الكفاح المسلح.. خيار اليمنيين الأخير في وجه الاحتلال
تقف الذكرى الـ58 لثورة 14 أكتوبر ضد الاحتلال البريطاني في اليمن، امام جملة من الأحداث، تحاول افراغ ثورة أكتوبر من مضمونها بتحقيق الاستقلال في الـ30 من نوفمبر1967م.
منذ دخول تحالف العدوان مدينة عدن في النصف الثاني من العام 2015م، وحتى يومنا هذا، كشف الاحتلال عن اقنعته المزيفة التي كان يقف خلفها بشعارات التحرير من ما يسمى “المشروع الإيراني، والدفاع عن اليمن، وإعادة الشرعية” التي لازالت إلى اليوم في فنادق الرياض.
سبع سنوات عجاف من الفوضى الأمنية حصدت خلالها جرائم الاغتيالات المئات من العسكريين والأمنيين والسياسيين في المحافظات الجنوبية، بينهم 39 من أئمة المساجد في مدينة عدن، باستثناء جرائم الاختطاف والاخفاء والقسري، إلى جانب جرائم انتهاكات العرض التي تحدث جهاراً في شوارع المدينة، وسط عجز المواطنين عن انقاذهن.
لم تعد عدن مدينة للتنوير التي احتضنت كافة الأحرار قبل ثورتي 26سبتمبر و14أكتوبر، منطلقا للحرية والكرامة والاستقلال، بعد أن حولتها دول تحالف العدوان إلى مدينة اشباح تحكمها المليشيات المناطقية، يعاني أهلها الظلم والقهر والاعتداء ونهب الأراضي من قبل من يصفهم أبناء عدن “أصحاب القرية”.
هكذا أصبحت الحياة في عدن أشبه بالزجاجة الضيقة التي ضاقت بأهلها وسكانها ذرعا، لتجبر الكثير منهم على مغادرتها واللجوء إلى أماكن أخرى أكثر اماناً بعيداً عن احتلال تحالف العدوان.
ما انجزه وقدمه الأحرار والثوار في جنوب اليمن من تضحيات لأكثر من 129عام، ضد الاحتلال البريطاني 1839 ـ 1967م، من أجل نيل الحرية والكرامة والاستقلال، تلاشى خلال سنوات الحرب على اليمن منذ مارس 2015م، لتعود بريطانيا ومعها أمريكا والكيان الصهيوني إلى عدن وبقية المحافظات الجنوبية، عن طريق أدواتها من دول تحالف العدوان “السعودية والإمارات”، وتأسيسها قواعد عسكرية مشتركة في “خليج عدن، مضيق باب المندب، العند، سقطرى، المهرة، المكلا”، وعلى امتداد السواحل الجنوبية والمدخل الجنوبي للبحر الأحمر.
خلال سبع سنوات استطاع تحالف العدوان ادخال مدينة عدن وبقية المحافظات الجنوبية التي يطلق عليها “المحررة”، في مستنقع الانهيار الاقتصادي، لتنعكس على الوضع المعيشي للمواطن، وسط انعدام لأبسط مقومات الحياة في مختلف الخدمات الأساسية منها الكهرباء والمياه والصحة، والأكثر من ذلك أن تحالف العدوان أثار النزعات المناطقية وغذى الصراعات بين أبناء تلك المناطق من جديد، متخذا من سياسة “فرق تسد” اسلوب البقاء.
كما عانت عدن وابنائها وبقية المحافظات الجنوبية الويلات، لم تشهدها منذ عقود في مختلف مناحي الحياة، أجبرت الأهالي على إشعال نيران الاحتجاجات الغاضبة “ثورة الجياع” في مدن “حضرموت، عدن، أبين، لحج، سقطرى”، مطلع سبتمبر الماضي، وسط مطالبات بخروج تحالف العدوان، قوبلت بالقمع والتنكيل مخلفة العديد من القتلى والجرحى بنيران مليشيا الاحتلال، واقتياد مئات المشاركين في الثورة إلى المعتقلات.
في المقابل تنامت حركة الوعي بين أبناء المحافظات المحتلة، وسط الوعود الكاذبة لتزداد معاناة السواد الأعظم من المواطنين، مع استمرار انقطاع المرتبات، لتتجه نحو منعطفات تقود الجائعين إلى إعلان الكفاح المسلح ضد تحالف الاحتلال.