مخلفات والغام تحالف العدوان ماتزال تفتك بالشعب اليمني.
منذ بداية العدوان على اليمن شاهد الجميع وما يزال يشاهد الكم الهائل من الأسلحة الفتاكة والقنابل العنقودية والانشطارية أميركية وبريطانية الصنع والتي يتم القائها فوق رؤوس المدنيين، فعلى مدى سبعة أعوام مضت لا تزال مخلفات تلك الأسلحة الفتاكة من الألغام تشكّل مشكلة كبيرة يعاني منها المواطن اليمني حتى اللحظة، حيث تناثرت القنابل العنقودية على مساحات كبيرة وحصدت وما تزال تحصد أرواح المئات من المواطنين من أطفال ونساء، وماتزال مخلفات العدوان من الأسلحة الفتاكة والعنقودية تملأ الشوارع والمدن اليمنية، فكل يوم نسمع عن انفجار قنبلة عنقودية بطفل أو إمراه أو مواطن يمني.
تحالف العدوان ألقى 3 ملايين قنبلة عنقودية على الشعب اليمني:
كثيرة هي القنابل التي أسقطت على اليمن من قبل طيران تحالف العدوان من هذه الأنواع القنابل التدميرية والعنقودية والمتشظية والفسفورية، بالرغم من أن هذه القنابل تعتبر من المنظور الإنساني الدولي محرم استخدامها لتأثيراتها البيئية ولكونها أدت إلى إبادة بشرية ودمرت بنى تحتية.
مؤخراً، كشف رئيس المركز التنفيذي للتعامل مع الألغام في اليمن العميد علي صفرة عن إحصائيات صادمة حول عدد الذخيرة العنقودية التي امطرت بها قوات تحالف العدوان السعودي الامريكي الشعب اليمني على مدى ثمانية أعوام من العدوان، وأشار صفرة أن ما تم جمعه من القنابل العنقودية خلال سبع سنوات بلغ أكثر من 3 ملايين ذخيرة عنقودية في 15 محافظة و70 مديرية في البلاد.
ويبين المركز التنفيذي للتعامل مع الألغام أن مناطق واسعة في اليمن تحولت إلى حقل ألغام جراء الكم الهائل من القنابل العنقودية التي القاها تحالف العدوان على المناطق المأهولة بالسكان طيلة سبعة أعوام مضت، وبالطبع فإن المناطق التي تم استهدافها بالقنابل العنقودية والمتشظية والفسفورية هي مناطق مأهولة بالسكان المدنيين.
ارقام مهولة لضحايا الالغام والقنابل العنقودية:
رغم المشاكل الكبيرة في رصد وتوثيق النتائج المأساوية بحق المواطنين نتيجة القنابل العنقودية، إلا أنه تم مؤخراً الكشف عن ارقام مهولة لضحايا الالغام والمتفجرات التي خلفها العدوان على اليمن، حيث أكد مكتب البرنامج الإنمائي للأمم المتحدة في اليمن أن الألغام الأرضية والمتفجرات من مخلفات العدوان تسببت منذ العام 2018م بمقتل وإصابة أكثر من 1800 مدني، بينهم 668 طفلاً وامرأة.
وفي السياق نفسه، ذكر المركز التنفيذي للتعامل مع الألغام أن الانتشار الكبير لمخلفات الحرب والقنابل العنقودية التي يلقيها طيران تحالف العدوان على اليمن في جميع المحافظات حتى في أمانة العاصمة صنعاء، نتج عنها مقتل وإصابة الآلاف من المدنيين ومنعت آلاف الأسر من العودة إلى منازلها والاستفادة من أراضيها ومراعيها التي هي مصادر العيش الأساسية لها في ظل الوضع المعيشي الصعب الذي فرضه العدوان والحصار.
منع دخول الأجهزة الكاشفة والمستلزمات اللازمة لإزالة المتفجرات:
بالرغم من رغم حجم التلوث وانتشار القنابل العنقودية ومخلفات العدوان، فإن تحالف العدوان على اليمن يقوم بمنع دخول الأجهزة الكاشفة التابعة للمركز التنفيذي في صنعاء، وفقاً لما أفاد به البرنامج الإنمائي للأمم المتحدة، مع أن هذه الأجهزة تعتبر إنسانية بحسب اتفاقية أوتاوا المادة السادسة الفقرة رقم (2).
وفي الوقت الذي يتلقى فيه المركز التنفيذي للتعامل مع الألغام المناشدات الإنسانية من السلطات المحلية والموطنين في المحافظات لإرسال فرق للتدخل وإنقاذ حياة المدنيين وتطهير أراضيهم ومزارعهم من الألغام والقنابل العنقودية ومخلفات الحروب حتى يتمكنوا من العودة إلى مناطقهم وممارسة حياتهم الطبيعية في قراهم، إلَّا أن تحالف العدوان يستمر في ارتكاب جرائمه على اليمن ويقوم بمنع دخول الأجهزة الكاشفة والمستلزمات اللازمة لإزالة المتفجرات والتابعة للمركز التنفيذي في صنعاء مما جعل من الصعب على المركز التدخل والاستجابة نتيجة اتساع التلوث والمخلفات والقنابل العنقودية في ظل محدودية الموارد والإمكانيات.
والجدير بالذكر فإن معاناة اليمنيين جراء الألغام ليست مقتصرة على ألغام العدوان الأمريكي الصهيو خليجي، ولكنها بدأت قبل سنوات طويلة مضت، عندما استخدم النظام السابق الألغام في مساحات واسعة من البلاد، إبان الحروب الست التي شنها النظام السابق على أبناء صعده، حيث كانت محافظة صعده والمناطق المجاورة لها المسرح الأبرز لزراعة الألغام.
محاولة لتبرئة تحالف العدوان:
مما لا شك فيه فإن تقليل التقارير الدولية والحقوقية من أعداد ضحايا القنابل العنقودية في اليمن يعد محاولة لتبرئة التحالف العدوان وتغيير للحقائق والوقائع الموجودة على الأرض، لاسيما وان اليمن يقف أمام كارثة وتلوث من القنابل العنقودية من أنواع وجنسيات متعددة سيما وأن حجم ونطاق انتشار التلوث يجعل من اليمن المرتبة الثانية بعد جمهورية لاوس رغم الفارق الكبير إذا ما تم مقارنة الأسلحة المستخدمة في اليمن.
من جهته حمَّل المركز التنفيذي للتعامل مع الألغام الأمم المتحدة إلى جانب تحالف العدوان مسؤولية استمرار سقوط المزيد من الضحايا الأبرياء وتحول آلاف المدنيين إلى معاقين؛ نتيجة التقاعس عن توفير الأجهزة والمستلزمات الميدانية المطلوبة وحل إشكالية منع دخولها أو تحديد الجهة التي تعيق وتعرقل هذا العمل الإنساني بموجب اتفاقية أوتاوا والبروتوكولات الخاصة بها.
الألغام لا تعرف لغة التوقف:
يتعرض الشعب اليمني لخطر الموت أو الإعاقة الدائمة كل يوم وذلك نتيجة الألغام المنتشرة في المناطق المأهولة بالسكان وعلى جنبات الطرقات وفي الحقول والمزارع، وعلى الرغم من الهدنة المعلن عنها لمدة شهرين اضافيين، إلا أن تلك الألغام لا تعرف لغة التوقف بل تستمر في حصد أرواح الأبرياء وبتر الأطراف بحق أبناء الشعب اليمني، فمنهم من فقد أطرافه بفعل هذه الألغام، وآخرين حلت عليهم المأسي لفقد أحبة لهم في حقول الموت المنتشرة في البلاد، بينهم أطفال ونساء وشيوخ، ومنهم أيضاً شباب في مطلع العمر أقعدتهم الألغام عن العمل وجعلتهم مشلولي الحركة ليصبحوا ضمن الفئات التي تحتاج إلى مساعدات ورعاية بعد إن كانوا المصدر الوحيد لإعالة أسرهم.