الخبر وما وراء الخبر

صمود اليمنيين يعري الإعلام المأجور

142

بقلم / أحمد يحيى الديلمي


من يتابع الكثير من قنوات الإعلام ووسائل الاتصال الجماهيري على المستويين العربي والدولي ويدقق في أسلوب التعاطي مع أخيار العدوان السعو أمريكي السافر الذي تشنه مايسمى بقوات التحالف العربي على اليمن اختزله أحد المغردين السعوديين بقوله :
( من كثرة الكذب والأخبار الملفقة التي يبثها الإعلام المؤيد لقوات التحالف أخشى ما أخشاه أن يصل الحوثيون إلى الرياض وهذا الإعلام يؤكد أن المعارك على أبواب صنعاء وأن المدينة توشك على السقوط فنضطر الخروج إلى الشوارع لنصرخ صامدون…صامدون) .
فعلاً من يتابع الشائعات والدعايات وموجات الإرجاف والتهويل يكتشف حالة الانحطاط والسقوط الإخلاقي المريع الذي هوى إليه هذا الإعلام فالأكاذيب والأخبار الملفقة عن الانتصارات الوهمية أثبتت بما لا يدع مجالاً للشك أنه أي إعلام الدفع المسبق فقد أدنى معاني المصداقية وتخطى أسوار الخطيئة والعيب وكأن الصمود الأسطوري لأبناء اليمن حطم مخالب هذا الإعلام ودفع الكثير من القنوات إلى خلع وشاح الزيف والشعارات التي طالما تستر بها واتبع طريقة الإعلام الماكر الذي يقبح الحسن ويزين القبيح لخدمة نوايا مبهمة .
لإثبات حالة السقوط المبكر لهذا الإعلام أورد فيما يلي نماذج للأخبار التي تردد :
* اليمن قتلى وجرحى في صفوف المقاتلين الحوثيين بفعل الغارات الجوية لقوات التحالف على جبل نقم .
* قوات التحالف بقيادة السعودية تشن غارات جوية على قوات الحوثي وصالح في موقع قيادة الصواريخ بجبل عطان .
* قوات الحوثي تستهدف منازل المواطنين في خور مكسر محافظة عدن بصواريخ الكاتيوشا وتقتل امرأة وثلاثة أطفال 28/6/2015م .
* امرأة وثلاثة أطفال يلقون حتفهم بصواريخ الحوثي وصالح التي انهالت على الأحياء السكنية في مدينة تعز 28/12/2015م .
* القوات الحكومية تدفع بتعزيزات كبيرة باتجاه كرش منطقة الحدود سابقاً لاستكمال تطهير المنطقة من متمردي الحوثي وقوات صالح ودعم المقاومة في تعز لإحكام سيطرتها على المدينة 5/7/2015م .
* القوات الحكومية تدفع بتعزيزات عسكرية كبيرة باتجاه جبهة نهم والمعارك تقترب من تخوم العاصمة صنعاء التي أوشكت على السقوط 5/2/2016م .
أخبار كثيرة مماثلة تتصدر أشرطة الأخبار لكل القنوات والمواقع الأخبارية وإن اختلفت المفردات وأساليب الصياغة إلا أن المضمون واحد لم يتغير بما يوحي أنها كُتبت من شخص واحد وخرجت من مطبخ واحد على مدى ما يقرب من العام ونفس الأخبار تتكرر بأسلوب وقح مستهجن استنفدت هذه الوسائل كل الكلمات والمفردات والمصطلحات الإعلامية ولم تستنفد الأكاذيب وكلمات الزيف ، كل يوم تسقط مدينة على شاشة التلفزيون فقط بينما الواقع يؤكد غير ذلك ، ورجال الرجال يسطرون أعظم الملاحم بما يدل على سقوط المصداقية ، بالمقابل قوى العدوان تتوحش وتمعن في الفجور وتكثف غارات الطيران لتقترف المزيد من الجرائم والمجازر البشعة والإعلام الدولي والعربي يتستر عليها بكل بجاحة وصفاقة لأنه استلم الثمن مقدماً وعلى استعداد لأن يقلب الحقائق ويتعامل مع الأخبار الصحيحة بنوع من الازدراء والتجاهل إضافة إلى ما يخفيه من نوايا مبيتة تخدم المصالح العليا للدول المستفيدة من هذه الحرب .
أليست صورة بشعة تدل على الارتهان وسقوط القيم والأخلاق ؟
هل يمكن للمال أن يتلف الضمائر ويميت العقول ؟
ما يثير الحسرة ويبعث الأسى هو موقف الطابور الخامس والمرتزقة والعملاء في الداخل ممن يروجون هذه الدعايات والأخبار ويعيدون إنتاج دلالتها كمعلومات صحيحة وهم يعلمون أنها زائفة ، يتعاطون معها بأفق انهزامي ساذج عكس الاستلاب والتبعية المطلقة للأعداء ، ،مع كل هذا وذاك سيظل إيمان اليمنيين بالله وبقضيتهم وولائهم الصادق للوطن المعزز بالصبر والثبات والثقة بالنفس عاملاً هاماً يسقط كل المؤامرات ويمنع تأثير هذه الدعايات والشائعات على مشاعر وعقول البسطاء ممن كانوا ينخدعون بها في البداية إلا أن الواقع أكد غير ذلك ، فكما استطاع هذا الصمود أن يقوي الجبهة الداخلية سيعري إعلام الدفع المسبق ويحطم مخالبه .
من إبداعات حكيم الزمان الأستاذ المرحوم عبد الله البردوني :
خصمنا اليوم غيره الأمس طبعاً *** البراميل أمركت ( شيخ ضبه )
عنده اليوم قاذفات ونفط *** عندنا موطن يرى اليوم دربه
عنده اليوم خبرة الموت أعلى *** عندنا اليوم مهنة الموت لعبة
رحم الله المتنبي البردوني .. ومن نصر إلى نصر بإذن الله