الخبر وما وراء الخبر

جحيم اليمن

81

بقلم / عبدالمجيد التركي


لا تزال السعودية مستمرة في حماقاتها وعدوانها على اليمن، ترضيةً لأمريكا التي أرادت توريط السعودية فدفعت بها إلى جحيم اليمن، وستدفع بها في آخر المطاف إلى المحكمة الدولية وتتخلَّى عنها كفردة حذاء قديمة.
السعودية تشبه شخصاً يكحِّل عينيه بسكِّين.. تشبه مجنوناً يلهو بشفرة حلاقة.. تشبه أعمى يدوس على ثعبان نائم.. تشبه طفلاً يلعب بأعواد الكبريت.. وهي تجهل أن أمريكا ستوصلها إلى المحكمة الدولية، وستقول لها كما يقول الشيطان للإنسان يوم القيامة: إني بريء منك.. لأن أمريكا تتعامل مع السعودية كما لو أنها كبش فداء، ولن تورط نفسها معها، بقدر ما تدفعها إلى الاستمرار في الورطة.
أمريكا تريد أن تحلب أموال السعودية وتقوم بتفكيكها في آخر الأمر، لذلك دفعتها لإعلان الحرب على اليمن تحت ذرائع واهية لا تصدقها حتى السعودية، لكنه الحُمق والزهايمر والكِبر الذي يجعل المرء يتحول إلى بالون، ومهما تضخَّم هذا البالون فإن دبوساً صغيراً يستطيع أن يجعله يعرف ماهيته ويدرك وزنه.
أمريكا هي المستفيدة الأولى مادياً، وتأتي الدول الأخرى في استفادتها حسب المراتب والصمت والتأييد والمشاركة، وكلها ستشير بأصابعها ضد السعودية حين تتراجع أرقام شيكاتها، وتقلّ هباتها، لأن المرتزق بمجرد أن تقطع عنه ثمن عمالته سيتركك وسينظر إليك باستحقار، وكأنه ينظر إليك بعينه الحقيقية التي لم يعد أمامها ما تراه سوى القُبح.
تحدثتُ، في مقالات سابقة، أن الشيعة سيثورون، وسيستيقظ الدواعش، وستكثر الاغتيالات، وسيصحو المواطن المغلوب على أمره ويتبع الضوء الذي يلوح في آخر النفق وسيتلاشى الأمن والاستقرار الذي كانت تنعم به السعودية، فلن تذهب دماء أطفالنا ونسائنا هدراً، وستعود سماؤنا زرقاء في حين ستمطر سماؤهم مطر السَّوء.
magid711761445@gmail.com