الخبر وما وراء الخبر

العودةُ للعسكرة

11

بقلم// مرتضى الحسني

قديماً تُعرّفُ العسكرةُ بأنَها تجنيدُ الناسِ وتدريبُهم للقتالِ والدفاعِ عن الأرضِ أو استخدامُهم في الغزوِ وما إلى ذلك ، وإباحةُ كل ماهو ظاهرٌ على أرضِ العدوِ باعتبارهِ مكسباً للمنتصرِ وحقاً له دونِ مراعاةِ الحُرمات أو الأخلاقِ أو القيم إلا في النادر؛ ومع تطورِ العالمِ وزحفِ العمرانِ على الأرضِ وترسيمِ الحدود وتخلخلِ الرخاء والأمن حول العالمِ والمعاناةِ من آثارِ الحروبِ خاصةً العالميةِ الثانية، أُنشأ القانون الدولي الإنساني وبموجبِه يتمُ الفصلُ بين الأهدافِ العسكريةِ والمدنيةِ سواءً البشر أم الحجر.
شيءٌ رائعٌ وجميلٌ أنْ يوضعَ حدٌ يُميّزُ مابينَ العسكري والمدني ويجعلُ للحربِ أخلاقاً تحفظَ للأبرياءِ أرواحهم وأملاكهم وخصوصياتهم.. إذاً بوجودِ هذا الشيءِ انتهت العسكرةُ وأصبحَ العالمُ ذا نُضجٍ وحداثةٍ في السلمِ والحربِ ويفرّقُ بين العسكري والمدني وموحياً بنهايةِ العسكرة.

ولكن مايحدثُ في عدوانِ تحالفِ الشرِّ على بلادِنا يُدحظُ كلَّ تلك القوانين ويتعاملُ معها مثل (الأطرش بالزفة) عائداً بنا إلى زمنِ العسكرةِ باتخاذِهِ كلّ ظاهرٍ على الأرضِ اليمنيةِ عُرضةً للقصف والدمارِ في أيِ وقت، هذا إن لم يكن قد تعرضَ للضرب من قبل.

أشغلَنا تحالفُ العدوانِ بإعادةِ الأملِ ولم نكُ نعيِ بهذه الكلمةِ التي يُطنطنُ بها في كل قنواته ويتغنى بها في كلِّ مؤتمراته بأنّ الأملَ هو عسكرتُنا وإعادتُنا إلى الزمنِ الغابرِ حتى وإنْ كُنّا لا نعرفُ شيئاً من التطورِ والتحضرِ والتمدنِ سوى بعضِ الجسورِ الخرسانية والآبارِ النفطيةِ و أسوءِ شبكات الاتصال الحديثةِ وخاصةٍ الإنترنت والقليلُ من البنى التحتية المتواضعةِ جداً ، والحمدلله لم يألو التحالفُ جهداً في التهاونِ معها فكانت أولَ أهدافِهِ مدعياً عسكريتها لا مدنيتها وآخرها شركةُ الاتصال الدولية(تيليمن)!!!.

عسكرَنا التحالفُ لتدميرِنا واجتهدَ في ذلك ومدعياً بأنّ ذلك يتماشى مع القانون الدولي الإنساني وأيضاً في الاحترازِ من الضررِ الذي سيلحق به منّا بحسبِ قوله.

حججُ التحالفِ واهيةٌ في مضامينها أولاً ومفضوحةٌ في أفعالِها ثانياً وسيفندها الشظفُ اليمني سواءً في الميدانِ العسكري أو السياسي ، وسيأتي اليومُ الذي ينزعُ فيه جبروت الغزاةِ وطغيان الأنذالِ ويذيق كلَّ أولئك الأنذالِ من شذاذِ الآفاق علقمَ الندامةِ الموت ؛ وليس ذلك على الله ببعيد.