قلق إسرائيلي من المسيّرات الإيرانية: تهديد استراتيجي يغير ميزان القوى
الإنذار الذي أطلقه وزير الأمن الإسرائيلي، بني غانتس، الثلاثاء، في مؤتمر معهد السياسة والاستراتيجيا في جامعة رايخمن، من تزايد خطر المسيّرات الإيرانيّة على “إسرائيل” والعالم، بحسب قوله، أعاد تسليط الضوء على هذا الموضوع لجهة توقيته ومضمونه، ومثّل مناسبة لإعادة طرح هذا الموضوع في النقاش الإعلامي العام من زواريا متعددة.
وذلك أتى من خلال مقاربة إعلاميّة، متساوقة مع حملة التحريض الرسميّة ضدّ إيران، حيث ركّزت من جهة على الربط بين تنامي تهديد المسيّرات الإيرانية والملف النووي الإيراني، وعلى هامش الإنكار الذي توفّره هذه الوسيلة لإيران التي تريد أن تبقى بعيدة عن الواجهة من جهة ثانية، توقف خبراء عند مستوى خطورة هذا التهديد، الذي يفوق برأيهم خطر الصواريخ الدقيقة، والذي يغير ميزان القوى في الشرق الأوسط.
الطائرات المسيّرة: تهديد متعاظم
في كلمته أمام مؤتمر معهد السياسة والاستراتيجيا في جامعة رايخمن قال وزير الأمن، بني غانتس أمس إن “إيران تنفّذ هجمات بواسطة طائرات مسيّرة متفجّرة عبر مبعوثيها وأيضاً من أرضها”.
وكشف غانتس أنّه “في شهر شباط/ فبراير من العام 2018 أرسلت إيران طائرة من دون طيّار من سوريا نحو “إسرائيل”، وقد اعترضت قرب بيت شان، وهدفها كان بحسب ما عرفنا جهات إرهابيّة في الضّفة الغربيّة”.
وفي سياق حملة التحريض ضدّ إيران، وربطاً بتهديد الطائرات المسيّرة، أضاف غانتس أن “إحدى الأدوات الأساسية للتهديد الإيراني هي الطائرات المسيّرة، وأسلحة دقيقة، تستطيع الوصول إلى أهداف استراتيجية بمدى آلاف الكيلومترات، وتهديد الدول والقوات الدولية في الشرق الأوسط وأيضاً دول في أوروبا وأفريقيا”.
وفي الموازاة قال قائد سلاح الجو الإسرائيلي، اللواء عميكام نوركين، في المؤتمر نفسه “إن قصّة الطائرات المسيّرة، هي مسألة ستتعاظم في السّنوات القريبة القادمة وستؤثّر على كلّ المنطقة”.
تهديد كاسر للتوازن
إنذار وزير الأمن بني غانتس، من “اتساع خطر الطائرات المسيّرة الإيرانية “، معطوفاً على التوقيت الذي أُطلق فيه على مقربة أيام من استئناف مفاوضات فيينا النووية، أعطيا زخماً إعلامياً لإعادة تسليط الضوء على هذا الموضوع من زوايا متعدّدة:
تقديرات مصادر رسمية إسرائيلية، تدّعي أنّ إيران تدفع بمهاجمة أهدافٍ في الخليج، بواسطة طائرات غير مأهولة، كوسيلة ضغط تهدف إلى دفع مصالح تتصلّ ببرنامجها النووي.
· “هامش الإنكار”، وتستند هذه الزاوية -بحسب تقارير- إلى معلوماتٍ جُمعت في “إسرائيل”، تُظهر أن إيران تستعين بمنظمات في دول في المنطقة أُقيمت فيها قواعد طائرات مخصّصة غير مأهولة، الأمر الذي يمّكن إيران من العمل من دون بصمة وجر ردّ عسكري مهم ضدّها.
· “التهديد الاستراتيجي”، حيث سلّطت دراسة صادرة عن معهد القدس للاستراتيجا والأمن، أعدّها الخبير في مجال الدفاع الصاروخي عوزي روبين، الضوء على خطر المسيًرات، باعتبار امكانية تحوّلها إلى تهديد استراتيجي من الدرجة الأولى على “إسرائيل”، تهديد لا يقل خطورة عن تهديد الصواريخ والقذائف الصاروخية من قبل محور المقاومة.
الدراسة خصلت إلى أن هذا السّلاح من شأنه أن يكون أيضاً “كاسراً للتوازن”، في حال تمّ تشغيلها بصورة صحيحة، وهو ذا قيمة مساوية للصواريخ والقذائف الصاروخية الإيرانيّة الدقيقة إن لم يكن أعلى قيمة.
· تساوقُ الاهتمام الإعلامي في “إسرائيل” مع حملة التحريض التي يشنّها المستوى السياسي- الرسمي ضدّ إيران.
وفي هذا السياق تشير مجموعة من التعليقات إلى أن إيران تريد استخدام طائرات مسيّرة لاستهداف “إسرائيل” والولايات المتحدة وأيضاً الدول العربية في المنطقة.