الهدنة تفضح “سماسرة الحرب”.. المرتزقة منزعجون من تخفيف معاناة المواطنين!
لا زالت أصداء الهدنة التي أعلنتها الأمم المتحدة تدوّي كفضيحة لمرتزقة العدوان بكل تشكيلاتهم، إذ لم تكشف فقط أنهم مسلوبو القرار والإرادة بشكل كامل، بل إنهم أيـضا يقتاتون على معاناة الشعب اليمني ومتاعبه.
فبالرغم من التفاؤل النسبي باحتمالية تخفيف الأزمة التي يعانيها البلد في حال التزم تحالف العدوان بمتطلبات الهدنة، عبر المرتزقة عن انزعـاج كبير من مضمون وتفاصيل الاتّفاق الذي رعته المنظمة الدولية، الأمر الذي أظهرهم كأعداء صريحين للسلام ولكل ما من شأنه أن يخفف عن المواطنين.
جانب من انزعـاج المرتزقة جاء بسبب أن اتّفاق الهدنة تم إبرامه بين الأطراف الفعلية في المواجهة، وهي صنعاء وقيادة تحالف العدوان، ولم يكن لحكومة الفارّ هادي أي دور أو مشاركة أو حتى علم بها، وهو ما مثّل صفعة قوية -على الرغم من أنها ليست الأولى من نوعها- للمرتزقة الذين يحاولون منذ سبع سنوات أن يلعبوا دور “ممثلي الشعب” و”السلطة الشرعية” أمام العالم.
أما الجانب الآخر والأكثر غرابة من انزعـاج المرتزقة فجاء مرتبطا بمضمون الهدنة نفسها، وهو التخفيف عن المواطنين، حيث هاجم العديد من نشطاء المرتزقة موافقة تحالف العدوان على تخفيف إجراءات الحصار والقيود المفروضة على مطار صنعاء وموانئ الحديدة، في رد فعل فاضح كشف حجم حرصهم على استمرار معاناة اليمنيين ومضاعفتها.
عضو الوفد الوطني المفاوض، عبد الملك العجري، علّق على هذه الحالة قائلا إن: “ردة الفعل الغريبة للمرتزقة تجاه الهدنة -مع أنها خطوة متواضعة جـدّا إزاء الاستحقاقات الإنسانية المطروحة على طاولة المفاوضات- تظهرهم كما لو أنهم قد قطعوا صلتهم باليمن، فلا أهله أهلهم ولا شعبه شعبهم”.
وأضاف: “نصيحتي لأولئك الذي أبدوا حنقهم للهدنة أن يستفيدوا من رمضان كمحطة روحية للتخفف من أحقادهم وأمراضهم”.
واعتبر بعض نشطاء المرتزقة (وبالذات من حزب الإصلاح) أن ما تضمّنه اتّفاق الهدنة بخصوص فتح المعابر في محافظة تعز “استهتارا” و”مهزلة”، في تأكيد واضح على أن فصائل المرتزقة هي المستفيدة من إغلاق الطرقات في المحافظة.
وكان وزير خارجية الفارّ هادي، المرتزق أحمد عوض بن مبارك، قد أقر بمسؤولية حكومة الخونة عن إغلاق المعابر في تعز عندما أعلن أنه تلقى توجيهات بفتحها لرفع “الحصار” عن المدينة، حسب تعبيره.
وقد مثّل إعلان الهدنة بين صنعاء وتحالف العدوان فضيحة أخرى لمسرحية “مشاورات الرياض” التي حاول المرتزقة أن يتظاهروا من خلالها بأنهم يملكون قرار “السلام”.