الخبر وما وراء الخبر

صرخ الحسين في زمن الصمت

5

بقلم// عدنان الكبسي (أبو محمد)

في مرحلة الموت السريري للأمة الإسلامية، تأسس للصمت جداره الفولاذي، والخوف أرسى جذوره في نفوس المسلمين كباراً وصغاراً، والخشية تتعاظم من أمريكا الشيطان الأكبر.

في مرحلة تعززت الروح الإنهزامية لدى الأمة، فاستسلم العظماء، واندهش العامة من هول المرحلة وكادت القلوب أن تبلغ الحناجر، فلم يعوا ماذا يعملون؟!، عم اليأس وتجذر القنوط في قلوب الشعوب.

خرجت أمريكا معلنة أنه من لم يكن معها فهو ضدها، ودعا داعي حلف الشر فتسابق حكام المسلمين وزعماء العرب ليتبعوه خاشعين مهطعين مقنعي رءوسهم لا يرتد إليهم طرفهم في حضرة الأمريكي وأفئدتهم هواء.

حُشر الجميع بين يدي الشيطان الأكبر لا يتكلمون إلا من أذنت له أمريكا ليرتفع صوته ضد شعبه، وليكمم أفواه من يصدعون بالحق، وأعلنوا أن أمريكا الأكبر، وخشعت أصوات علماء السوء أمام كبرياء أمريكا فلا تسمع إلا همساً، يسلقون أعداء أمريكا بألسنتهم الحداد تفسيقاً وتكفيراً.

تجند الجميع في معسكرات أمريكا، فصارت الحكومات العربية عبارة عن أقسام شرطة ضابطها السفير الأمريكي وقادتها في البيت الأبيض، عمل قسم الشرطة ضبط من ليس له رغبة بأمريكا وضرب من يتمرد على الإدارة الأمريكية.

حتى العلماء لم يكونوا بمنأى عن التجنيد لصالح الإستخبارات الأمريكية ولكن مهمتم تدور حول تكفير وتفسيق كل صوت يُرفع ضد الأمريكيين والإسرائيليين، لا يرون كفر أمريكا، وأصواتهم تعلو في تكفير من يعادي أمريكا.

فقط الحسين يخرج من مران ليصرخ ضد أمريكا، وفوهات بنادق العملاء إلى صدره، وخطابات العلماء ضده، كفر الحسين حين كفر بأمريكا، وقُتل الحسين حين أرادها حرباً على أمريكا.

صرخ الحسين في زمن الصمت، وتحرك في زمن التخاذل، وحمل هم الأمة يوم فقدت الأمة مهمتها، وتحرك ناهضاً بالمسؤولية يوم تنصل قدوات الأمة من حكام وعلماء عن المسؤولية.

خرج الشهيد القائد السيد حسين بدرالدين الحوثي رضوان الله عليه بعزة الإيمان وعظمة القرآن، لا يقبل بالذل، ولا يقبل بالهوان، ولا يقبل بالقهر، ولا يستسيغ الظلم والهوان أبداً، امتلأت جوانحه بالعزة وتجلت في موقفه، في شموخه، في إبائه، في حزمه، في ثباته، في كلامه، في منطقه، حراً أبياً يأبى الضيم ويأبى الظلم.

صرخ الحسين في وجه أمريكا محطماً جدار الصمت، ومخرجاً للأمة من حالة السكوت إلى التكلم بملئ الفم ضد الأمريكيين والإسرائيليين، وكسر حاجز الخوف، وأعاد للأمة الأمل والثقة بالله سبحانه وتعالى، يقول السيد القائد عبدالملك بدرالدين الحوثي حفظه الله: (من أهم إنجازات الشهيد القائد رضوان الله عليه ، أنه حطم جدار الصمت ، وكسر حاجز الخوف ، وأعاد الأمل والثقة في مرحلةٍ عصيّة ، ما قبل عشر سنوات بعد أحداث الحادي عشر من سبتمبر بعد التحرك الأمريكي والغربي غير المسبوق في ظل هجمةٍ عسكريةٍ وإعلاميةٍ وسياسية غير مسبوقةٍ على أمتنا الإسلامية ، الكثير صمتوا والكثير استسلموا والكثير رهبوا والكثير احتاروا غلبت عليهم حالة الحيرة ، وانسد الأفق أمامهم ولم يعرفوا ماذا يفعلوا ، فهو حطّم جدار الصمت في تلك المرحلة ، وكسر حاجز الخوف ، وأعاد الأمل والثقة بالله سبحانه وتعالى).