الخبر وما وراء الخبر

صدور كتاب الحروب اليمنية السعودية والدور البريطاني

15

صدر مؤخراً كتاب “الحروب اليمنية- السعودية والدور البريطاني” للباحث عبد الله بن عامر.

تناول الكتاب الصراع اليمني – السعودي منذ تأسيس الدولة السعودية الأولى 1745م، وما رافقها من طموحات توسعية، ما أدى إلى التصادم العسكري مع اليمن.

وأشار الباحث بن عامر إلى أن الكتاب يُوثق مراحل الحروب الأولى منذ معركة الدرعية 1764م، وصولاً إلى مقاومة اليمنيين للتوسع الوهابي الأول ما بين 1798- 1816م، ودور بريطانيا خلال تلك الفترة، لاسيما بعد رفض اليمن منحها تسهيلات عسكرية وتجارية على السواحل.

وسلّط الكتاب الضوء، على مرحلة الحرب العالمية الأولى، وكيف أن المشروع السعودي بنسخته الثالثة خدم الأجندة البريطانية في حصار اليمن، وشنّ الحرب عليه لإخضاعه.

وتطرق الكتاب إلى مقاومة أبناء عسير للغزو السعودي 1920- 1923م والأحداث حتى الحرب اليمنية- السعودية في 1934م، وكيف تمكن الملك عبد العزيز من ضم عسير بالقوة العسكرية قبل أن تدفعه بريطانيا لضم عسير تهامة، أو ما كان يعرف بالإمارة الإدريسية، والموقف في تلك الإمارة المؤيد للانضمام إلى اليمن قبل الضغط البريطاني.

وتطرّق الكتاب إلى ثورة أبناء عسير على الحكم السعودي في 1932م، ورفضهم الضم السعودي، ما دفع الملك عبد العزيز، وبدعم من البريطانيين، إلى قمع تلك الثورة في فبراير 1933م.

ولفت الباحث بن عامر إلى أن الكتاب يجيب عن كثير من الأسئلة المتعلقة بالصراع اليمني- السعودي منذ تأسيس الدولة السعودية الأولى 1745م، وطموح محمد بن عبد الوهاب في التوسع، وضم اليمن الذي كان حينه يعاني من خلافات وانقسامات، ما ساعد الدولة الوهابية على شن غزواتها ومحاولة السيطرة على اليمن.

وأكد أن السعودية فشلت في سيطرتها على اليمن، وكانت الحروب اليمنية- السعودية بنسختها الأولى ما بين 1798م و 1815م، قبل أن تعود الدولة السعودية لاتخاذ مسار الدولة الأولى نفسه، بشن الغزوات للسيطرة على عسير السراة 1919- 1923م، ثم على عسير تهامة بعد أن دفعت بريطانيا الإدريسي لطلب حماية الملك عبدالعزيز، الذي بدوره ضم أراضي الإمارة الإدريسية بشكل نهائي لمملكته في 1932م، لتندلع ثورة عارمة ضد الحكم السعودي قبل أن يتمكن عبدالعزيز، وبمساندة بريطانية، من قمعها، لتشكّل كل تلك الأحداث مقدمة لحرب 1934م.

وأضاف ” هذا البحث يُقدم صورة متكاملة عن المشروعين السعودي واليمني، وأسباب توسع الأول وتعثر الثاني، مع تفاصيل التدخل الخارجي، لاسيما البريطاني الذي لعب دوراً كبيراً في رسم خارطة شبه الجزيرة العربية”.

وأوضح الباحث بن عامر، أن ما يميّز البحث هو توثيق مراحل مهمّة لم يسبق لأي باحث يمني التوقّف عندها بشكل مفصل، والتوضيح عن كيفية فصل أقاليم عسير ونجران عن الجسد اليمني، وخدمة الملك عبدالعزيز بن سعود للأجندة البريطانية في الضغط على اليمن، ومحاولة إخضاعه، وفي الوقت نفسه التوسّع وضم عسير ونجران.