الخبر وما وراء الخبر

فجر الصحراء والدروس المستفاده

10

بقلم// وسام الكبسي

يقدم أبطال ومجاهدوا الجيش واللجان الشعبية أقوى الدروس وأحدثها ويجيدون ببراعة ابتكار الخطط وصناعة الأحداث وتغيير المعادلات وتصويب مساراتها لصالحهم دائما ,كما يتفننون في تنقية واختيار الأولويات بدقة عالية وفريدة والشواهد حية ومعاشة يعيشها كل مهتم بالشأن اليمني والمنطقة على حد سواء ,فهم وحدهم من يحيزون قصب

السبق في الوصول إلى الأهداف المرسومة وجني ثمارها بدون عناء او مشقة في كثير من الحالات ويحتفو_ ويحق لهم ذلك_ بالنصر الذي نالوه وهم بذلك يصنعون تاريخ ملئ بالدروس العسكرية التي قد تتحول الى منهج يُدرّس في أفخر الأكاديميات العالمية والتخصصات العسكرية منها والامنية بالذات.

وفي عملية فجر الصحراء كما سبقها من العمليات العسكرية التي يقوم بها ابطال الجيش واللجان الشعبية لتطهير المناطق المحتلة من دنس الغزاة وأذنابهم من المرتزقة والعملاء نلحظ تلك الخطوات التكتيكة والإستراتيجية واجراءتها التنفيذية الموجعة والمؤلمة لتحالف البغي والاجرام ,وبين تلك الخطوات التكتيكية والاسترايتيجة تناغم عجيب يصل صدى أصوات ذلك التناغم إلى مسامع العالم اجمع علّه يلتفت الى مايعيشه الشعب اليمني من مآس طيلة سبعة اعوام من إجرام ترتكبه طائرات بني سعود وعيال زايد ,فعند كل تصعيد يأتي الرد المناسب له تارة في العمق السعودي وأخرى في الداخل اليمني وتناغم تلك العمليات تماما كتناغم الطيران المسير والقوة الصاروخية.

ومما مضى نجد أن الادارة الامريكية لم تستوعب الدرس الذي تلقّته عند تحشيدها ودعمها الاعلامي واللوجستي عوضا عن دعمها السياسي والامني و مشاركتها الفعلية والميدانية لادواتها الاستخباراتية من القاعدة وداعش في جبهات الزاهر والصومعة وغيرها من جبهات البيضاء حيث انتهى ذلك الفصل بأختبار صعب كانت نتائجه واضحة وجلية وأُعلنت حينها في عملية” فجر الحرية” لتطوى صفحة سوداء مليئة بالذبح والاغتيالات وإرهاب الناس ويذوق الناس طعم الحرية وينعمون بالامن والكرامة في سويعات قليلة بفضل من الله تعالى.

ومايزال الامريكي يبحث عن أسباب الإخفاق وتحليل ماجرى له واذنابه على أيدي رجال الله واهلهم من أبناء تلك القبائل الأبية في محافظة البيضاء إلا وتتوالى الصفعات والدروس في مديريات جبل مراد ،ومايزال الأمريكي منهمك في البحث عن فهم مايجري مستعينا بكل عقل عسكري وامني وسياسي ولم يصل الى نتيجة بعد.

وهو في غيبوبته تلك يتلقى صفعة اخرى ودرس أقسى على مستوى استراتيجي وفي غضون أيام ثلاثة لا أكثر ينفذ الجيش واللجان الشعبية عملية “فجر الصحراء” حيث كان من نتائجها تحرير منطقة اليتمة وماجاورها في مديرية خب والشعف حيث تكتسب العملية بُعد استرايجي وذلك لأهمية موقع محافظة الجوف الإستراتيجي كونها تقع على خطوط التماس مع جارة السؤ مملكة بني سعود مباشرة،بشريط حدودي يمتد من جنوب غرب نجران حتى جنوب شرقي نجران ويصل امتداده صحراء الربع الخالي وهذا يعني عزل جبهة مأرب عن جبهة الحدود واقفال المجال عن اي دعم عسكري من هذا الشريط الحدودي الطويل .

وفتح مسارات جديدة تهدد مناطق واسعة لسيطرة عليها في العمق السعودي خاصة بعد هدم الجدار العازل الذي حاولت مملكة السؤ بناءه منذو عشرات السنوات من خلال عوامل مزمّنة أهمها شراء الولاءات القبلية وتسهيل السيطرة عليها من قبل زعيم الخيانة وقائد فرقته لفرض السيادة السعودية على اليتمة وماجاورها وصولا إلى وضع الآلاف من المرتزقة المحليين كسياج لحماية حدودها ثم من خلال ذلك تنهب خيرات وثروة الشعب اليمني في محافظة الجوف ،حيث إن المسارات التي قد يستخدمها الجيش واللجان الشعبية مفتوحة وخياراتها متعددة على مستوى الداخل اليمني أو على مستوى العمق السعودي ان قضت الحاجة لذلك

ولعل من أهم الدروس التي ينبغي على الأمريكي والسعودي فهمها ان كان ذلك سيجدي هي إن الخيارات مفتوحة ولنا الحق في إتخاذ القرار المناسب وفق ماتحتاجه المرحلة وحساسية الموقف وهذا خيار الشعب اليمني وقرار قيادته الثورية الحكيمة وعليه فإن على الأمريكي الايعاز لادواته بالانكفاء والانكماش والا فإن قادم الدروس من الصعب عليهم حتى قراءة محتوياتها، وايضا لجارة السؤ بما أنه ولأول مرة في تاريخ الجمهورية اليمنية يتم فرض السيادة الوطنية على هذا الجزء من الجغرافيا اليمنية فإن الجماهير اليمنية ستعزز ثقتها والتفافها بالقيادة الحكيمة ممثلة بقائد الثورة السيد عبدالملك الحوثي-يحفظه الله تعالى- وتلك رسالة يفهم مدلولها قادة الكيان السعودي الذين أسسوا مملكتهم بالضم للمناطق اليمنية تماما كما يعمل الكيان الإسرائيلي وعليه فأن على بني سعود كخطوة أولى التخلي عن المزتزقة والجنوح لسلام المشرف مالم فمحتوى الرسالة واضح والدرس سيقوم به تربويي الجيش واللجان الشعبية.

وفي هذه العملية النادرة والنوعية والخاطفة رغم إن هناك عمليات ومسارات في أغلب المحاور من الساحل مرورا بشبوة ومأرب حتى الحدود وكون العملية في منطقة مفتوحة وواسعة دون غطاء جوي وتم حسمها في وقت قياسي وحررت أراضي مغتصبة لعقود لايعتبر نصرا عسكريا زحسب, بل نصرا تاريخيا وإنجاز وطني الأول من نوعه من ذو بدأ العدوان وهو مايعني التفوق الاستخباراتي

والمعلوماتي الكبير لدى الجيش واللجان الشعبية رغم كثافة وحداثة مايملكه تحالف العدوان ،وهذا درس آخر بأن قوئ التحالف أصبحت مخترقة إلى مستوى قياسي لايمكن ترميمه او سد ثغراته إلا بالتخلص الكامل من أدواتها ان كان ذلك سيجدي,

ورغم وضوح الدروس وتكرارها إلا ان الغباء هو سيد الموقف ،ولذا فإن قاموس مصطلحات الثقافة القرآنية هي الحاكمة ورجال الله هم الغالبون وفجر الصحراء دروس للمتعظين إن وجدوا .