بعثة لجنة الصليب الأحمر تزور مقر احتجاز أسرى العدوان في صنعاء
زارت بعثة اللجنة الدولية للصليب الأحمر الدولي في اليمن، اليوم الاثنين، أسرى قوى العدوان والمرتزقة في مقر احتجازهم في العاصمة صنعاء.
وخلال الزيارة أوضح رئيس اللجنة الوطنية لشؤون الأسرى عبدالقادر المرتضى، أن زيارة بعثة اللجنة الدولية للصليب الأحمر لمقر احتجاز أسرى العدوان، تتم بصورة مستمرة.
واعتبر الزيارة حقاً من حقوق الأسرى بينما يمثل إخفاؤهم وعدم السماح بزيارتهم والتواصل بأهاليهم جريمة حرب، وقال “نحن نسمح للصليب الأحمر بزيارات منتظمة ودائمة لمقر الاحتجاز منذ تأسيسه بصنعاء عام 2019م، وتلتقي بالأسرى بشكل منفرد وتتخذ الإجراءات المعتمدة لدى اللجنة الدولية للصليب الأحمر في كافة أنحاء العالم”.
وأضاف “نأسف أن الطرف الآخر لم يسمح للجنة الدولية للصليب الأحمر بزيارة أي من السجون، خاصة سجون مأرب، كما أنه لم يسمح للأسرى بالتواصل مع أهاليهم ونعتبر ذلك جريمة وسببا من أسباب تعقيدات ملف الأسرى الذي نتمنى أن نرى من الطرف الآخر تسهيل مهمة لجنة الصليب الأحمر، لزيارة الأسرى الذين يعانون معاناة كبيرة داخل سجون العدو”.
وقال “كان لدينا سابقاً سجون متفرقة، لكن بعد استهداف العدوان لثلاثة سجون، بشكل متكرر وسقوط عشرات القتلى منهم، وضعنا الأسرى في مقر واحد هو مقر الاحتجاز الرئيسي الذي يضم الأسرى من كل الجبهات واتخذنا كافة الإجراءات مع الصليب الأحمر ومكتب المبعوث الأممي لضمان عدم استهداف قوى العدوان لمقر الاحتجاز”.
وأكد المرتضى أن المفاوضات ما تزال مستمرة مع الطرف الآخر عبر الأمم المتحدة لتنفيذ الاتفاق الذي تم التوقيع عليه في مارس المنصرم.
وأضاف “كان الاتفاق مع الطرف الآخر أن يتم في شهري أبريل ومايو تبادل كافة الكشوفات وإجراء الترتيبات مع اللجنة الدولية للصليب الأحمر لتنفيذ الاتفاق، لكن للأسف الشديد حصلت عرقلة من قبل المرتزقة، ولم نصل معهم إلا إلى 20 بالمائة من الكشوفات المتفق عليها، وما يزال الطريق طويلاً للوصول إلى الكشوفات الكاملة للأسرى الذين من المفترض أن يتم إطلاق سراحهم”.
وتابع “الأداء الأممي مع المرتزقة ضعيف ولا يرتقي للمستوى المطلوب، ومن المفترض على المبعوث الأممي استخدام أوراق الضغط على الطرف الآخر لتنفيذ ما تم الاتفاق عليه، وإذا ما استمر العمل على ما هو عليه حالياً، للأسف سيتأخر تنفيذ الاتفاق الذي نأمل ألا يحصل”.
وأوضح رئيس لجنة شؤون الأسرى، أن المرتزقة وضعوا اشتراطات جديدة، ساهمت في عرقلة تنفيذ الاتفاق، بامتناعهم عن تقديم الكشوفات المطلوبة والأسماء التي تم الاتفاق عليها، ما ساهم في تأخر حسم الموضوع مع المرتزقة.
وأكد أن الأسماء التي حسمت بنسبة 20 بالمائة كانت مع السعودية، في حين لم يتم حسم الملف مع المرتزقة، مشيراً إلى أن الطرف الأكثر عرقلة لتنفيذ الاتفاق والتبادل، هو حزب الإصلاح في مأرب.
وقال “نعتقد أن التغيرات التي قامت بها السعودية مؤخراً في هيكلة قيادة المرتزقة وتشكيل ما يسمى بمجلس القيادة كان له تأثير كبير على قرارات حزب الإصلاح، لأنه تم إقصاء الحزب من المشهد السياسي، ما انعكس سلباً على مجريات المفاوضات والاتفاقيات التي تمت، ما يتطلب من الأمم المتحدة الضغط على المرتزقة لتنفيذ ما تم الاتفاق عليه.
من جانبه أكد نائب رئيس بعثة اللجنة الدولية للصليب الأحمر في اليمن “رالف وهبه”، أن الزيارة لمقر الاحتجاز بالعاصمة صنعاء، تجري بحسب إجراءات العمل المتبعة من قبل اللجنة الدولية للصليب الأحمر التي تتم في مختلف دول العالم.
وقال “اليوم هو الثاني من زيارة اللجنة الدولية للصليب الأحمر لمقر الاحتجاز، التي ستستمر أسبوعين”، معبرا عن الشكر للسلطات المعنية على السماح وتسهيل هذه الزيارة.
وأشار إلى أنه تم زيارة مقر الاحتجاز بصنعاء منذ عام 2019م، وتكررت الزيارات بصورة دورية منذ ذلك التاريخ والأمور تجري بحسب إجراءات اللجنة الدولية للصليب الأحمر.
وأضاف “نحن شاكرين وممتنين للتعاون بين اللجنة الدولية للصليب الأحمر ولجنة شؤون الأسرى، ونسعى دائماً خلال الحوار الموجود مع القائمين على اللجنة لتسهيل عملنا”، معربا عن سعادته للقيام بهذا العمل الإنساني.
وقال “نسعى دائماً عبر الحوار أن نساعد في تبادل الأسرى، وأي توصيات أو ملاحظات ورغبة للوصول إلى أمكان أخرى، والحوار مستمر لنتبادل بصورة ثنائية مع السلطات المعنية حول هذا الموضوع”.
ولفت وهبه، إلى أن الزيارة تجري بحسب الإجراءات المتبعة والمعتمدة لدى اللجنة الدولية للصليب الأحمر، بما فيها اللقاء بالمحتجزين بشكل انفرادي، مشيراً إلى أن هذه الزيارة ككل الزيارات لها أهداف، حيث تنظر اللجنة الدولية إلى أماكن الاحتجاز وظروف الإقامة والتعامل مع المحتجزين والجوانب الصحية.
وأكد سعي اللجنة لتقديم خدمات للمحتجزين من إعادة الروابط العائلية، ومساعدتهم في التواصل مع أهاليهم، وبناء القدرات لتحسين نوعية الخدمات المقدمة في أماكن الاحتجاز.
وذكر أن اللجنة تقوم خلال الزيارة بإحصاء المحتجزين، خاصة وهناك مفاوضات تجري بهذا الشأن برعاية مكتب المبعوث الأممي وتحديد عملية تبادلهم التي ستحصل قريباً، ما يمكن اللجنة من القيام بدور الوسيط المحايد لتسهيل عملية التبادل وإطلاق سراح الأسرى.