الخبر وما وراء الخبر

البيوت التجارية في مرمى العدوان والاستثمارات المحلية كأهداف عسكرية لعدو مفلس

499

تقرير ــ رشيد الحداد

تجاوَزَ استهدافُ العُـدْوَان السعودي الأَمريكي البنية التحتية للاقتصاد إلَى استهداف رأس المال الوطني، كما طالت دائرة الاستهداف مختلف الاستثمارات المحلية في مختلف القطاعات دون استثناء حتى الاستثمارات التي لم يُبدِ أَصْحَابها أَي موقف حول العُـدْوَان والحصار إلَى تفاصيل التقرير:

تتحدَّثُ الأَرْقَام الأولية عن ارتفاع خسائر القطاع الخاص اليمني من جراء العُـدْوَان والحصار إلَى 49 مليار دولار، إلّا أن تلك الخسائر المباشرة للعُـدْوَان الذي حول المصانع والمصالح الخاصة إلَى أَهْدَاف عسكرية لآلته التدميرية يقابلها أضْرَار غير مباشرة لحقت بالقطاع الخاص المحلي نتيجة الحصار وأجبرت العشرات من المصانع على التوقف عن الانتاج ودفعت 40 مصنعاً تعمل في مجال الصناعات الخفيفة على التوقف بسبب انعدام المشتقات النفطية وارتفاع تكلفة الانتاج وتسويق المنتجات.

عدو مفلس

يدركُ العدو أن الاقتصاد اليمني عصيٌّ على الانكسار ليس لما يتمتع به من متانة، بل لاعتباره من الاقتصاديات غير المنظّمة المقاومة للصدمات والاضطرابات، ولذلك فقد عمد إلَى استكمال دائرة التدمير الممنهج للاقتصاد باستهداف منشآت ومصالح القطاع الخاص بهدف انهاك رأس المال الوطني الذي يساهم بشكل كبير في إدَارَة العملية الاقتصادية في البلاد، بالإضَافَة إلَى أن رؤوسَ الأَمْـوَال المحلية أثبتت جدارتَها في قيادة القطاعات الصناعية والاستثمارية على مدى العقود الماضية، ولذلك أضَاف العدو مكونات القطاع الخاص اليمني إلَى بنك أَهْدَافه المفلس بعد أن كبد عشرات التجار خسائر فادحة بسبب احتجاز شحناتهم التجارية في عرض البحر لأشهر مما ادى إلَى ارتفاع تكلفة النقل البحري واتلاف بعض الشحنات التجارية الغذائية نتيجة تعرض تلك المنتجات لعوامل التعرية، ووفق مصادر مؤكدة فإن تحالف العُـدْوَان الذي يمارس مهام القرصنة البحرية في شواطئ البحر الاحمر منذ اكثر من عشرة أشهر يتعمد اعاقة وصول أَية شحنات تجارية ما لم يكون مالكها موالياً للعُـدْوَان السعودي حتى يحصل على تصريح دخول الموانئ اليمنية بالإضَافَة إلَى دفع اتاوات مالية تصل إلَى 10 الف دولار على كُلّ شحنه تجارية.

 

حالة هوس

في ظل حالة الهوس التي يعيشها العدو السعودي استهدف كُلّ مقومات الحياة تحت مبرر وجود اسلحة فيها حتى المصانع والمعامل الانتاجية ومعامل الخياطة في العاصمة التي استهدفت في شيراتون بررها العُـدْوَان بوجود اسلحة، إلّا أن مبرر العدو نفاها عدد كبير من رجال المال والاعمال الذين تعرضت مشاريعهم الاستثمارية من صناعية وخدمية للاستهداف من قبل طيران العدو الذي استهدف ماكنات الانتاج المحلي وعمد على تعطيل الحركة التجارية والاستثمارية واجبر مصانع كبرى تعمل منذ عدة عقود على التوقف خشية الاستهداف.

 

البيوت التجارية

لم تكن مصالح العديد من البيوت التجارية الشهيرة في اليمن بعيدة عن طيران العدو وغاراته الانتقامية والتدميرية لكل مقدرات الوطن، وطاول العُـدْوَان غير المبرر استثمارات كبار البيوت التجارية التي ترفد الوطن بالناتج الاقتصادي وتسهم في توفير الآلاف من فرص العمل.

 

بيت هائل

فبيت هائل سعيد انعم تعرضت لأضْرَار فادحة جراء الاعتداء على عدد من منشأتها التجارية والخدمية في عدد من المحافظات ابتداء من استهداف صوامع الغلال التابعة للمجموعة في عدن من قبَل طيران العدو وتدميرها بالكامل وإتلاف خمسة ملايين كيس قمح كانت في طريقها إلَى السوق المحلي مروراً باستهداف مصنع اسمنت الوطنية التابع للمجموعة في محافظة لحج ومن ثم استهداف محطة تحلية المياه التابعة للمجموعة في مديرية المخاء محافظة تعز وكذلك استهداف العدو السعودي الأحد، إحدى المزارع التابعة لشركة هايل سعيد أنعم في منطقة الضحي بالحديدة بسلسلة غارات والحق فيها دماراً كبيراً وفي العشرين من سبتمبر الماضي شن طيران العدو غارات على مصنع البحر الأحمر للصابون التابع للمجموعة في منطقة الجند في تعز أدت إلَى وقوع أضْرَار كبيرة في المصنع، كما استهدف طيران العُـدْوَان يستهدف مصنع مياه يزن التابع لمجموعة هائل سعيد في العاصمة صنعاء، كما استهدف طيران العُـدْوَان فندق سوفتيل ومستشفى اليمن الدولي التابعين في مدخل منطقة الحوبان.

 

إخوان ثابت

أما إخوان ثابت فقد كانت مصانعهم واستثماراتهم الهدف الأول للعُـدْوَان في الحديدة ابتداء باستهداف مصنع الألبان “يماني” للعصائر في ابريل الماضي بسلسلة غارات أدت إلَى استشهاد 37 عاملاً من عمال المصنع وإصابة أكثر من 50 آخرين وخسائر مادية تقدر بأكثر من 30 مليون دولار، كما استهدف طيران العدو مطلع الشهر الجاري مزرعة المراعي اليمنية التابعة لشركة إخوان ثابت في منطقة الكدن بالحديدة بسلسلة غارات جوية.

واستهدف طيران العدو السعودي مطلع يناير الجاري مصنع يدكو للمرطبات التابع لشركة درهم للصناعات بسلسلة غارات تسببت بتدمير خطين للإنتاج احدهما تدميراً كاملاً والآخر جزئياً، بالإضَافَة إلَى تدمير مخازن قطع الغيار ومخازن الإنتاج تدميراً كاملاً.. وقدرت إدَارَة المصنع الخسائر المالية للشركة جراء العُـدْوَان بأكثر من خمسة مليار يمني.

 

الرويشان والمقبلي

وتعرضت استثمارات تابعة لمجموعة الرويشان التجارية للاستهداف حيث استهدف مصنع الأكياس البلاستيكية التابع لشركة تهامة للصناعة ووسائل التعبئة الواقع في منطقة جميشة بكيلو 16 بمحافظة الحديدة، وتسبب الغارات باستشهاد شخص وإصابة 6 وتدمير عدد من الآليات والمعدات والمولدات التابعة للمصنع.

كما تعرضت هناجر تابعة لرجل الأعمال المقبلي لغارات جوية في محافظة الحديدة في السادس من الشهر الجاري، مَـا أَدَّى إلَى اندلاع النيران بداخله وإتلاف معظم محتوياته، واستهدفت استثمارات تابعة لرجل الاعمال عدنان الكهلاني في محافظة الحديدة من قبل طيران العدو بسلسلة غارت استهدفت مصنع “الفازلين والدهانات بكيلو 16 وألحقت دماراً واسعاً في محتوياته.

 

شاهر والسواري

كما استهدف العُـدْوَان استثمارات تابعة لرجل الأعمال شاهر عبدالحق في العاصمة ممثلة باستهداف مصنع “كوكاكولا” بمنطقة دارس بسلسة غارات خلفت أضْرَاراً ودماراً واسعاً وتسببت في اشتعال النيران فيه.

وتعرضت استثمارات تابعة لبيت السواري التجارية لعدد من الغارات حيث استهدف طيران العدو في الثلث الأخير من الشهر الماضي مصنع السواري للسيراميك في مديرية بني مطر بمحافظة صنعاء بعد غارات ألحقت أضْرَاراً فادحة فيه، وكانت طيران العُـدْوَان قد استهدفت في آل 20 من سبتمبر مصنع السواري للجلود في منطقة بيت المعقلي “مسيب” بنفس المديرية، مَـا أَدَّى إلَى تدمير المصنع وتوقفه عن العمل بشكل نهائي.

 

الكبوس والعودي

واستهدفت استثمارات تابعة لرجل الأعمال حسن الكبوس من قبل طيران العدو في ابريل الماضي حيث شن طيران العدو سلسلة غارات على مصنع سانتكس للخزانات البلاستيكية في العاصمة صنعاء أدت إلَى استشهاد 4 من عمال المصنع وإصابة آخرين ونشوب حريق هائل فيه، كما تم استهدافُ مصنع الضيافة للمياه المعدنية في مديرية عيال سريح محافظة عمران التابع منتجات شركة الكرامة المحدودة، وتسبب العُـدْوَان بتدمير آلات ومعدات تعبئة المياه والمصنع بشكل شبه كلي، وفي أواخر مايو الماضي استهدف طيران العُـدْوَان استثمارات تابعة لرجل الأعمال العودي وتسبب قصف جوي بتدمير كافة الآلات مصنع العوادي للبلاستيك في محافظة الحديدة وقدرت الخسائر المادية للاعتداء بـ5 ملايين دولار هي عبارة عن المكنات والمواد الخام والمواد المصنعة، كما استهدف طيران العُـدْوَان استثمارات العاقل أحد البيوت التجارية في العاصمة صنعاء باستهداف أحد المصانع التابع لهم في العاصمة صنعاء بسلسلة غارات.

ولا يزال استهداف طيران العدو على مصالح القطاع الخاص مستمراً في ظل صمت دولي على تلك الجرائم التي وضعت أكثر من 60 من الاستثمارات المحلية في دائرة الاستهداف المباشر أَوْ غير المباشر.