الشهيد أبو عقيل الكاظمي
بقلم// يوسف نشوان
الخطيب الثائر والمؤمن الواعي الشهيد عدنان عبد الله الكاظمي (أبو عقيل)
هو نجم من نجوم المسيرة القرآنية، وواحد من رجال المبادئ الذين طرزوا التاريخ بدمائهم الزكية، وسجلوا ملاحم الفخر العبقة بعطر الشهادة والكرامة.
من طلائع الخطباء المتألقين، العاملين بصمت واتزان، ومن الموجهين والمربين بثقة وإخلاص، البعيدين عن الأنظار والشهرة وحب الظهور، والذين نالوا كرامة الدينا والآخرة.
السلام عليك يا أبا عقيل، وعلى جهادك وتضحياتك.. السلام على إخلاصك وتفانيك.
كلنا يعرف من يكون أبا عقيل.. كيف لا وهو من كان في كل الميادين الحاضر والمتحرك، والصادع بالحق دومًا، المؤمن الواثق بالله، والمتيقن بعدالة قضيته.
كانت مجالسه ومحاضراته الهادفة والمسؤولة تجمع بين الثقافة القرآنية والأحداث الماثلة في الواقع، وصدق التوجه وعمق المضامين التي يطرحها بأسلوب شيق يستولي من خلاله على مجامع القلوب، فتهفو إليه الأفئدة، وتشخص نحوه الأبصار، وتتهافت على استماع مواعظه جموع الناس لما يملكه من اقتدار في الإلقاء وأسلوب قرآني في الطرح.
وعلى صعيد أخر كان أبو عقيل على درجة عالية من الالتزام، والتقوى، والهمة، والاستشعار للمسؤولية، يسخر كل وقته لله ومع الله، ولم يكن يألو جهدا في الدعوة إلى الله، وتبين الحقائق للناس، وإيصال الوعي لهم في الشارع والمجلس والمسجد، وفي كل الأحوال وفي كل الظروف، ولو كلفه الأمر الكثير؛ حيث كان يؤلمه تحرك أهل الباطل، وكان يقول لا يجب أن نرى أهل الباطل يتحركون وينشطون ليضللوا الناس ثم تكون حركتنا بأقل منهم، فكان ينبه لخطورة التفريط، ويوصي المجاهدين بالاستشعار للمسؤولية أمام الله.
ولأنه من المتقين الذين لا يهدأ لهم بال وهم يرون الله يعصى في أرضه، كان يعمل بجد ونشاط وإخلاص في شتى المجالات، يخطب الجمعة ويحاضر في المجالس والتجمعات وهو الثائر الذي يحضر المظاهرات والمسيرات، ليحمس الشباب، ويرفع من معنوياتهم، وينزل إلى مختلف المناطق للمشاركة في التعبئة العامة مجسدًا القول بالعمل، ومقدمًا نموذج التحرك الصادق والمسؤول أمام الله والحالة التي ينبغي أن يكون عليها أولياؤه.
فكان يشع نورا بأخلاقه، وصفاته، ومواقفه العظيمة التي جعلت منه نموذجا راقيا وقدوة حسنة لكل المجاهدين من حوله، ولم يقتصر تحركه على العمل الثقافي أو التعبوي. فمثلما كان مثالا في الالتزام والتحرك الثقافي كان نموذجا في الإقدام والشجاعة، حيث تحرك إلى ميادين الجهاد مع إخوانه المجاهدين الذين كانوا يستمدون منه العزم، ويستلهمون منه معاني الإيمان وأثره في النفوس والواقع ليواصل عطائه في سبيل الله مشاركا في عدة جبهات بشجاعة عالية وثبات عظيم حتى وصل مراده وبغيته، واستشهد (سلام الله عليه) كريما عزيزًا مرصعا بأطيب الذكر وأجمل الثناء، ومخلفا محامد الخصال ومحاسن الفعال.
فمثل بذلك حالة إيمانية متفردة وشخصية جهادية نوعية تجسدت فيها الآيات القرآنية التي تصف المؤمنين في كتاب الله العظيم، والصفات التي ينبغي أن يكون عليها أولياء الله المتقون.
فسلام الله على أبو عقيل ما تعاقب الليل والنهار، ونسأل الله أن يلحقنا به صالحين، وأن يثبتنا على خطاه حتى نلقاه.. آمنين.
#الذكرى_السنوية_للشهيد_1443ھ
الله أكبر
الموت لأمريكا
الموت لإسرائيل
اللعنة على اليهود
النصر للإسلام