الخبر وما وراء الخبر

التنمية المستدامة وأبعادها الامنية

11

بقلم د// شعفل علي عمير

منذ أن تطور الإنسان واكتشف أهمية بعض الموارد الطبيعية كالمعادن وتعلم كيف يربي الحيوانات ويستغلها لأغراضه الشخصية، ومنذ أن اكتشف النار والزراعة، تطور كذلك تعامله مع البيئة، وكلما تقدم في التطور، كلما تعقد ذلك التعامل. فمن طور الإنسان المستعمل للموارد الطبيعية البسيطة وفي شكلها الخام، انتقل إلى طور الإنسان الذي أصبح يفكر في تحويلها من مادتها الخاصة إلى شكل قابل للاستعمال.

التنمية المستدامة هي العلاقة بين النشاط الاقتصادي واستخدامه للموارد الطبيعية في العملية الإنتاجية وانعكاس ذلك على نمط حياة المجتمع بما يحقق التوصل إلى مخرجات ذات نوعية جيدة للنشاط الاقتصادي وترشيد استخدام الموارد الطبيعية بما يؤمن استدامتها وسلامتها دون أن يؤثر ذلك الترشيد سلبا” على نمط الحياة وتطورها وهو نمط من أنماط استخدام الموارد المتاحة بهدف تلبية الحاجات البشرية ، مع الحفاظ في نفس الوقت على البيئة، وبحيث تكون الاستجابة لهذه الحاجات ليس من أجل الحاضر أو المستقبل القريب فقط ، بل من أجل المستقبل بجميع أبعاده.. من أجل توفير أفضل أساس ممكن لتخصيص الموارد، ووضع القواعد، وصياغة السياسات وصنع القرار.

عندما يتدخل الإنسان في الأوساط الطبيعية ويستغل مواردها بكيفية غير عقلانية. النتيجة هي اختلال التوازنات الذي يؤدي إلى طغيان مكونات بيئية وتراجع واندثار مكونات أخرى وهنا يجب ان لاتكون تنمية احد القطاعات على حساب موارد قطاعات اخرى بل يجب إحداث تنمية متوازنة تضمن ديمومتها والمحافظة على موارد التنمية بالاستخدام الكفوء لتلك الموارد وربط البيئة بسياسات الإنتاج حتى لا تكون الضريبة كبيرة جراء الاستعمال العشوائي لعناصر وطرق الإنتاج كاختلال التوازن الحيوي في بيئة الانتاج وخير مثال يمكن سياقه في هذا الصدد هو استعمال مختلف المبيدات الكيميائية من أجل تحسين الإنتاجية الزراعية. ولا سبيل هنا لذكر الأضرار التي ألحقتها هذه المبيدات بالتوازنات الطبيعية .

ويؤدي الإدراك المتزايد بما تساهم به الزراعة، بأشكال شتى، في تحقيق الأهداف الاجتماعية إلى ضرورة أن نتفهم بصورة أفضل”الوظائف المتعددة للزراعة”. وإذا كان للنشاطات الاقتصادية الأخرى علاقات قوية في استخدام الأراضي، فإن للزراعة أيضا أبعادا اجتماعية وبيئية فريدة وتظل الوظيفة الأولى والأسمى للزراعة هي توفير الأمن الغذائي وتحقيق الاكتفاء الذاتي كجانب حيوي لا تثتصر اهميته في توفير الغذاء غحسب بل البعد الامني والسيادي لاي بلد.وهو ما يتطلب الاهتمام بمضمون التنمية المتوازنة والمستدانة.

وفى هذا الإطار ، تعتمد التنمية المستدامة على النمو المتوازن فى كافة المجالات الإجتماعية والاقتصادية والثقافية والبيئية وغيرها ، دون الإنتقاص من فرص الأجيال القادمة فى التنمية ، أو الحصول على الموارد اللازمة لتحقيق ذلك ، بغية تحقيق منظومة خدمية متكاملة تتعامل مع كافة المشكلات التى يعانى منها أفراد المجتمع ، كالبطالة والفقر وإنخفاض متوسط دخل الفرد وغيرها من أسباب وعوامل ترتبط إلى حد كبير بإزدياد معدلات الجرائم فى اي مجتمع .