الخبر وما وراء الخبر

تفتق الأذهان في زمن العدوان

25

بقلم د// شعفل علي عمير

قال تعالى (كُتِبَ عَلَيْكُمُ الْقِتَالُ وَهُوَ كُرْهٌ لَكُمْ وَعَسَى أَنْ تَكْرَهُوا شَيْئًا وَهُوَ خَيْرٌ لَكُمْ وَعَسَى أَنْ تُحِبُّوا شَيْئًا وَهُوَ شَرٌّ لَكُمْ وَالله يَعْلَم وَأَنْتُمْ لَا تَعْلَونَ ) العدوان وما خلفه من مآسي ودمار إلا ان الطاف الله أرادة ان يكون لهذا العدوان والحصار جانب إيجابي تمثل في إعمال العقل وتحفيز الحكة اليمانية ومما لاشك فيه ان العدل الإلهي يقتضي ان تكون الطاف الله التي تنزل على عباده المظلومين تكون بقدر ما أصابهم من ظلم الظالمين فما وقع على اليمنيين من ظلم وعدوان مهول وكبير الى الحد الذي لا تستطيع اي دولة مواجهتة وتحمل تبعاته فقد شمل كل جوانب الحياة فأراد الله أن يجعل من هذا الشعب قدوة الصابرين وأول من صرخ في وجه المتكبرين بوعي وبصيرة المؤمنين فزادهم الله حكمة وانعم عليهم بعلمه تفتقت أذهانهم واستنارت عقولهم فاجئوا العالم بما آتاهم الله من علوم ومعارف في شتى المجالات
لم يعد الإنسان اليمني قبل العدوان هو نفسه ما بعد العدوان والشواهد على ذلك كثيرة ما قبل العدوان كان المجتمع يعيش دون ان يعي دورة في الحياة دون أن يستشعر مسؤوليته أمام الله دون أن يعرف عدوه الحقيقي كنا نعيش لأجل الحياة فقط كان كل يوم يمر كلينا هو خطوة الى القبور خطوة الى الخلف ليس إلا هذا هو حالنا قبل العدوان كنا ننظر الى ما يصنعه الآخرون بإعجاب بانبهار لم نفكر يوما ان بإمكاننا ان نكون افضل منهم او حتى مثلهم لم يعد لدينا ثقة في أنفسنا كنا نرى الممكن مستحيل.

وبعد العدوان اصبحنا نرى أي اعتداء على اي جانب من جوانب حياتنا يمثل فرصة لاكتشاف مكامن ضعفنا وابتكار البدائل التي تكون خارج نطاق سيطرة العدوان منعوا علينا استيراد الاسلحة للدفاع عن انفسنا بعد ما دمروا ما كان موجود فتوكلنا على الله حققنا الاكتفاء الذاتي من الاسلحة قطعوا علينا امدادات الغذاء اعتمدنا استراتيجية وطنية لتحقيق الاكتفاء الذاتي من الغذاء بقيادة اللجنة الزراعية والسمكية العليا التي حققت الكثير من الأهداف.

اراد أعداء الله مكرا بنا فمكر الله لنا أعتدوا علينا ليلا فأيقظوا فينا نور الحكمة ايقظوا المارد اليماني ايقظوا فينا القوة لنكتشف في انفسنا هذه الحكمة التي أودعها الله فينا والقوة التي زودنا الله بها لم نكن نعرف بما وهبنا الله به من حكمة بالرغم من علمنا بحديث رسولنا الكريم عليه وعلى آلة افضل الصلاة والسلام القائل ( الإيمان يمان والحكمة يمانية) وهو الرسول الذي لا ينطق عن الهوى لم نسأل انفسنا يوما لماذا اختص الله اليمنيين بالحكمة لم نبحث ان مكامن الحكمة في انفسنا، فجاء المعتدون علينا بعد ان انغمسوا في اوحال العمالة والانحطاط بعد ان والوا اعداء الله جاءوا ليقتلونا ليميتونا فاحييوا فينا ما كان ميتا أيقظونا من سبات الغفلة فهيأ لنا الله القيادة الحكيمة التي نفذ الله بها وعده للمؤمنين ووعيده للطغاة المتكبرين فأصبحنا بعد العدوان نعيش الحياة الحقيقية التي وجدنا لأجلها هذه الحياة التي جعلت من الإنسان اليمني يرى المستحيل ممكن تلك الحياة التي جعلت كل يوما يمر من حياتنا هي خطوة الى الكرامة بعد ان كانت خطوة الى القبور اصبح كل يوما من حياتنا يمثل خطوة الى الأمام بعد ان كان خطوة الى الخلف فأي نعمة وأي لطف اكرمنا الله به لم نكن نملك بل لم يكن مسموحا لنا ان نحلم مجرد حلم ان يكون لدينا قوة وقدرة في صناعة الأسلحة التي نواجه بها من يعتدي علينا كنا نرى قدرتنا في صناعة الصواريخ البالستية والطيران المسير ضرب من الخيال فاصبح بعد العدوان والحصار امرا واقعا اذهل العالم وكسر شوكة المعتدين فالحمد لله الذي لا يحمد سواه ولا يعبد غيره.