد وصوله إلى المدينة المنورة على تعزيز صلة الإنسان بالله تعالى من خلال بناء المسجد النبوي وتوثيق عرى الأخوة بين المسلمين من خلال المؤاخاة بين المهاجرين والأنصار، فضلاً عن تحديد علاقة المسلمين بغير المسلمين.

وأكد حاجة الأمة اليوم لاستلهام الدروس والعبر من هجرة النبي صلى الله عليه وآله وسلم في الأخذ بالأسباب والتحرك لإعادة الأمة إلى مكانتها ورفعتها ومجدها انطلاقاً من كتاب الله عز وجل والتمسك بالسيرة العطرة لرسول الإنسانية محمد عليه الصلاة والسلام.

ودعا رئيس رابطة علماء اليمن، علماء الأمة إلى تحمل المسؤولية والأمر بالمعروف والنهي عن المنكر وقول كلمة الحق في وجه من يوالون اليهود والنصارى وقوى الاستكبار العالمي والدول المطبعة مع الكيان الصهيوني وتوليهم لأمريكا وإسرائيل.

من جانبه أشار عضو مجلس النواب العلامة منصور واصل، إلى أهمية المناسبة التي أخرجت الأمة من الظلمات إلى النور ونقلتها من جور الأديان إلى عدل الإسلام.

وبين أن الهجرة النبوية، نقلة زمانية ومكانية وإيمانية، ما يتطلب من الجميع استلهام الدروس والعبر من هذه المناسبة في توحيد صفوف المسلمين لمواجهة التحديات والمخاطر من قبل قوى الاستكبار والهيمنة.

وأكد العلامة واصل أن هجرة المصطفى عليه الصلاة والسلام، مثلت نقطة تحول في حياة المجتمع الإسلامي وحدثاً تاريخياً يتطلب الاستفادة منه في نشر قيم السلام والمحبة والإخاء ونبذ الفرقة بين الشعوب.

من جهته اعتبر مستشار رئيس المجلس السياسي الأعلى العلامة محمد مفتاح، الهجرة النبوية الشريفة، حدثاً وعلامة فارقة في تاريخ البشرية وتأسيس الدولة الإسلامية.

وذكر أن الرسول محمد صلى الله عليه وآله وسلم، بعد أن أمضى 13 عاماً من المعاناة والأذى من كفار قريش وأبناء جلدته وعنادهم وتكبرهم وتجبرهم، هاجر إلى المدنية المنورة بعد أن هيئ الله له الأرضية الخصبة لتأسيس دولة الإسلام وترسيخ الرسالة المحمدية.

وقال العلامة مفتاح: “عندما جاءت الرسالة السماوية عبر خاتم الأنبياء والمرسلين عليه الصلاة والسلام، دافع كفار قريش على آلهتهم “الأصنام” رغم إدراكهم أنها لن تنفعهم، لكن حقدهم وتجبرهم على رسول الله جعلهم يستخدمون كافة أشكال السب والشتم والأذى والتشويش على محمد عليه الصلاة والسلام وأنه مجنون وساحر وشاعر وكاهن وكاذب وغيرها”.

وأشار إلى أن هجرة الرسول الكريم، كانت ضرورة ملحة بعد أن وصل كفار قريش إلى مرحلة محاولة تصفية رسول الله بعد أن اجتمعوا لقتله، مبيناً أن يثرب كانت الملاذ الآمن الذي هيأه الله لرسوله الكريم بالهجرة إليه لحمل رسالة الإسلام ونشرها.

بدوره استعرض مفتي محافظة تعز العلامة علوي سهل بن عقيل، محطات من الهجرة النبوية الشريفة – الأسباب والأهداف، مبيناً أن الهجرة النبوية ليست حدثاً عابراً وإنما محطة مهمة لبناء الدولة الإسلامية.

وعرّج على الأسباب الجوهرية لهجرة الرسول الكريم ومنها ما تعرض له من أذى ومعاناة من أبناء عمومته ومحاصرته وتحمله للمشقة وأصناف العذاب، رغم استناده إلى أم المؤمنين خديجة بنت خويلد وعمه أبو طالب ومن قبلهما جده عبدالمطلب بن هاشم.

وأفاد العلامة بن عقيل بأن هناك سبب تشريعي لهجرة المصطفى صلى الله عليه وآله وسلم إلى المدينة المنورة، يتمثل في التطبيق العملي للعبادات والطاعات والمعاملات والقضاء ومبادئ الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر وتنفيذ الأحكام وفقاً للقرآن الكريم.

وتطرق إلى أهداف الهجرة النبوية لخاتم الأنبياء والمرسلين ومنها توحيد كلمة الأمة ولم شملها وإزالة الأذى عن الإسلام وإلقاء الحجة على العالمين وبناء مجتمع إيماني صادق وتعزيز الأخوة بين أبناء الأمة.

وأوصى المشاركون في الندوة بالرجوع إلى الله والإنابة إليه والثقة بنصره، وجمع الكلمة ووحدة الصف والتأكيد على أهمية الوعي بسيرة رسول الله المنسجمة مع رسالته الإلهية وكتابه الكريم وربطها بالواقع العملي للأمة.

ودعا البيان الذي تلاه عضو الرابطة طه الحاضري، إلى الاستفادة من الهجرة النبوية وأحداثها بما يسهم في استنهاض الهمم وشحذ العزائم ومواجهة الأخطار والتحديات والثبات على ذات الدرب الذي سار عليه رسول الله صلى الله عليه وعلى آله والمهاجرين والأنصار.

وشدد على أهمية التأسي برسول الله في الدعوة إلى الله والتحرك لإقامة دين الله وإعلاء كلمته وبناء الدولة الإسلامية العادلة لتقديم النموذج الإسلامي الحضاري في المجالات الإدارية والسياسية والاقتصادية والزراعية وتحقيق الاكتفاء الذاتي.

وحث المشاركون على ترسيخ مبدأ التآخي والتصالح والتسامح كمبدأ إسلامي أصيل جسده رسول الله في المدينة المنورة، إلا أنه لا يمكن بحال أن يستدل ويستشهد به ليكون مبررا أو غطاء للتصالح أو التسامح أو التطبيع مع الصهاينة اليوم لأن وثيقة المدينة لم تكن أصلا مع اليهود ولا تنطبق أدبياتها على صهاينة اليوم المفسدين في الأرض، المحتلين والغاصبين الذين لا يرقبون في مؤمن إلا ولا ذمة.

وطالب البيان بالتحرك لمواجهة سياسة التطبيع مع اليهود والصهاينة المحتلين للقدس والمسجد الأقصى والرفض لكل العلاقات المحرمة شرعا بين الكيان الغاصب وبين الدول والأنظمة المحسوبة على الإسلام.

وجد البيان التأكيد على حرمة المساس بالمقدسات والمشاعر الإسلامية في بلاد الحرمين الشريفين وتدنيسها من قبل الصهاينة وحاخاماتهم وضرورة التحرك لحمايتها من الاستهداف أو الاستهانة بها وإضعاف دورها الروحي والتربوي والجهادي خدمة لدول الاستكبار العالمي.