الخبر وما وراء الخبر

الزراعة.. وخطاب الرئيس المشاط الأخير.

25

بقلم م//صدام حسين عمير

تعتبر الزراعة أهم مقومات الحياة فهي تعد مصدرا رئيسيا لحصول الإنسان على احتياجاته الغدائية اللازمة للبقاء على قيد الحياة من أجل ذلك يمارس الإنسان النشاط الزراعي بشقيه النباتي والحيواني في مختلف اصقاع الأرض و بحيث يصبح من ينتج غذاؤه يتمتع بأستقلالية في قراره ولا يتحكم به الأخرين بالنسبة لنا كمسلمين فأن انتاجنا لغذاءنا وغيره من مقومات الحياة قدر المستطاع يعتبر واجب ديني وأمر ألهي أمرنا الله سبحانه وتعالى به في محكم كتابه بأعداد العدة لنرهب عدو الله وعدونا.

وفي اليمن السعيد وخلال تاريخها القديم والحديث كانت الزراعة بشقيها النباتي والحيواني تمثل ركيزة رئيسية ومهمة للاقتصاد الوطني.

من أجل ذلك بدأ في سبعينيات القرن الماضي استهداف القطاع الزراعي في اليمن والتركيز بشكل رئيسي على زراعة و إنتاج الحبوب حيث اتبع اعداء اليمن عدة أساليب للحد من زراعة وانتاج الحبوب في اليمن كمنح اليمن مجانا بواخر محملة بالحبوب وخصوصا القمح مع السعي على القضاء على المخزون الاستراتيجي الذي تملكه اليمن من البذور لمختلف أصناف الحبوب ناهيك عن تشجيع زراعة محاصيل أخرى بدلا عن الحبوب وكل ذلك يسير معا و في خط واحد مع تغيير الموروث الزراعي لدى المزارعين اليمنيين والقائم على ظرورة ان يزرع كل مزارع مايحتاجه من حبوب طوال العام وانه بأمكانه الحصول على ما يحتاجه من حبوب عن طريق زراعة محاصيل زراعية أخرى والشراء بثمنها حبوب ونتيجة لذلك و مع الإهمال المتعمد من قبل الحكومات المتعاقبة للقطاع الزراعي وخصوصا زراعة وانتاج الحبوب تدهورت زراعة وانتاج الحبوب في اليمن.

و مع قيام ثورة الحادي والعشرين من سبتمبر ٢٠١٤م بدأت الخطى الحثيثة نحو العودة إلى الماضي التليد لليمن من زراعة وانتاج الحبوب على وجه الخصوص ليصبح استقلال اليمن متكاملا وفي مختلف الجوانب وعلى مدى سنوات العدوان السبع وعلى وجه الخصوص العامين الأخيرين من الأعوام السبعة والاشهر الاولى من الثامن للعدوان بدأ التركيز من قبل القيادتين الثورية والسياسية على القطاع الزراعي وكيفية النهوض به والعمل نحو تذليل الصعوبات والمعوقات التي تواجهه مع رسم السياسات والخطوط العريضة للنهوض به والتي كانت عادة ما تكون عبر خطابات ومحاضرات السيد القائد او عبر خطابات الرئيس ولقاءاته بالمعنيين بالقطاع الزراعي والذي كان أخرها الخطاب الذي وجهه بمناسبة عيد الفطر المبارك للعام الهجري 1443 حيث ركز الرئيس المشاط في ذلك الخطاب فيما يتعلق بالجانب الزراعي على عدة نقاط.

بدأ بدعوة كل فرد يمتلك أرض من أبناء الشعب اليمني ان يتجه لزراعتها بمختلف المحاصيل الزراعية وخصوصا الحبوب واخذ الاحتياطات اللازمة لأي مخاطر قد تحدث تؤثر على توفر المنتجات الزراعية المستوردة من الخارج لا سمح الله وخصوصا وهناك صراعات دولية لعل اهمها الحرب الروسية الاوكرانية وما نتج عنه من صراع روسي غربي تزداد تداعياته بشكل متسارع ومن اجل تنفيذ ذلك وزراعة المواطنين اكبر قدر من اراضيهم وجه الرئيس المشاط الجهات ذات العلاقة بمساعدة المزارع وتقديم التسهيلات الممكنة وإيجاد آلية لتسويق المنتجات الزراعية وفقا لوسائل حديثة تمكن المنتج المحلي من منافسة المنتج المستورد في الجودة والسعر وحتى يتسنى للجهات ذات العلاقة دعم المزارعين يتوجب عليهم التكتل والانخراط في جمعيات متعددة الأغراض.

وضمن خطابه بمناسبة عيد الفطر المبارك وجه الرئيس المشاط دعوته إلى رأس المال الوطني للاستثمار في القطاع الزراعي وعليه يتوجب على اللجنة الزراعية والسمكية العليا ووزارة الزراعة والري ووزارة والصناعة والتجارة تشجيع المستثمرين اليمنيين و تقديم التسهيلات اللازمة ليتسنى لهم الاستثمار في القطاع الزراعي بحيث يشكل المستثمرين شركات متعددة للاستثمار في القطاع الزراعي وتخضع تلك الشركات لإشراف اللجنة الزراعية والسمكية العليا ووزارة الزراعة والري بحيث يتم توجيه تلك الأموال للاستفادة منها وبشكل فعال في دعم المزارعين لزراعة اكبر قدر ممكن من اراضيهم كتوفير مدخلات الإنتاج الزراعي لهم وبأقل تكلفة ومن ثم شراء ما انتجه المزارعين وتسويقه للسوق المحلي.

لذا الجميع معنيون في الجبهة الزراعية كلا في موقعه ببذل قصارى جهده للنهوض بالقطاع الزراعي ولتكن لنا الجبهة العسكرية والقطاع العسكري مثالا للنجاح يحتذى به.

والله من وراء القصد.