بالمختصر المفيد ،،، ذكرى الوفاء لأهل الوفاء
بقلم / عبدالفتاح علي البنوس
الذكرى السنوية للشهيد ذكرى عظيمة وغالية على قلوبنا جميعا نحتفل خلالها على مدى أسبوع كامل بشريحة الخالدين العظماء الأحياء عند ربهم يرزقون ، الشهداء العظماء الذين كان لعظيم تضحياتهم الفضل الكبير بعد الله عز وجل في ما ننعم به من أمن وإستقرار في المحافظات اليمنية الحرة الواقعة تحت سلطة المجلس السياسي الأعلى وحكومة الإنقاذ الوطني ، تقام معارض تحتوي على صورهم وتتزين روضاتهم بالزينة وتشهد تدفقا هائلا للزائرين لها وتنظم الفعاليات الإحتفالية بالمناسبة، وتتم زيارة أسرهم وتقديم الهدايا والدروع االتذكارية وتوزع السلل الغذائية تكريما وعرفانا لتضحياتهم التي لا تقدر بثمن.
فمهما تحدثنا عن الشهداء العظماء وتضحياتهم والمآثر العظيمة والمواقف الخالدة التي سطروها في حياتهم ومسيرتهم الجهادية فإننا لن نفيهم حقهم ، فقد ضربوا أروع الأمثلة في التضحية والفداء والبذل والجود والعطاء ، فجادوا بأنفسهم وقدموا أرواحهم الطاهرة في سبيل الله وهم يقاتلون بالنيابة عنا جميعا ، يذودون عن الحمى، يدافعون عن الأرض والعرض والشرف والكرامة والسيادة الوطنية المنتهكة، لم يتكاسلوا أو يسوفوا أو يتخلفوا عن أداء واجبهم الجهادي ولم يبحثوا عن المناصب والمكاسب والرتب والوظائف والترقيات ولم يلتفتوا إلى الدنيا ومغرياتها ، باعوا الدنيا وملذاتها وتاجروا مع الله فربحوا التجارة ، تجارة لا بوار فيها ولا خسارة ، تجارة منحتهم المقام الأبدي والحياة الحقيقية في الفردوس الأعلى صحبة الأنبياء والأوصياء والصالحين وحسن أولئك رفيقا.
هؤلاء هم مصدر عزنا وفخرنا وشموخنا ومن حقهم علينا أن نحيي ذكرى استشهادهم وأن نكون أوفياء لتضحياتهم من خلال العناية والإهتمام بأولادهم وذويهم وتفقد أحوالهم وفاء وتكريما لهم ، علينا جميعا في هذه المناسبة زيارة روضاتهم والسلام عليهم وزيارة المعارض التي تحتوي على صورهم والتي تربطنا بواقعهم وحياتهم ومسيرتهم الجهادية وتأخذ بأيدينا للسير على دربهم وسلك مسلكهم ، نحن اليوم نعيش بين أولادنا وفي أوساط أهالينا وهذه نعمة تحتم علينا الوفاء لمن كان لهم الفضل بعد الله في ذلك .
للأسف الشديد بعد سبع سنوات من العدوان والحصار ما يزال في أوساطنا الكثير من الغافلين الذين لم يحدثوا أنفسهم بالجهاد في سبيل الله قط ، والأدهى والأمر أن نجد في أوساطنا من لا يرون في قتال الأعداء جهادا وما يزالون ينظرون إلى ما يحصل في حق وطننا وابناء شعبنا على أنها فتنة، ووالله إنهم هم الفتنة وهم من سيعضون على أناملهم يوم القيامة حسرة وندما نظير مواقفهم السلبية وخذلانهم للحق وأهله ، وعدم مناصرتهم لوطنهم وأبناء شعبهم في مواجهة العدوان الأمريكي السعودي الإماراتي البريطاني الإسرائيلي الذي أوشك على دخول عامه الثامن .
وأمام عطاء الشهداء العظماء فإن الواجب علينا الوفاء لهم ، و من صور الوفاء للشهداء العظماء بالنسبة لشاغلي الوظيفة العامة وعلى وجه الخصوص تلك المرتبطة بتقديم الخدمات للمواطنين ، الحرص على خدمة الناس وإنجاز معاملاتهم وإنصافهم والإنتصار لمظلومياتهم وتقديم النموذج الإيماني في تولي المسؤولية، ليشعر المواطن بحجم التغيير الذي أحدثته ثورة 21سبتمبر ، وليلمس الجميع ثمرة وبركة وخير المسيرة القرآنية، الموظفون في ميادين العمل يمثلون جبهة من جبهات الصمود ويجب أن نستشعر جميعا المسؤولية الملقاة على عاتقنا وأن تكون نظرتنا وتعاملاتنا وتحركاتنا وسلوكياتنا قرآنية القول والعمل ولنجعل من رئيس الشهداء الرئيس الشهيد صالح علي الصماد رضوان الله عليه خاصة وكافة الشهداء العظماء عامة القدوة والمثل الأعلى في هذا الجانب إذا ما أردنا الفلاح والنجاح والتوفيق في الدنيا قبل الآخرة.
الرحمة والخلود للشهداء العظماء ، الشفاء للجرحى ، الحرية للأسرى ، النصر والتمكين للمجاهدين الميامين ، والخزي والهزيمة والعار للغزاة المعتدين والمرتزقة المنافقين .
قلت قولي هذا واستغفر الله لي ولكم ، ووالدينا ووالديكم ، وعاشق النبي يصلي عليه وآله.