واقعنا في علاقتنا بالرسول الكريم
بقلم / ام وهيب المتوكل
عند ما نلقي نظرة على واقعنا اليوم ، وموقفنا المخزي إزاء ما تتعرض له شخصية الرسول الكريم ( صلوات الله عليه وعلى آله وسلم ) من الإساءات المتكررة ، وتجاه ما تتعرض له المبادئ التي ضحى في سبيلها وأوصانا بالحفاظ عليها ، عند ما نشاهد الإسلام الذي أرسل به يعيش أخطر مرحلة عاشها منذ إشراقة فجره ،وهو يستغيث بالمسلمين ، ولا من ملبًّ ولا مجيب ، عند ما نرى ذلك كله ندرك مدى ضعف علاقتنا برسول الله (صلى الله عليه وعلى آله ) والانحراف الشديد عن خطه والهوة السحيقة بيننا وبينه ، وإن نحن نشهد براسالته ونؤمن بنبوته ،وبما جاء به ، غير أنه إذا لم ينعكس الإيمان عملا ،ويتحول من مجرد نظرية إلى تطبيق ، فهو إيمان مزيف مرفوض ،لا يقره دين ولا ترضاه شىريعة وهذا ما أورث أمة الاسلام ذلا وهوانا وضعفا لا نظير له في تاريخها .
برغم ما تملكة أمتنا اليوم من مقومات النهوض للتخلص من واقعها المهين ، إلا أننا نجدها تزداد انغماساً في الوحل يوماً بعد يوم ، وهذا ما يحتم علينا البحث عن حقيقة المشكلة وتشخيص الداء الذي ترك أمتنا طريحة الفراش تنهشها الذائاب ويتلاعب بمصيرها الأوباش والأذناب .
فعندما تكون الإساءات التي تتكرر بين الحين والأخر موجهه إلى خير البشرية ( صلوات الله عليه وعلى آله) ممن هم عبدة البقر وخدام الشياطين ، والأمة الإسلامية لا تحرك ساكناً أو تنظر بأدنى نظرة وتأمل في القرآن الكريم وفي سيرة خاتم الأنبياء صلوات الله عليه وعلى آله وسلم
لتدرك مكمن الداء ، حيث نرى البون الشاسع بين واقعنا اليوم وواقعنا بالأمس يوم كانت التوجيهات القرأنية هي التي تحكم الواقع وتسيره والسيرة هي الترجمة العملية لتلك التوجيهات الربانية .
ولكي نوثق علاقتنا بالرسول الكريم ( صلوات الله عليه وعلى آله وسلم ) من خلال ما قدم ندرك أننا بحاجة إلى إصلاح ما فسد منا ، وتلا في أنفسنا بالعودة الصادقة إلى شرعة نبينا صلى الله عليه وعلى آله ، والالتزام بكل ما جاء به ، وتجنب كل ما نهى عنه ، وأن تأسى به ونقتفي أثره في كل خطواته وهذا هو السبيل الوحيد لتوثيق العلاقة معه وهو الشيء المهم الذي يريده منا .
يقول الشهيد القائد في هذا الموضوع : فأن تكون صادقاً في اقتفائك لرسول الله (صلوات الله عليه وعلى آله وسلم) أن تكون صادقاً في الاقتداء برسول الله صلى الله عليه وعلى آله هو أن تنذر حياتك لله ، وتنذر موتك لله . ليس فقط
هو أن أبحث عن كيف كان رسول الله ( صلوات الله عليه وعلى آله) يتموسك أو كيف كان يؤدي أعمالاً أخرى !
ويضيف رضوان الله عليه : الإنسان الذي يعلم أنه يجب عليه أن يقتدي برسول الله ، يجب أن يقتدي به في كل هذه الأشياء التي أمر بها الله عز وجل ونفذها رسول الله (صلوات الله عليه وعلى آله ) ( يأيها النبي جاهد الكفار والمنافقين واغلظ عليهم )
( فقاتل في سبيل الله لا تكلف إلا نفسك وحرض المؤمنين )
إن علاقتنا برسول الله لا تنفصل عن علاقتنا بالله تعالى ، وكل من يحب الله لا بد أن يحب رسول الله ويتبعه وكل من يطيع الله لا بد أن يطيع رسول الله لقول الله تعالى ( إن كنتم تحبون الله فاتبعوني يحببكم الله ) من يطع الرسول فقد اطاع الله .
وهكذا من يصمت على الإساءات المتتالية لخاتم الأنبياء وأهل بيته صلوات الله عليهم اجمعين ! هو مشارك في ذلك.
بأبي أنت وأمي يا رسول الله .