الخبر وما وراء الخبر

سقطرى .. كعكة بطعم دم الأخوين

101

بقلم / حسن الوريث


 

بدأت خفايا الاتفاقات التي تمت بين ما يسمى الحكومة الشرعية والدول التي شاركت في العدوان على اليمن تتضح شيئاً فشيئاً وهو ما كنا نحذر منه دوماً ونؤكده بأن هذه الحرب التي تشنها السعودية ومن تحالف معها من العرب وغيرهم وراءها مصالح وأجندات ظاهرة وخفية، فالظاهر كل له مصلحته وفي الخفاء كل له أجنداته وما تم تسريبه من اتفاق وشيك بين الدمية هادي والإمارات لتسليم الأخيرة جزيرة سقطرى لا يخرج عن هذه المصالح والأجندات حيث بدأت كل دولة تسعى لاستلام الجزء الذي يخصها من الكعكة وقد بدأت البوادر من الإمارات.
في اعتقادي إن ما بدأ يظهر على السطح ليس إلا قطرة من مطرة كما يقال وما خفي كان أعظم، فهذا الاتفاق الوشيك هو بين هادي والإمارات في الظاهر لكنه في الباطن مع أمريكا التي لا تريد أن تظهر في الصورة لحسابات تتعلق بما نعرفه من حساسية مفرطة في المواقف ضد أمريكا سواءً من اليمنيين أو من الأطراف الإقليمية التي سيكون الأمر بالنسبة لها أكثر حساسية وربما يدخل في حسابات أكثر تعقيداً باعتبار تسليمها مباشرة لأمريكا ربما يقود إلى عنف قوي في المنطقة بين مختلف الأطراف المحلية والدولية، أما توزيع بقية الكعكة فربما يكون له حسابات أعمق وبالتالي فتقسيمها سيستغرق وقتاً أطول قليلاً لكنه قد تم وبقىت مواعيد إعلانه بالتدريج خطوة خطوة حتى لا يثير المزيد من المشاكل وتتعرقل خطوات تنفيذه.
مما لا شك فيه أن ما يقوم به هادي من حماقات تتمثل في عمليات بيع وشراء وتوزيع البلاد وثرواتها ومصالحها يدخل بالتأكيد في نطاق أعطى من لا يملك وعداً لمن لا يستحق كما قيل لوزير خارجية بريطانيا الشهير بلفور حين أعطى وعده لليهود بأن يعطيهم فلسطين ليكون وطناً قومياً لهم ورغم أن اليهود بمساعدة غربية وعربية من بعض الأنظمة وفي مقدمتها نظام بني سعود الذي تواطأ مع بريطانيا لمنح فلسطين لليهود والجميع يعرف تلك الوثيقة التي وقعها جد ال سعود وعدم ممانعته في إعطاء فلسطين لليهود المساكين حد تعبيره في الوثيقة مقابل أن تدعمه بريطانيا لإقامة مملكته في نجد والحجاز وهو ما تم بالفعل، وهادي الآن يقوم بدور مماثل حيث يبيع اليمن ويوزعها كهدايا للدول التي شاركت في العدوان على الشعب اليمني كنوع من رد الجميل لتلك البلدان وهو يعرف أنه لن يستمر طويلاً في الحكم ولا يهمه ما سيحدث نتيجة ما يقوم به من بيع البلاد وتقسيمها وتوزيع ثرواتها بين الدول .
السيناريو المرسوم لتقسيم اليمن وثرواتها بين الدول يتلخص في أن تكون عدن للإمارات باعتبارها ميناء هاماً وموقعها متميز ولو تم استغلالها بالشكل المطلوب والصحيح فإنها ستقضي على ميناء دبي الذي لا يساوي موقعه شيئاً مقابل ميناء عدن وبالتالي فمن مصلحة الامارات استلام عدن وجعلها مكاناً للصراعات والنزاعات حتى يبقى ميناء دبي مزدهراً وهذه هي الخطة، أما المكلا والمهرة فسيتم تسليمهما للسعودية التي تريد استغلالها كميناء بحري لها بديلاً عن موانئ الخليج وإيصال انابيب النفط إلى ميناء المكلا واستغلاله لمصلحتها كما ينبغي وقطر تريد مأرب لتجعلها نهباً للصراعات بين القبائل حتى لا يتم استغلال ثروتها من الغاز على اعتبار أن قطر من أكبر المصدرين للغاز وهي لا تريد منافسة من مأرب التي يوجد فيها أكبر مخزون للغاز بمئات المرات عن ما تمتلكه قطر أما أمريكا فهي من زمن طويل تريد سقطرى لتكون قاعدة لها على البحر العربي والمحيط الهندي للتحكم في المنطقة، أما إسرائيل فهي تريد نصيبها من الكعكة والمتمثل في باب المندب لأنها لا تريد أن تكون هناك دولة يمنية قوية تتحكم في هذا المضيق الهام رغم ان إسرائيل استطاعت أن تشتري اريتريا وتعمل قواعد فيها تحاول من خلالها التحكم في باب المندب، لكن موقع اليمن أهم لذلك فهي تسعى بكل قوتها للحصول عليها وهكذا فكل يريد نصيبه من الكعكة اليمنية التي يقوم بتوزيعها هادي وما تسمى حكومته الشرعية.
بالطبع فإن الإمارات أو السعودية أو غيرها لن تهنأ بما أعطاها لها هادي وسيكون الثمن الذي ستدفعه هذه الدول باهظاً وستكون هذه الكعكة مخضبة بالدماء لأن الشعب اليمني لن يرضى بذلك أبداً وسيكون اليمن مقبرة لهم ولأحلامهم الشيطانية ولن تكون هذه الكعكة كما يريدون لكنها ستكون ملونة بلون الدم وبداية من سقطرى التي ستكون كعكتها بلون وطعم دم الأخوين.