إحياء للمولد النبوي الشريف … احتشاد جماهيري لم تعهده مدينة ذمار في تاريخها
تقرير// رضوان سبيع
في ساحة مترامية هيئت بكل التجهيزات ، شهدت مدينة ذمار فعالية مركزية أقيمت لإحياء مناسبة ذكرى المولد النبوي الشريف ، وشاركت فيها حشود جماهيرية كبيرة من مختلف مديريات محافظة ذمار
وخلافا لما دعت إليه وسعت لتحقيقه فتاوى متأسلمي الوهابية وحلقات وبرامج منصات الإعلام المتصهين ، فقد عجزت ساحة الاحتفال عن استيعاب طوفان الجماهير المحمدية التي ملأتها عن بكرة أبيها في الدقائق الأولى من بدء الفعالية وملأت إلى جانبها كل الشوارع والأحياء المجاورة ليتشكل على إثر ذلك غطمطم جماهيري تاريخي لم يسبق أن شهدت مدينة ذمار مثيله .
وتشكل هذا المشهد المهيب اثر خروج كبير واستجابة شعبية واسعة من سكان مدينة ذمار تلبية لدعوة السيد القائد لإحياء المولد النبوي الشريف والتي حضيت كذلك بتجاوب الجماهير اليمانية الغفيرة التي تقاطرت من كافة مدن وأرياف المحافظة منذ الصباح الباكر وشكلت بمواكبها المتراصاة تسلسل لا نهائي وعلى امتداد أكبر وأبعد من مدى ناظريها .
وكان توافد الحشود المتيمة بنبيها المتلهفة المشتاقة المتعطشة للتعبير عن ولاءها ومحبتها لرسول الله ، من أجل الاحتفاء والاحتفال واظهار الفرجة والسعادة والبهجة بمولده الشريف .
حيث خرج أبناء ذمار رجالا وشيوخ وأطفالا واتجهوا إلى ساحتهم في حديقة هران يرددون الزوامل والأهازيج والأناشيد متوشحين رداءات بلون المناسبة ويتوجون رؤوسهم بعمائم خضراء وبذات اللون من الأعلام والرايات يلوحون تارة وبشعار البراءة من الأعداء في وجه المستكبرين يصرخون تارة أخرى ، وذلك هو ما فعلته أيضا النساء والصبايا لحظة احتشادهن في ساحة جامعة ذمار .
وخلال الفعالية التاريخية التي حضرها قائد المنطقة العسكرية الرابعة اللواء الركن عبداللطيف المهدي وعدد من الوزراء وأعضاء في مجلسي النواب والشورى وأعضاء السلطة المحلية وقيادات أمنية وعسكرية ومشائخ وشخصيات اجتماعية ، ألقى رئيس المكتب الإشرافي ورئيس اللجنة التنظيمية للفعالية المركزية بمحافظة ذمار ، أبو عقيل الشرقي ، كلمة ترحيبية حيا فيها الجماهير المحتشدة وشكرها وبارك حضورها وثمن بفخر واعتزاز استجابتها وتفاعلها وتحركها الجهادي ومواقفها الوطنية والتي تدل على عظيم ما تفضل الله به عليها وأكرمها من الهدى والوعي والبصيرة والشعور بالمسؤولية .
واستهل الشرقي كلمته ، بأطيب التهاني وأزكى التبريكات بعثها باسمه ونيابة عن الجماهير ، في برقية خاصة لمقام السيد القائد بمناسبة المولد النبوي الشريف عليه وآله أزكى الصلوات وأتم التسليم .
وأكد على أهمية احياء مناسبة المولد النبوي باعتبارها محطة لإظهار عالمية الرسول والرسالة ، ويوما لتأكيد الثبات في مواجهة الاستكبار العالمي ومواصلة الجهاد انتصارا لكل المظلومين والمستضعفين في هذا العالم ، وكذلك الاستفادة منها باعتبارها محطة إيمانية للتزود الروحي والايماني والاستبصار بمزيد من الهدى والنور والوعي والبصيرة واستلهام الدروس ودراسة سيرة رسول الله واستذكار حياته وتذكر مواقفه والاستفادة والتعلم من قوة إرادته وحسن إدارته وكفاءته وقيادته وريادته وجهاده وحكمة وصوابية قراراته القوية والصارمة في مواجهته للأعداء .
وتقدم مشرف عام ذمار بجزيل الشكر وعظيم الامتنان لكل اللجان المنظمة وبارك وأثنى على كل الجهود التي ساهمت في انجاح الفعالية ومن كان لها الفضل بعد الله في اخراجها واتمامها بهذا الشكل الرائع وبهذه الصورة القوية والإيجابية والمشرفة على كافة المستويات وكل من موقعه واختصاصه اعدادا وتحشيدا وتنظيما وحماية ، سائلا الله سبحانه وتعالى أن يكتب لهم جميعا الأجر والثواب.
واختتمت الفعالية بمسك إطلالة السيد القائد في خطاب تاريخي تحدثُ فيه عن المناسبة ، وتطرق بالحديث عن آخر المستجدات ، مواصلاً فيه ومن خلاله قيادة ثورة الواحد والعشرين من سبتمبر المجيدة بمراحلها الإستراتيجية ورسم الخطوط العريضة وما الذي يجب أن تتحرك على أَســاسه جماهيرُ الشعب الثائر في مواجهة تحالف قوى الغزو والإرتزاق حتى تتمكن في نهاية المطاف وبعَون الله تعالى وتأييده من الوصول إلى ساحل الأمان وتحقيق الهدف المنشود والمتمثل بالتحرّر والاستقلال الوطني كاملاً غير منقوص .
وأشاد السيد القائد بحشود أحفاد الأنصار ويمن الإيمان غير المسبوقة التي حضرت في ميدان السبعين وساحات المحافظات احتفاءً بالمولد النبوي الشريف ، مخاطباً إياهم بقوله: “نفسي لكم الفداء يا أحفاد الأنصار يا يمن الإيمان “.
ولفت قائد الثورة إلى أن الوعد الإلهي في سورة الإسراء يتحقق في عصرنا بفساد وظلم الإسرائيليين ،،، مؤكدا على أنه سيتحقق وعد الله بنهاية ما هم فيه من علو واستكبار ، إنهم يرونه بعيدا ونراه قريبا .
وجدد السيد القائد تأكيده على ما أعلنه سابقاً من أن اليمن جزء من المعادلة التاريخية التي أعلنها السيد حسن نصرالله، أن التهديد والخطر على القدس يعني حربا إقليم
ية ، مؤكدا ثبات موقف الشعب اليمني المبدئي والديني تجاه قضايا الأمة وفي مقدمتها الوقوف إلى جانب الشعب الفلسطيني .
كما أكد قائد الثورة على تضامن اليمن مع كل أبناء الأمة المظلومين ،،، مشدداً على الاعتزاز بالأخوة الإسلامية مع أحرار الأمة ومحور الجهاد والمقاومة.
ودعا السيد القائد ، أبناء الشعب اليمني العزيز إلى مواصلة الجهود في التصدي للعدوان الأمريكي السعودي الغاشم، موضحاً بقوله: “يتوجب علينا شرعا التصدي للعدوان بكل ثبات حتى رفع الحصار وإنهاء العدوان والاحتلال ومعالجة ملفات الحرب ، والتعويض عن الأضرار ،،، مؤكدا على أن هدفنا في تحقيق الحرية والاستقلال على أساس هويتنا الإيمانية هو هدف مقدس يرتكز على مبدئنا في التوحيد لله والكفر بالطاغوت.
الجدير بالذكر أن حرص واهتمام شعبنا العظيم باحياء ذكرى المولد النبوي الشريف هو للتأكيد على تمسك اليمنيين بهويتهم الايمانية وثقافتهم القرآنية المنطلقة من مبدأ الاتباع والولاء لرسول الله ، وللتعبير عن ما يكنونه لنبي الهدى من معاني التعظيم والإجلال والتقديس التي تسكن في أعماقهم وَوجدانهم وتعتقدها وتؤمن بها أحاسيسهم ومشاعرهم وكل جوارحهم ونبضات قلوبهم .