الخبر وما وراء الخبر

اعترافات أمير سعودي بعدوان بلاده على اليمن واليمنيين

729

كتب: محمد علي الديلمي

لندن | 1 مارس | المسيرة نت: اعترف أمير سعودي بقيام بلاده بالاعتداء على اليمن واليمنيين, وأقر بفشل الحرب المستمرة منذ عام كامل, وزعم أن بلاده تتجنب سقوط ضحايا مدنيين، مناقضاً بذلك دعوات للأمين العام للأمم المتحدة التحقيق في مجازر بشعة طالت المدنيين.

وصرح الأمير محمد بن نواف سفير السعودية في بريطانيا على أن بلاده تسعى إلى حل سياسي في اليمن وهدفها ليس القضاء تماماً على الحوثيين أو إدامة حالة الحرب بلا نهاية هناك.

ويتناقض قول بن نواف مع شاهد الحال، فالغارات الجوية زادت من حدتها خلال الأيام الماضية, وما استهداف سوق شعبي تسبب في استشهاد العشرات من المدنيين إلا تعبير عن حالة يأس شديد لدى العدوان.

وأشار المسؤول السعودي لصحيفة “تليجراف” البريطانية إلى أن بلاد تعرب عن أسفها العميق لمقتل مدنيين في اليمن، وأن بلاده تبذل جهوداً لتجنب سقوط ضحايا من المدنيين.

وتعد تصريحات المسؤول السعودي بمثابة ذر الرماد في العيون بعد أن طالب الأمين العام للأمم المتحدة “بان كي مون” بتحقيق سريع في المجزرة التي ارتكبها العدوان السعودي بحق مدنيين في غارة استهدفت السوق الشعبي في نهم.

وأدان الأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون بشدة المجزرة التي ارتكبها تحالف العدوان السعودي في سوق شعبي شرق العاصمة اليمنية صنعاء، داعيا إلى فتح تحقيق سريع ونزيه فيها.

وأكد المتحدث باسمِ الأمين العام “استيفان دغريك”، أن بان كي مون اعتبر مثل هذه الهجمات انتهاكا خطيرا للقانون الدولي الإنساني، وقال إن “عدد ضحايا تلك الغارة هو أعلى منذ بداية العدوان السعودي على اليمن، وإنني أبعث خالص تعازي وتعاطفي العميق مع أسر الضحايا”.

وأردف قائلا “إنني أدين بشدة الغارة الجوية الواضحة التي استهدفتهم” داعيا إلى عقد جولة جديدة من محادثات السلام.

وارتكب العدوان السعودي السبت الماضي، مجزرة وحشية بحق المدنيين بقصفه سوق “خلقة” الشعبي في مديرية نهم 40 كلم شرق العاصمة صنعاء، أسفرت عن سقوط 40 شهيدا و30 جريحا على الأقل.

ومع كل ما صرح به أمين عام الأمم المتحدة إلا أن الأمير السعودي بن نواف يقر بفشلهم في العدوان على اليمن ويزعم أن حربها بسب ما أسماه الهجوم على بلاده ممن وصفهم ب “المتمردين” مع اعترافه بأن تلك الحرب “سمحت للقاعدة وداعش بالازدهار، وهو ما يمثل تهديدا واضحا للمنطقة والمجتمع الدولي”.

والواقع أن ما قاله السفير السعودي يتناقض مع واقع الحال في المحافظات الجنوبية حيث دعمت بلاده القاعدة ,وداعش بعد سيطرتهم على مدن بأكملها كعدن وشبوة وحضرموت وأبين.

ولم يعد من وجود لما يسمى بالحكومة الشرعية المدعومة من قبل الرياض.

بل لم يصدر أي بيان إدانة أو تنديد او أي موقف رسمي سعودي تجاه الأفعال المشينة من قبل القاعدة, وداعش من قتل للجنود بعمليات انتحارية متكررة ومن استهداف لكل ماله علاقة بذبح المدنيين من شمال اليمن في المحافظات الجنوبية.

وحديث السفير السعودي عن أن بلاده “تعتبر أنه من المهم معالجة وتصحيح زعزعة الاستقرار هناك باعتباره جزءا لا يتجزأ من الحرب على الإرهاب” كلام يناقضه حقيقة الأوضاع في المحافظات الجنوبية.

وأقر بن نواف خلال حديثه لتلك الصحيفة عن مساعدة البريطانيين في العدوان عبر مستشاريها العسكريين والتدريب لنظرائهم السعوديين .

وبذلك يكشف الأمير السعودي عن عدم قدرة بلاده وحدها تنفيذ العدوان لكنها تستند إلى الآخرين خاصة وأن الأسرة السعودية حرصت ألا يكون لديها جيش نظامي بقدر ما لديها جيش عائلي يحمى الأسرة من الانقلابات العسكرية.

وعليه فقد فطن عضو اللجنة الثورية العليا محمد المقالح لمثل تلك التصريحات التي يقر فيها الأمير السعودي بعدوان بلاده على اليمن.

وقال “علينا أن نتوجس من أي وساطة إقليمية أو دولية تبدو مستعجلة في هذه المرحلة لأن جميع الأطراف الإقليمية والدولية المشتبكة في أكثر من حرب في المنطقة ستحرص على تقديم تنازلات في اليمن لصالح ما تعتقد أنها مكاسب لها في سورية أو العراق”.

وشدد المقالح على أن “اليمن هي أكبر جبهات حروب السعودية في المنطقة وأكثرها تأثيرا على وضعها الأمني والسياسي في الداخل السعودي والمحيط السعودي”.

واعتبر أنه “إذا هزمت السعودية في اليمن ستهزم في كل حروبها الأخرى في المنطقة “.

و أكد أنه “علينا فقط أن نقدر وزن بطولات مقاتلينا وتضحيات شعبنا الكبيرة في تعديل كل موازين المعادلات الأخرى وتثمين كل ذلك لصالح استقلال بلدنا وكرامة شعبنا أولا وعاشرا”.

وخلاصة القول إن اليمنيين لن ينسوا على مر العقود القادمة أنهم تعرضوا لعدوان غاشم من قبل أسرة بني سعود التي تحاول التحكم في قرار الآخرين في الحرية والانعتاق من التخلف.

وهي تلك الأسرة بإجماع كل الساسة ,والمفكرين تفقد أبسط مقومات بقائها في عصر ثارت فيه الشعوب المقهورة على جلاديها من يفتعلون الحروب من أجل البقاء والمحافظة على عروشهم الوهمية.