الخبر وما وراء الخبر

الحل العسكري والسلام في اليمن

31

بقلم// فاضل الشرقي

تكاد تجمع كل دول العالم – بما فيها دول العدوان – على أنّه لا حلّ عسكري في اليمن وأنّ الحلّ هو سياسي لا غير، وتشدوا الأمم المتحدة ومبعوثها لليمن بالحل السياسي وتحقيق السلام على مدار الساعة، ودائماً ما يترافق مع دعوات السلام والحل السياسي أعنف الهجمات والضربات العسكرية، وتشديد خانق لكل إجراءات الحضر والحصار.

الدعوات والمناشدات للسلام والحل السياسي في اليمن من طرف العدوان وبقية الدول الداعمة له هدفها المخادعة والتضليل، واقناعنا بالتخلي عن السلاح، والتصدي للعدوان، والدفاع المسلح، وجرّنا للوقوع في خديعة ومكر هذه الدعوات البراقة، ونحن عندما ندعوا للسلام ونشدّد على الحل السياسي فالهدف اقناع دول العدوان ومن يقف وراءها أنهم لن يحققوا شيئاً بالقوة والسلاح والحرب والعدوان، وأننا متمسكون بسلاحنا لأنه الكفيل بتحقيق السلام والحل السياسي.

وبالتالي لن يحقق السلام ويحل الصراع في اليمن ولا في غيره إلا عسكرياً، وكل ما يقال عن حل سياسي وهم وخيال وسراب، فخلال ست سنوات من العدوان لو كان هناك حل سياسي لكان قد حل ورأيناه ولمسناه فلا يوجد أيّ مانع من الحل السياسي لتحقيق السلام، من الذي يمنع الغربيين، والأوروبيين، والأمريكيين، والصينيين، والروسيين، والسعوديين، والخليجيين، والأمريكيين، ومجلس الأمن، والأمم المتحدة، وكل العالم من تحقيق الحل السياسي واحلال السلام؟ وما المانع من ذلك؟

لا يوجد أيّ سبب ولا أيّ مانع إلا الإصرار على الخيار العسكري، وهذا يعني أنّ الحل هو عسكري بامتياز، وهم يعرفون ويدركون جيداً أنّ الحل في فم البندقية وقبضات الزناد، والأمريكييون هم أصحاب المقولة الشهيرة (إذا أردت السلام فاحمل السلاح).

طيب نحن مع الحل العسكري ونؤمن ونعتقد أنه لا حل إلا عسكرياً، ولن تحل كل المشاكل إلا عسكرياً، ولن تتحرر فلسطين والقدس إلا عسكرياً، ولن تخرج أمريكا وذيولها من منطقتنا إلا عسكرياً، ولن تتحرر اليمن ويتوقف العدوان إلا عسكرياً.

مؤمنون ومقتنعون بأن ليس هناك إلا حل واحد وهو الحل العسكري الذي سيجلب ويأتي بالحل السياسي ويحقق السلام، وذلك بقوة الله وفضله ونصره وتأييده على أيدي رجال الرجال في كل الجبهات، وهذا هو معنى قول الله كلما يتكلم ويحرّض ويرغب في الجهاد: (ذلكم خيرٌ لكم إن كنتم تعلمون) وذلك معنى قول الله: (كتب عليكم القتال وهو كره لكم وعسى أن تكرهوا شيئاً وهو خير لكم وعسى أن تحبوا شيئاً وهو شر لكم والله يعلم ولا تعلمون)

إنه الجهاد والقتال في سبيل الله -الحل العسكري- الذي سيحقق السلام والحل السياسي لأنه أب وأم كل الحلول في هذه الدنيا منذ خلقت وإلى اليوم، والا قولوا لي في أي بلد وأي مشكلة كبرى في هذه الدنيا ولم يتم حلها وتسويتها إلا عسكرياً قبل كل شيء لأنه يعتبر مفتاح كل الحلول وأبوها.