الخبر وما وراء الخبر

مع الشعار.. من أول صرخة (الحلقة الأولى).

48

بقلم// فاضل الشرقي

(أقول لكم أيُّها الإخوة: اصرخوا ألستم تملكون صرخة أن تنادوا: {الله أكبر / الموت لأمريكا / الموت لإسرائيل / اللعنة على اليهود / النصر للإسلام} أليست هذه الصرخة ممكنة لأي واحد منكم أن يطلقها؟ بل شرف عظيم لو نطلقها نحن الآن في هذه القاعة فتكون هذه المدرسة وتكونون أنتم أول من صرخ هذه الصرخة التي بالتأكيد – بإذن الله – ستكون صرخة ليس في هذا المكان وحده, بل وفي أماكن أخرى, وستجدون من يصرخ معكم – إن شاء الله – في مناطق أخرى: {الله أكبر / الموت لأمريكا / الموت لإسرائيل / اللعنة على اليهود / النصر للإسلام} هذه الصرخة أليست سهلة كل واحد بإمكانه أن يعملها وأن يقولها؟ إنها من وجهة نظر الأمريكيين – اليهود والنصارى – تشكل خطورة بالغة عليهم. لنقل لأنفسنا عندما نقول ماذا نعمل؟ هكذا إعمل وهو اضعف الإيمان أن نعمل هكذا, في اجتماعاتنا، بعد صلاة الجمعة، وستعرفون أنها صرخة مؤثرة، كيف سينطلق المنافقون هنا وهناك والمرجفون هنا وهناك ليخوّفونكم, يتساءلون: ماذا؟ ما هذا؟).

هكذا ظهر السيد/ حسين بدرالدين الحوثي (رضوان الله عليه) في محاضرة الصرخة في وجه المستكبرين, وهو يتلوا هذا المقطع على حشد كبير من المؤمنين المجاهدين, ثم رفع السيد يده الطاهرة الشريفة وردد هذا الشعار ورددته الجموع المحتشدة بعده, وقد كانت هذه أول انطلاقة لترديد هذا الشعار في قاعة مدرسة الإمام الهادي عليه السلام في مران – صعدة – بتاريخ 17/ 1/ 2002م كما هو موضح في محاضرة (الصرخة في وجه المستكبرين).

إذاً كانت هذه هي البداية الأولى لترديد الشعار (الصرخة في وجه المستكبرين), وقد مر عليه إلى الآن عقد كامل من الزمن, كله محفوف بالصراعات الدامية والحروب والإعتقالات, تضحية في سبيل الشعار, وموقفاً في زمن بلا مواقف يسوده الخنوع والصمت والرهبة والرغبة لغير الله سبحانه وتعالى، وفي مسيرة الشعار ثمة ما يجب التنبه له والتوقف عنده، سيرة عطرة سجلها أنصار الله منذ الإنطلاقة الأولى للشعار نقف فيها مع أهم المحطات ونعرج على أبرزها، إلا أنه يجب التنبيه أولاً إلى أن الشعار كموقف وسلاح برز من بين ثقافة عالية تشبعت بروح القرآن الكريم وانبلج من بين ثناياه المقدسة, إذ لم يكن منفصلاً أبداً عن هذه الثقافة القرآنية، التي جاءت في سلسلة طويلة من الدروس والمحاضرات للسيد/ حسين بدر الدين الحوثي تحت عنوان (دروس من هدي القرآن الكريم).

البداية الأولى:
على هذا كانت البداية مع السيد القائد المؤسس نفسه كما يظهر في محاضرة (الصرخة في وجه المستكبرين), وقد أكد السيد مراراً وتكراراً على أنّ الشعار موقف قوي من أعداء الله, وتحرك ضروري في مواجهة المشروع الأمريكي والإسرائيلي في المنطقة كونه أفضل عمل يرضي الله في هذه المرحلة, وفعلا لبّا من المؤمنين رجالٌ صدقوا ما عاهدوا الله عليه دعوة السيد هذه, وبدأ الشعار يردّد في كل محاضرة وكل إجتماع, وقد ظهر الشعار في مقاطع متعددة من كل محاضرات السيد ودرسه، وفي البداية كانت محاضرات السيد متوفرة على أشرطت الكاسيت الصوتية ويسمع دويّ الشعار يردّد أثناء الدروس والمحاضرات, وانتشرت الصرخة (الشعار) أولًاً في مناطق بلاد (خولان ابن عامر) وبالذات في منطقة (مران) وأخذ يتوسع تدريجياً ولقي ترحيباً حاراً في أكثر من مكان ومنطقة.

أساليب ووسائل متعددة:
تطورت أساليب رفع الشعار ونشره بين الفينة والأخرى, ففي البداية كان يردّد في الإجتماعات العامة والمحاضرات في المدارس والمساجد, ثم وجه السيد بطباعة المحاضرات وسرعة توزيعها مقروءة في شكل ملازم كما هي عليه اليوم, كما وجه بترديد الشعار في كل إجتماع وبعد صلاة الجمعة من كل أسبوع, وانتشر الشعار إنتشار النار في الهشيم, وحرص السيد على إرسال المبلغين والمنذرين إلى كل منطقة وقرية لتبصير الناس بأهمية الشعار وفحواه, وتعميم ثقافته الثقافة القرآنية (الملازم والدروس) إلى كل مكان ممكن, وتحرك الشباب وبذلوا قصارى جهودهم في سبيل ذلك ابتغاء مرضات الله والله رؤف بالعباد, عندما احتدم الخلاف وبلغ أشده بين المعارض والمنكر له, وبين المحب والموالي للشعار طبعاً وبدأ الشعار يردد بعد خطبتي الجمعة من كل أسبوع في أكثر من منطقة, وكان أبناء مناطق وقرى خولان ابن عامر ممن حازوا فضيلة السبق وتفانوا في سبيل ذلك, حصلت معارضة شديدة من قبل المجتمع وأجهزة الدولة وموظفيها نظراً لسطحية الناس وضعف وعيهم وإدراكهم لأهمية هكذا مواقف بإعتبارها غريبة عليهم وجديدة, أصر أنصار الشعار أو المكبرون كما كانوا يسمونهم على موقفهم وظهروا أقوياء المنطق والحجة والبرهان بما أعيا كل بيان ومنطق, عندها وجه السيد بطباعة الشعار في ملصقات ورقية صغيرة الحجم ومتوسطة وكبيرة ولافتات قماشية كتب عليها الشعار بالنمط الذي أختاره السيد وحدده كما هو عليه اليوم.