دموع الثكالى ودماء الطفولة طوفان قادم.
بقلم// رويدا البعداني
لعلِّي أردتُ البكاء كثيرًا، وأنا أشاهد دموع الأم الثكلى _ سميرة سعيد قائد سالم_ وهي على شاشة التلفاز تُكابد لظى الدمع وتقاسي لهيب الفقد والحرمان، ولكني آثرت الكتابة على ذرف الدموع، متذكرة قوله تعالى:((وسيعلم الذين ظلموا أي منقلب ينقلبون)).
على الأرض الجدباء يستلقي جسد ميت مضرج بدماء الجروح الغائرة، وفي الجانب الآخر هُناك ملامح غضٌة لطفلٍ مات قبل ولادته المرتقبة، وعلى فراش الموت والحياة هُناك أمُ تارة تجهش بالبكاء، وتارة تحبس دمعها وتكملُ مأساتها في الشرح عن فاجعة رحيل طفلها وزوجها. والحديث هُنا لم يكتمل بعد، فهناك أطفال ضحيان، وهُناك الطفلة إشراق، وبثينة، وسميح، وإيناس، والقائمة تطول وتطول لأن للطفولة النصيب الأكبر منذُ أن قُرعت طبول الحرب.
إن المعيب حقَّا أنَّه في الوقت الذي صرح فيه الإعلامي جورج قرداحي عن ماهية الحرب على اليمن، وأردف بذلك عن مدى عبثيتها منذُ سنين، ثارت أبواق النفاق ودقت نواقيس العمالة جراء ذلك ورمت الاتهامات عليه جزافا، واليوم وطفولتنا توأد، ومنازلنا تُهدم، وأحباؤنا يرحلون لانجد لهم موقفا يُذكر!!
اليوم أطفال اليمن يتعرضون لأعتى الأساليب الهمجية التي وصلت لدرجة إجهاض الجنين وهو في بطن أُمه، في حين أن شعوب العالم العربي تحتفل بيوم الطفل العالمي، بينما نحن نقيم المآتم ونقرأ آيات الرحيل وتراتيل الفقدُ على ضريح الطفل اليمني.
إن جرائم العدوان تتفاقم في خطرها ووضاعتها يوما بعد يوم، ومنها هذه الجريمة التي ستظل وصمة عار وخزي في جبين كل من ارتضى الذل، وانقاد لقوى الشر وأصبح خادما لأمريكا، وستبقى هناك حقارة خلدت نفسها بأحرف الدناءة على مرِّ العصور، لتكون تلك الجرائم هي من أحلك الصور والأكثر دموية ووحشية في تاريخ البشرية على الإطلاق.