ترجمة مختصرة في صرخة الشهيد القائد..
بقلم// فهمي اليوسفي
بدون أن تلامس أناملي جرس الاستئذان.
أقول بهذه الذكرى ذكرى الشهيد القائد السيد حسين بدر الدين الحوثي.
لقد أتى هذا القائد الثائر من عائلة علمية تحمل قيم دينية تسلح بها وأنتجت لديه سلوك إنسانيا رافضا للفساد والاستعباد والاستبداد وكراهية مطلقة للمشاريع اللاإنسانية التي تروجها مراكز القوى التقليدية المؤمركة بما فيها الوهابية المتوحشة بعد ان شكلت لديه قناعة ذاتية بالحفاظ على الهوية الايمانية وعدم التفريط بالسيادة الوطنية .
تجسد لدى الشهيد القائد القيم القرآنية وهي قيم إنسانية ١٠٠% ولهذا السبب انحاز للوطن ضد أعداء اليمن ضد التوحش التغريبي.
من يعود لأرشيف الذاكرة التاريخية صيف 94م سيجد أن المهرجان الذي عقده بصعدة في تلك الفترة شاهد عيان حتى اليوم توج بفتوى دينية لوالده العلامة الراحل بدرالدين الحوثي رحمة الله تغشاه وطيب الله ثراه الذي جرم من خلالها فتوى الوهابية للزنداني والدليمي ورفض المشاركة في اجتياح ونهب الجنوب ولا زالت تلك المواقف المشرفة منحوتة بوجدان الذاكرة السياسية والتاريخية لليمن بشكل عام والجنوب بشكل خاص.
تلك المواقف نابعة من إيمانه العميق بتلك القيم الجميلة بعد أن كان على إدراك بمشاريع واطماع اللوبيات الصهيوأمريكية وأدواتها الإقليمية بالخليج او النظام بالداخل وكافة الأجندات التابعة لها.
الشهيد من وقت مبكرا كان مدرك للخطر الأمريكي بالمنطقة الشرق أوسطية واليمن تحديدا ويعي مخططاته القريبة والبعيدة المدى من خلال اطلاعه المستمر على كتب التاريخ والاقتصاد إضافة لتجربته البرلمانية ومعايشته للوسط السياسي في تلك المرحلة فأفرزت لديه نضوجا سياسيا وثوريا متقدما.. على ضوئه وضع خارطة طريق لثورته بدء من مدرسة ثورية لتجسيد القيم ذات الطابع الوطني والانساني والإيماني أي التي تسلح منهجا وسلوكا فكانت عاملا أن يتخذ قرارا بتفعيل وتنظيم ورفع درجة نشاط تلك المدرسة “الشباب المؤمن” بعد أن وضع مشروعا لإدارتها على ضوء ظروف الواقع.
من ثم غادر البرلمان وتفرغ لتلك المدرسة بهدف بناء الحلقات الثورية لتكون المدماك الأول لثورة الوعي باعتبار توسعة الوعي الجمعي والإيمان بتلك القيم يصنع وصنع ثورة لم تنطفئ حلقاتها حتى اليوم.
كان هذا العمل مزعجا للكوكتيل الغربي وللنظام ذاته في صنعاء الذي تأسس عام ٧٨م وهو نظام يحمل ماركة أمريكية سعودية وغارقا بالفساد والإرهاب وولائه لتلك القوى الإمبريالية والرجعية.
لم يبقى أمام تلك القوى الامبريالية غير محاولة إجهاض مشروع الشهيد القائد منها استقدام المجاميع السلفية المتوحشة الي منطقة دماج بدعم أمريكي سعودي وبإشراف قائد العصابة العميقة بالداخل الصريع على عبدالله صالح وبجانبه المجرم على محسن وجزء من أهداف تلك الامبريالية القتل لمدرسة الشهيد لكن إرادته كانت أقوى من تلك الأعمال المضادة.
ونظرا لاستمرارية الشهيد في هذه المدرسة الثورية والوطنية فقد كان ذلك كابوسا مزعجا لتلك القوى الإمبريالية وأدواتها الإقليمية والداخلية خصوصا عندما يسمعون صرخته الثورية الموت لأمريكا.. الموت لإسرائيل إلى آخره.
بلا شك تلك الصرخة أصبحت كابوسا مرعبا لتلك القوى المضادة لمدرسة الشهيد ولم يبقى أمامها سوى اتخاذ قرار بتصفيته ومن تتلمذ على يديه غير مدركين أن ذاك سوف يتحول الى جدوى تأسيس للمشروع الثوري والقرآني للشهيد العظيم.
على ضوئه شنت السلطة في حينه حربا دون مبرر ضده لكونه رفض الظلم والفساد لكنه استطاع وضع حجر الأساس لثورة القرن الواحد والعشرون في بلدنا ضد غطرسة النظام الفاسد الذي تأسس ويدار بالريموت كنترول من المطابخ السعودية والأمريكية.
هذا الموقف للشهيد هو موقف ثائر ضد الهيمنة الأمريكية ولم يساوم أو يتراجع بل ظل صنديدا عنيدا حتى فاز بالشهادة.
هنا نقطة الانطلاق لمشروعه الثوري ضد الفساد والإرهاب ومن يقف خلفهم من الأمريكان وبقية اللوبيات الصهيونية.
ونظرا لازدياد درجة الهلع والخوف لقوى الاستكبار من تلك المواقف الثورية للشهيد القائد ومدرسته فقد استمرت غطرستهم بشن حروبا ظالمة على صعدة ولكن أصبحت عاملا لتنامي ثورته حتى أن إسرائيل شنت حربا على حزب الله في العام 2006م وهي امتداد لمشاريع الهيمنة الصهيوأمريكية بالمنطقة لكن موقف الشهيد حسين جذر لغة وثقافة المقاومة المضاد لتوحش الامبريالية.
صرخة الشهيد.
علي هذا الأساس أعتبر أن صرخته هي صرخة ثائر أنجبت ثورة لازالت حلقاتها حتى اليوم تقاوم دول العدوان.
وستظل تلك الصرخة تهز عروش المستكبرين..
هي صرخة ثائر وهب حياته للدفاع عن الكرامة والحرية.
هي صرخة
ضد الاستبداد والاستعباد.
ضد اللصوصية والفساد.
هي صرخة أسست مدرسة ثورية كل لحظة يتخرج منها 1000 ثائر.
هي صرخة أفزعت جارتنا ألمؤمركة المتصهينة..
هي صرخة ثائر قال لا وألف لا للتفريط بالسيادة الوطنية.
هي صرخة ثائر قال لا وألف لا للعسقبلية المتغطرسة هي صرخة ضد القتل والنهب والفساد والإرهاب.
هي صرخة لأجل دولة عادلة لا دولة تطرفية تدار بالريموت كنترول من سفارات الرباعية.
هي صرخة ثائر ضد تجار الحروب..
هي صرخة تهدف لإيجاد حلاً عادلاً لمجمل القضايا الوطنية برمتها.
هي صرخة لأجل تعميق وتجذير ثقافة الحوار والحب وليس لأجل ثقافة الإرهاب الدموي المتوحش.
هي صرخة مظلوم ضد الظالم.
إذاً.. تلك الصرخة هي أول شرارة لثورة القرن الواحد والعشرين في اليمن.
تلك الصرخة هي اليوم مستمرة ضد العدوان الذي تشنه القوى الإمبريالية والرجعية بقيادة الكيان السعودي.
إن هذا الشهيد كأن عميقا بفكره المستنير ورجل سياسي حتى النخاع وكان شخصية تحمل مبادى جميلة لإنقاذ أمة.
من يعود لقراءة محاضرته المدونة في كتيبات الملازم سيجده ترجمته المتقدمة للمستقبل وكأنه حاضرا بيننا اليوم.. ونتمنى أن نستفيد جميعا من مخرجات فكره الثوري والغوص بعمق فيما بين السطور لأنها مخرجات إنقاذيه للأمة.
مسك الختام بهذه الذكرى أقول كم كان الشهيد القائد عظيما في مواقفه الإنسانية والوطنية وبهذه الصفات الرائعة وهو اليوم من وجهة نظري حاضرا معنا كمشروع ثوري توعوي جميل في التصدي لقوى العدوان من خلال مسيرته القرآنية والثورية ونحن على دربه سائرون..
سنستمر بإطلاق صرخته المدوية ونقولها بأعلى صوت من أقصى الشمال لأقصى الجنوب.
الله أكبر
الموت لأمريكا
الموت لإسرائيل
اللعنة علي اليهود
النصر للإسلام.
وكل من هو مؤمرك أو متسعود ومع العدوان يشرب من ماء البحر..
*نائب وزير الإعلام