كيف نقضي شهر رمضان؟
بقلم// فاضل الشرقي
يعتبر شهر رمضان المبارك من أفضل الشهور عند الله، وأيامه ولياليه من أفضل الأيام والليالي، وكلّ ساعاته وأوقاته من أحسن الأوقات وأفضلها، ويمثل أعظم فرصة سنوية للإنسان ومحطة يتزود منها بالإيمان والعمل الصالح والتقوى.. التقوى التي يعرفها السيد حسين بدرالدين الحوثي “رضوان الله عليه” (بأنّها حالة نفسية يخلقها الإيمان الواعي والتصديق العملي) وهي غاية مهمة وأساسية من غايات الصيام وأهدافه، حيث يقول الله سبحانه وتعال: (يا أيها الذين آمنوا كتب عليكم الصيام كما كتب على الذين من قبلكم لعلكم تتقون) أي: لعلّ ورجاء أن تحصلوا على تقوى الله في أنفسكم وأعمالكم، وتقوى الله هي غاية أساسية للمؤمنين، ومن أهم مصادرها حسن صيام شهر رمضان وقيامه، وتلاوة كتاب الله فيه، وترتيل آياته، وتدبرها، وتأملها، والإهتداء بها، وتعتبر العلاقة وثيقة بين الصيام وبين القرآن الكريم، لأنّ الله اختص القرآن واختص شهر رمضان أيضا بأن أنزل فيه القرآن كما قال الله تعالى: (شهر رمضان الذي أنزل فيه القرآن هدى للناس وبينات من الهدى والفرقان) وأنزله في ليلة من ليالي شهر رمضان هي ليلة القدر التي هي خير من ألف شهر، كما قال الله سبحانه وتعالى في سورة القدر.
بهذا يكون أمامنا فرصة عظيمة وثمينة في شهر رمضان للحصول على التقوى، وتحقيقها في أنفسنا وأعمالنا، والإرتباط بالله سبحانه، وبكتابه القرآن الكريم، والإهتداء به، من خلال المجالس الرمضانية والمساجد التي يقام ويطبق فيها البرنامج الرمضاني ليليا، ومحاضرات ودروس السيد القائد يحفظه الله، مع ضرورة الإهتمام بذكر الله، وتسبيحه، واستغفاره، والصلاة النافلة لله في البيوت أو في المساجد بشكل فرادى وليس جماعة، لأنّه لا صلاة جماعة إلا الصلاة المفروضة الواجبة، أما النافلة والتطوع فهي تؤدى فرادى، وبهذا أمر وعنه نهى رسول الله صلوات الله عليه وعلى آله.
من المؤسف أنّ الكثير يزدادون ضلالًا، وغوايةً، وقسوةً، وابتعادًا عن الله في شهر رمضان من الرجال والنساء والشباب والشابات بسبب سوء الإستغلال لنهار شهر رمضان بالنوم، وليله بالسهر على الألعاب، والتخازين، والحلقات، والمسلسلات التي تنتجها المؤسسات الإعلامية والإنتاجية العربية والأجنبية المائعة والساقطة بهدف تنفيذ خطط، وبرامج، ومشاريع الإستهداف المنظم والفساد الثقافي- الحرب الناعمة- ومسخ الهوية الإيمانية، ولضرب كل القيم والمبادئ الإسلامية.
من المهم- جدًا- في شهر رمضان التعامل مع الناس باحسان، وإكرام، وأدب، واحترام، والإهتمام والإحسان لأسر الشهداء، والجرحى، والفقراء، والمساكين، واليتامى، والأرامل، والمرضى، والمعسرين، والمحتاجين، وتعزيز فرص وأوجه التعاون والتكافل الإجتماعي، فإن الله لا يضيع أجر المحسنين.
كذلك لا ننسى الإهتمام بالجهاد في سبيل الله، وتقوية الجبهات، وتعزيز صمود المرابطين، والشد على أيديهم، وتقويتهم، وزياراتهم، والإهتمام بأسرهم، وأولادهم، والإحسان إليهم، فمن خلف مرابطًا، أو رعى له حرمه كتب الله له مثل أجره مِثلًا بمثل، ووزنًا بوزن، مع ضرورة النفير للجهاد، والمشاركة في الجبهات، فشهر رمضان هو شهر الجهاد والقتال في سبيل الله، وفيه كان أول نصرٍ للمسلمين في معركة بدر، وفيه كان فتح مكة.
نسأل الله- سبحانه وتعالى- أن يكتب لنا السعادة، وأن يختم لنا بالشهادة في سبيله.. شهادة يرضى بها عنا، ويغفر لنا بها كل ذنوبنا، ويرزقنا بها كرامة الدنيا والآخرة.
الرحمة للشهدا، الشفاء للجرحى، الحرية للأسرى، والنصر لشعبنا المظلوم.