أهمية حصاد مياه الأمطار والحفاظ على المياه وأثره في التـنمية المستدامة
بقلم المهندس|| هلال محمد الجشاري
اليمن بالرغم من تنوعها المناخي والجغرافي، ووفرة الأمطار في موسمها غير أنه و للأسف هناك عدد من المناطق التي تفتقر إلى أي شكل من اشكال نظم الحصاد المائي على الرغم من امتلاكها خصائص ومميزات تؤهلها من تطبيق نظم الحصاد المائي بالاعتماد على عدة ثوابت أهمها جريان اكبر كمية من مياه السيول المطرية عبر أراضيها وكذلك لامتلاكها أهم شروط نجاح الاختيارات الموقعية لتقنيات الحصاد المائي حيث تتمتع أراضيها في مواسم الإمطار بتدفق مائي غزير للسيول المطرية.
علاوةً على ذلك خلو أرض هذه المناطق من الصدوع والشقوق الأمر الذي ساهم في اختيارها كأفضل المناطق المناسبة للحصاد المائي.
نحن حاليا في بداية موسم الأمطار , حيث يمن الله علينا بالأمطار بمعظم المحافظات والمناطق اليمنية والاجواء تبشر بهطول أمطار غزيرة خلال الايام القادمة وهذه نعمه يجب الحفاظ عليها واستغلالها الاستغلال الامثل فرغم الكميات الكبيرة من الامطار والسيول.
و في المقابل ينخفض المخزون المائي ويكاد يجف في اغلب مواقع القيعان والتي كانت تقع على بحيرات مائية ومخزون مائي كبير، وهنا يجب علينا جميعا “حكومة , مجتمع , مزارعين …الخ” العودة الجادة الى الله والى هداه والى العمل كأمة واحدة والتمسك بثقافة القران قال تعالى : (سورة الجن_ 16)
( وَأَن لَّوِ اسْتَقَامُوا عَلَى الطَّرِيقَةِ لَأَسْقَيْنَاهُم مَّاءً غَدَقًا، وكما يجب علينا الثقة المطلقة بالله سبحانه وتعالى وقال تعالى 😞 (أَفَرَأَيْتُمُ الْمَاءَ الَّذِي تَشْرَبُونَ (68) أَأَنتُمْ أَنزَلْتُمُوهُ مِنَ الْمُزْنِ أَمْ نَحْنُ الْمُنزِلُونَ (69) لَوْ نَشَاءُ جَعَلْنَاهُ أُجَاجًا فَلَوْلَا تَشْكُرُونَ (70)
بل لقد باتت الموارد المائية المتاحة لا تكفي لسد الإحتياجات المختلفة للسكان وعلى وجه الخصوص الاحتياجات الزراعية في عدد من المحافظات ومما زاد الأمر سوءاً طبيعة البنية التضاريسية لبعض المحافظات ووقوعها على خط تقسيم المياه وهذا ساهم في ضياع القسم الأكبر من الموارد المائية المتاحة (مياه الأمطار والسيول) عبر الشقوق الأرضية والسطحية نحو الوديان وصولاً إلى البحار دون الاستفادة منها في تغذية الخزانات الجوفية إلا الجزء اليسير ، بالاظافة الى التوسع المستمر في زراعة القات وهدر كميات كبيرة في ريه وغير ذلك.
هذا لا يعني ان نقف مكتوفي الايدي بل يجب علينا السعي لتحقيق اكبر استفادة ممكنة من مياه الأمطار وجريانها السيلي لتعويض كل ذلك الفاقد من خلال إبراز الدور المجتمعي في الحصاد المائي كوسيلة لتعويض النقص الحاصل في المياه وتوفير مصدر إضافي لها يتم استخدامه في الري التكميلي أثناء تراجع كميات الأمطار أو الجفاف.
يجب علينا استشعار المسئولية تجاه ما سبق، واستغلال موسم الأمطار الاستغلال الأمثل من خلال حصاد مياه الأمطار وعدم التبذير ونكران النعم والسعي الى تنظيف السدود والحواجز والبرك والكرفانات وقنوات الري وحصاد مياه الامطار وفي المقابل انشاء وتركيب كل ما يقلل من استهلاك المياه كون الجانب الاقتصادي من اهم الجوانب للنهوض بالأمة وذلك لأهميته البالغة في تحقيق التنمية المستدامة للموارد المائية المتاحة والمحدودة في ظل ارتفاع وتيرة التنمية والزيادة في النمو السكاني والزراعي والعمراني الذي تشهده البلاد ، هذا يتجلى من خلال العودة الصادقة الى الله سبحانه وتعالى.
هذا بالإضافة إلى استخدامه في زيادة منسوب المخزون الجوفي من خلال احتجاز مياه الأمطار والسيول المارة عبر المنخفضات الأرضية على شكل بحيرات وحواجز تتصف بشروط الخزن المثالية والاحتفاظ بالمياه قبل دخولها مناطق الشقوق والفوالق , واختيار المناطق المناسبة لحصاد مياه الإمطار والسيول والغير مشمولة سابقاً بنظم وتقنيات الحصاد المائي
بالإضافة الى أن هناك مواقع كثيرة مناسبة لعمل كرفانات حصاد مياه وعمل برك ترابية واخاديد كبيرة لحجز المياه في عدد من القيعان الرئيسية بعدد من المحافظات وهذه يجب استغلالها لتغذية الحوض المائي بها وكما يتطلب منا جميعا نشر الوعي والارشاد بين اوساط المجتمع بأهمية ترشيد استخدام المياه بشكل عام وخصوصا المياه الجوفية والعمل بروح الاخاء والمبادرة وعمل الكرفانات والسدود وتفعيل العمل بالمشاركة المجتمعية صفا واحد كالبنيان المرصوص حتى نصل جميعا بالسفينة الى بر الأمان ولننتصر في جبهتنا التنموية لتعزيز الصمود قال تعالى ( وَقُلِ اعْمَلُوا فَسَيَرَى اللَّهُ عَمَلَكُمْ وَرَسُولُهُ وَالْمُؤْمِنُونَ ۖ وَسَتُرَدُّونَ إِلَىٰ عَالِمِ الْغَيْبِ وَالشَّهَادَةِ فَيُنَبِّئُكُم بِمَا كُنتُمْ تَعْمَلُونَ ).