قائد الثورة: وصلنا إلى مستوى متقدم في القدرات العسكرية لا تمتلكه كثير من الدول العربية
أكد قائد الثورة السيد عبدالملك بدر الدين الحوثي، أن القوات المسلحة اليمنية وصلت إلى مستوى متقدم في القدرات العسكرية لا تمتلكه كثير من الدول العربية.
وأوضح السيد القائد في كلمة له اليوم خلال لقائه بوجهاء وأبناء محافظة حجة، أن الجيش اليمني واللجان الشعبية تصنعون الصواريخ الباليستية بعيدة المدى التي تصل إلى أي نقطة في بلدان تحالف العدوان على مستوى الدول المجاورة.. مشيراً إلى أن إنتاج الصواريخ المتنوعة مستمر ومتطور وهو يوماً بعد يوم أكثر دقة وأقوى تدميراً.
وأضاف أن الشعب اليمني حقق في الجانب العسكري نتائج كبيرة أولها منع العدوان من احتلال البلد بأكمله.. لافتاً إلى أن من المتوقع أن يكرر العدو محاولاته، وعلينا أن نعزز الجبهات ونبني القدرات العسكرية.
وأشار إلى أنه ورغم المنظومات الأمريكية المتطورة وباهظة التكاليف فقد فشل الأعداء في التصدي لصواريخنا.. مؤكدا أن جانب التصنيع حظي باهتمام وعناية، فقد انطلق العاملون فيه بصبر وتضحية وبحث ودراسة وتأهيل فتحققت نجاحات كبيرة.
وأكد قائد الثورة أن التصنيع العسكري يصنع المسدس والكلاشينكوف والمدفع والصاروخ ومختلف أنواع الأسلحة محليا وهذا إنجاز كبير يبعث الأمل في مختلف المجالات.
وأضاف أن الشعب اليمني في العام الثامن من التصدي للعدوان الأمريكي السعودي وبحمد الله وتأييده تجاوز مراحل صعبة وتحديات كبيرة.. لافتاً إلى أن محافظة حجة كانت حاضرة منذ اليوم الأول للعدوان بإسهامها الكبير ودورها المتميز وعطائها العظيم الذي يجسد القيم الإيمانية.
وأشار قائد الثورة إلى أن محافظة حجة قدمت الآلاف من الشهداء الأبرار وقدمت الكثير في عطائها على كل المستويات، و ما من جبهة من جبهات الوطن إلا وحضر فيها من أبناء محافظة حجة بدورهم وإسهامهم الكبير.
ولفت إلى أن الأعداء أملوا أن يكون شعبنا مرتبكا أمام حجم الهجمة المعادية، لكنهم فوجئوا بردة فعل أبناء شعبنا الواعية والمستبصرة.. مبينا أن ردة فعل الشعب اليمني كانت متسمة بعزة الإيمان، وبالصمود والثبات والحمية الإيمانية والاستجابة والانطلاقة بروحية عالية.
وبين السيد القائد أن الأعداء أرادوا بالحصار أن يحرضوا الناس على أنفسهم وأن تكون ردة فعلهم متجهة للداخل.. موضحاً أن العدو في كل مؤامراته المتنوعة لإثارة الفتنة من الداخل والحرب الدعائية فشل وصدم بمستوى وعي شعبنا.
وقال إن كثيرا من جرائم الإبادة الجماعية ارتكبها العدو في محافظة حجة في الأعراس والأسواق.. مؤكداً أبناء الشعب اليمني يستمدون الصمود في مواجهة التحديات بالاعتماد على الله سبحانه وتعالى.
وأكد السيد عبدالملك الحوثي أن الصمود والثبات أحبط العدو وجعله يعيش مرارة اليأس والخسران وفاجأت مختلف بلدان العالم فنظروا بإكبار إلى شعب اليمن.. قائلاً: قطعنا شوطا كبيرا، والمتبقي بإذن الله من خلال الاستجابة العملية لتوجيهات الله هو مستقبل خير إن شاء الله.
وأوضح أن السياسات الأمريكية ومن ورائها اللوبي اليهودي تنتج أزمات كبيرة في مختلف بلدان العالم وتمتد في العالم الإسلامي.. مشيراً إلى أن أمريكا اتجهت لتفتح أبوابا جديدة من الصراعات والأزمات مع الروس والصين.
وأضاف أن الحرب في أوكرانيا هي نتاج للسياسات الأمريكية في إثارة الحروب والفتن بين المجتمع البشري.. مؤكداً أنه و أمام الأزمات الدولية ومؤامرات الأعداء نحن بين خيارين: إما الغفلة واللامسؤولية واليأس فتسحقنا الأزمات وإما الانطلاقة الإيمانية والتحرك الواثق بالله.
ولفت السيد عبدالملك الحوثي إلى أن ما ينقص الشعب اليمني في المجال الاقتصادي وغيره هو التوجه العملي لإنشاء مؤسسات وشركات وجمعيات تعاونية استثمارية نحو الإنتاج المحلي الذي بات ضرورة بكل الاعتبارات، لأن الاستيراد مكلف وتعقيدات الحروب والصراع في الغرب أصبح لها تأثير كبير عليه.
وقال إنه ومع ارتفاع أسعار المشتقات النفطية وما نتج عنه من ارتفاع تكاليف النقل يتطلب تحريك الإنتاج المحلي، فكل ما كان يتعلق بالغذاء والكساء يمكن إنتاجه في البلد بالتعاون بين التجار والمواطنين.. مشيرا إلى أن من واجبات الجانب الرسمي أن يتعاون ويتحرك مع المجتمع نحو الإنتاج المحلي.
وشدد السيد القائد على أهمية الاستمرار في التجنيد والتحشيد لتشكيل قوة ضاربة للتصدي لمحاولات الأعداء.. مبيناً أنه لا بد من التعاون بين الجانب الأمني والجانب الشعبي وبناء علاقة محترمة مع المجتمع، فالأمن هو لخدمة المجتمع وليس عليه، وهذا يتطلب اهتماما وتعاونا رسميا وشعبيا.
وأكد قائد الثورة على أهمية العناية بالسجون وحسن رعاية السجناء والحذر من الظلم والتعامل السيء الذي لا ينسجم مع القيم الإيمانية.. مشيرا إلى أن النزاعات والخلافات يمكن حلها دون صراع أو اقتتال من خلال العمل الاجتماعي وتحسين الأداء القضائي.
وبين أن الأعداء يتمنون أن تتحول كل الخلافات إلى صراعات وإلى سفك للدماء لترهق الناس وتفقدهم أمنهم.. محذرا مما يسعى له الأعداء من محاولات إفساد المجتمع أمنيا واقتصاديا من خلال نشر الاتجار بالمخدرات والحشيش.
وتابع: إن تاجر المخدرات والحشيش يرتكب جرما كبيرا ويشترك في نشر الجرائم والرذائل.. داعيا المجتمع إلى نبذ من يتاجر بالمخدرات والحشيش لأن التعاون معهم تعاون في الإثم والعدوان.. مشيرا إلى أن كل أشكال الاستهداف الشيطاني هدفها أن تفسد المجتمع وتفرقه وتشتت شمله.
وشدد السيد القائد على أهمية تظافر الجهود لتشكيل لجان من وجهاء المجتمع وعلمائه والقضاة لحل قضايا المجتمع ومنع أي فتنة.. مؤكدا على أهمية التعاون في التكافل الاجتماعي والاهتمام بإخراج الزكاة وصرفها في مصارفها الصحيحة.
وجدد التأكيد على أهمية العناية في إخراج الزكاة وصرفها لأن لها دور كبير في العناية بالفقراء.. داعيا إلى التعاون ما بين الميسورين والتجار في مجال التكافل الاجتماعي ومساعدة الفقراء في إخراج الزكاة وما هو أوسع من ذلك.
ونبه السيد القائد إلى ضرورة التخفيف في تكاليف الزواج.. مشيرا إلى أن رفع كلفة الزواج يعسر هذه المسألة على الشباب ويزيد في الظواهر السلبية.. لافتاً إلى أن إطلاق النار في المناسبات والأعراس ظاهرة سيئة تحول الأفراح إلى أحزان .
وأكد أن التصدي للدعايات والاهتمام بالجانب التعليمي مسألة مهمة بحاجة للتعاون بين الجانب الرسمي والشعبي.. كما أن العناية برفع المظالم وإقامة العدل والاصغاء لهموم الناس مسؤولية كبيرة على الجانب الرسمي وهي من الالتزامات الإيمانية الإنسانية.
وأوضح أن الجانب الرسمي معني بأن يكون قريبا من الناس وأن تكون أخلاقهم مع الناس قرآنية تجسد الانتماء الإيماني.. مبينا ان هناك أهمية كبيرة جدا في التعاون بين المجتمع والجهات الرسمية في الجانب الخدماتي وهذا الجانب أولوية ملحة جدا.
وشدد السيد القائد على ضرورة مكافحة الأوبئة خصوصا في المناطق الساحلية لما تسببه بمعاناة كبيرة للمواطنين.. لافتا إلى أن المبادرات الاجتماعية خدماتيا نجحت في بعض المديريات والعزل ويبنى عليها لتوسيعها في مختلف المناطق.