الخبر وما وراء الخبر

لمن عدن اليوم ..؟

142

بقلم / عبدالباري عبدالرزاق


الفرز المناطقي الحاصل اليوم في عدن ..مجرد هروب من تحمل مسؤولية واقع هذه المحافظة المزري ، في ظل سطوة الجماعات المتطرفة والإحتلال .

واقع الحال في عدن مأساوي بكل ما تعنية الكلمة ، ومخيف وغير مبرر تماماً ..ومن العيب ان تكون تلك الأعداد الكبيرة من القوات الغازية التي تم حشدها الى عدن من جنسيات ودول مختلفة عاجزة عن تأمين المدينة ، إن لم يكن تدمير عدن ودعشنتها أمر مقصود من قبل هادي ونظام العدوان السعودي .

المهم عن قصد او بدون قصد ،عجز أو فشل تبقى مسألة الإنفلات الأمني والفوضى العارمة ،وغياب الدولة في عدن كابوس مرعب يقض مضاجع ساكني هذه المدينة التي طالما كانت وعلى مدى عقدين من الزمن نموذجا للأمن والسكينة والمدنية والهدوء ..قبل أن يحولها صعاليك الحرب وأشباه الرجال ، وباعة الأوطان المتجولين الى مقلب للنفايات القادمة من خارج الحدود .

عدن اليوم تحكمها الفوضى وأرباب السوابق وجماعات الموت والإرهاب ،يقابلها تسابق الغزاة على النفوذ ،وأشعال الحرائق وتغذية الصراع و قوى الإجرام والتخريب بالمال والسلاح لتدمير ما تبقى من أخلاق وبنية تحتية في هذه المدينة.

عدن اليوم تأن تحت وطأة الإحتلال ..وجور الظالم الملعون ، والخائن الوضيع ..عدن مذبوحة من الوريد الى الوريد بسكين المستعمر الفاجر ، وعبثية الحاكم المتهور .

عدن أرض الله ومأوى عباده الأمنيين في اليمن وراحتهم وتجارتهم ، بيت التعايش والمواطنة المتساوية ، وعنوان الهوية اليمنية ونبض وحدتها وثغرها الباسم.

عدن التي كانت يا هادي ..!

تلعنك اليوم جبالها وبحرها وحجارها وترابها ومبانيها وسلامة أهالها وقاطنيها وأمنهم المفقود ..عدن التي سلمتها للغزاة ، وصُناع الموت وآكلي لحوم البشر .

أوغلت في طعن اليمن وتعذيبها ياهاذي ..!

دمرت أحلام الناس ، وأستبحت عذرية الأرض الطاهرة وسيادتها الشريفة ،أرهقت الغلابة وقتلت سكينتهم ، بالغارات والقصف الغادر ،والسيارات المفخخة وإنفجاراتها المدوية، ومسلسل الإغتيالات ، وازيز الرصاص والإشتباكات التي تتناسل أتباعا في مشهد يتكرر كل يوم بعدن.

لمن عدن اليوم يا هادي .. لمليشياتك ، أم لداعش ..؟ ومن يحكم عدن ..؟ الغزاة أم الفصائل المسلحة التي لا عدد لها ولا رؤية، أم القاعدة ..؟ أين مرتزقة البشير ، وعيال شاكيرا .؟ أين جهال ابن زايد ، وأطفال الرياض ..أين الجُند والفشخرة والتهويل الإعلامي والعُده والعتاد وبيع الوهم والتمني والسباحة في الهواء .؟

هزلتم ..!

الناس تموت في عدن ، والويل والثبور والعذاب والشقاء ، والكوارث والضياع ،ونار الاستعمار ولهيب الفوضى تحاصرها من كل الجهات ..ومرتزقة هادي ومحافظة الزبيدي ، وشلاله الغفير يتقافزون كالأقزام لملاحقة العمال من أبناء المحافظات الشمالية وأعتقالهم بتهمة الانتماء لليمن ، الذي باعة هادي وزمرته الخبيثة .